كرزاي يعلن تأسيس مجلس أعلى للسلام للتفاوض مع طالبان

بترايوس: مجموعات من المتمردين تسعى للسلام

عنصرا أمن أفغان يلقيان القبض على قيادي من حركة طالبان في هراة أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، أمس عن تأسيس مجلس يضم 70 عضوا لاستئناف محادثات السلام مع حركة طالبان المتمردة. وقال المتحدث الرئاسي، وحيد عمر، في معرض إعلانه عن أعضاء المجلس الجديد، إن المجلس الأعلى للسلام يمثل خطوة مهمة «نحو إحلال السلام والمصالحة». ويضم الأعضاء الذين أعلن عنهم أمس، 68 عضوا، ممثلين لمختلف أطياف المجتمع الأفغاني، وبينهم رئيسان سابقان وشيوخ قبائل، وما لا يقل عن 3 من أعضاء نظام طالبان السابق وعدد من أعضاء جماعة الحزب الإسلامي، إحدى الجماعات المتمردة. كما تشمل القائمة الكثير من الجماعات المناهضة لطالبان، التي قاومت حكمها قبل الإطاحة بها خلال الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للبلاد أواخر 2001. كما يضم المجلس التفاوضي 8 سيدات. ويتوقع أن يدشن المجلس محادثات السلام مع طالبان، التي تقول إنها ستواصل حربها لحين انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) والبالغ قوامها نحو 150 ألف جندي، من أفغانستان. وأوضح المتحدث الرئاسي أنه سيتم الإعلان عن اسمي العضوين الباقيين قريبا.

يذكر أن خطة المجلس الأعلى للسلام كانت أقرت بشكل مبدئي في يونيو (حزيران) الماضي خلال اجتماع قبلي للسلام في كابل، شارك فيه أكثر من 1600 من شيوخ القبائل والزعماء القبليين والسياسيين.

من ناحية أخري أعلن قائد القوات الدولية والأميركية في أفغانستان، الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أمس، أن عناصر من طالبان «اتصلوا» بالحكومة الأفغانية والقوات الدولية بخصوص مسالة إلقاء السلاح. وقال بترايوس: «اتصلت نحو 20 مجموعة صغيرة (من طالبان)» بالحكومة وقوات حلف شمال الأطلسي. وأضاف: «إنها المراحل الأولية، ولا أعتقد أنه بإمكاننا الحديث عن مفاوضات، إنها مناقشات أولية». وتابع: «بعضهم يأتي للحديث مع الحكومة وآخرون يأتون إلينا». وأوضح بترايوس أن «المصالحة مع كبار المسؤولين في حركة طالبان، هي من اختصاص الحكومة الأفغانية». وقال إن «الشروط التي يطرحها الرئيس كرزاي واضحة جدا، ونحن ندعم ما تقوم به الحكومة الأفغانية، ونساعدها فيه أحيانا».

وكان الجنرال الأميركي، الذي يقود القوات الدولية منذ الرابع من يوليو (تموز)، يشير إلى خطة المصالحة وسياسة اليد الممدودة التي يعتمدها الرئيس كرزاي. وقد قرر كرزاي تمويل برنامج يشمل في المقام الأول المتمردين الذين يسلمون أسلحتهم في مقابل الحصول على فرص عمل وأموال. وستموّل هذا البرنامج المجموعة الدولية. وفي بداية يونيو (حزيران)، ذكر الموفد الأميركي ريتشارد هولبروك أنه يريد مطالبة الحكومة الأفغانية بضمانات حول استخدام نحو 200 مليون دولار (156 مليون يورو) لتمويل هذا البرنامج. وتستند خطة المصالحة على مجلس أعلى للسلام عُيّن أعضاؤه الستون، قادة حرب قدامى، ونساء ووزراء رئيس الدولة أمس.

وقد تمت الموافقة على مشروع إنشاء هذا المجلس خلال مؤتمر «جيرغا من أجل السلام» عقد في كابل في يونيو. وستجرى المفاوضات في إطار هذا المجلس الذي سيمثل مختلف شرائح المجتمع الأفغاني، لدى إجراء مناقشات السلام مع طالبان. وقد رفضت حركة طالبان مقترحات السلام مرارا، ووصفت كرزاي بأنه دمية الولايات المتحدة، معلنة عدم استعدادها للسلام إلا متى انسحبت القوات الأجنبية من البلاد. وفي قندهار (أفغانستان)، نفت قيادة طالبان أمس اتصالات، وأعلن الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة الصحافة الفرنسية أن «تصريحات الجنرال بترايوس لا أساس لها. إنه يبحث عن رفع المعنويات بإدلائه بتصريحات كاذبة. لن يؤيد أي من مقاتلينا التفاوض مع الأجانب».