كوريا الشمالية تبدأ عملية نقل السلطة بترقية نجل زعيمها إلى جنرال

إعادة تعيين كيم جونغ إيل أمينا عاما للحزب الحاكم.. وسيول تعتزم رفع نفقاتها العسكرية

TT

افتتح الحزب الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية أمس أكبر مؤتمر له منذ 30 عاما في اجتماع تاريخي يتوقع أن يمهد الطريق أمام خلافة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل من قبل ابنه الأصغر. وأعاد «حزب العمال» تعيين كيم جونغ إيل أمينا عاما للحزب، غداة ترقية ابنه الأصغر جونغ أون إلى رتبة جنرال بأربع نجوم. ولم يذكر تلفزيون كوريا الشمالية الرسمي، الذي ترصده وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب»، أي تطورات أخرى تتعلق بابن الزعيم الكوري الشمالي، لكنه قال إنه تم تعيين الأب مجددا في منصب الأمين العام.

ويأتي هذا غداة تعيين كيم، 68 عاما، ابنه الأصغر كيم جونغ أون جنرالا، تمهيدا - كما يبدو - لانتقال للسلطة ضمن العائلة في هذه الدولة الشيوعية المنعزلة. ويقول محللون إن هذه الترقية تؤكد أن جونغ أون، الذي يعتقد أن عمره 27 عاما والذي تلقى دروسه في سويسرا، سيخلف يوما ما والده كزعيم لكوريا الشمالية، الدولة التي تملك السلاح النووي.

وإضافة إلى كيم جونغ أون، تم منح شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم كيونغ هوي أيضا رتبة جنرال وكذلك شو ريونغ-اهي المساعد المقرب لعائلة كيم منذ فترة طويلة، وفق وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.

وتعتبر اليابان أن ترقية النجل الأصغر لكيم جونغ إيل إلى رتبة جنرال يدل على تغيير جيل في السلطة. وقال وزير الخارجية الياباني سايجي ميهارا «لا شك في أن الترقية إلى رتبة جنرال تكشف بوضوح نوايا» النظام الشيوعي. ويرى يانغ مو جين الأخصائي في قضايا كوريا الشمالية في جامعة سيول أن «ترقية كيم يونغ إون (إلى رتبة جنرال) تدل على أنه الخلف». وأضاف «يمكن أن تحصل انقسامات داخل النظام لكن أي انقلاب عسكري أو حدث مفاجئ مستبعد». وقال بيك هاك سون من معهد سيجونغ إن سرعة العملية «تدل على أن صحة كيم يونغ إيل تتدهور بسرعة وإلا لما عمد إلى ترقية ابنه».

ونقلت وسائل الإعلام أمس صورا لحشود من المندوبين يرتدون البزات الرسمية أو العسكرية وهم يصلون إلى مقر المؤتمر. وكتب على إحدى اليافطات «فلتحيا العقيدة الثورية للزعيم العظيم، الرفيق كيم إيل سونغ»، في إشارة إلى مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ الذي توفي في 1994 لكنه أعلن رئيسا لمدى الحياة.

وعقد مسؤولو الحزب آخر اجتماع لهم العام 1980. وكان التأم لتأكيد خلافة كيم جونغ إيل لوالده كيم إيل سونغ. وأصيب كيم جونغ إيل، 68 عاما، بجلطة في الدماغ قبل عامين. ومذذاك، سرع من وتيرة التحضيرات لضمان بقاء السلطة العليا بين يدي العائلة. لكن حتى يوم أمس، لم تذكر أي وسيلة إعلام رسمية اسم جونغ أون، كما لم تنشر له أي صورة حديثة خارج البلاد.

وشقيقة الزعيم الكوري الشمالي كين كيونغ هوي، 64 عاما، متزوجة من جانغ سونغ-ثايك الذي يعتقد أنه ثاني أقوى رجل في البلاد. ويعتقد أنها ستكون مع زوجها وصية على الابن الشاب الذي لا يملك خبرة سياسية في حال وفاة الزعيم الكوري الشمالي أو اضطراره للتنحي بسبب صحته.

وكان عقد هذا المؤتمر لحزب العمال والذي وصفته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية بأنه «تاريخي»، مرتقبا أساسا في مطلع سبتمبر (أيلول) الحالي لكنه أرجئ لأسباب لم تعرف. وفي هذه المناسبة حضّرت بيونغ يانغ عرضا عسكريا هو الأكبر في تاريخها. وينعقد المؤتمر في أجواء توتر إقليمي شديد بعد غرق السفينة الحربية الكورية الجنوبية في مارس (آذار) الماضي وجمود المفاوضات السداسية حول نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية. وكانت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اتهمتا بيونغ يانغ بإغراق السفينة، وهو ما نفته كوريا الشمالية.

وفي سياق متصل، أعلنت كوريا الجنوبية أمس أنها ستزيد نفقاتها العسكرية سنة 2011 لتعزيز أمنها واقتناء أسلحة جديدة بعد إغراق بارجتها. وأوضحت وزارة المالية الكورية الجنوبية أن النفقات العسكرية ستزداد بنسبة 5.8% خلال 2011 مقارنة بـ 2010 حيث كانت تقدر بنحو 31200 مليار وون (20.27 مليار يورو) أي أكثر من 10% من الميزانية الإجمالية للدولة (309600 مليار وون). وتعكس الزيادة في ميزانية الدفاع الرغبة في تعزيز قدرات البلاد العسكرية بعد إغراق البارجة تشيونان في مارس الماضي مما أدى إلى مصرع 46 بحارا كوريا جنوبيا كما أفادت الوزارة.