إيمانويل يحسم قراره حول الاستقالة من البيت الأبيض يوم الجمعة

ترقب إعلان ترشيحه لمنصب عمدة شيكاغو وسط تغييرات في فريق أوباما

TT

تترقب الأوساط السياسية والإعلامية في واشنطن قرب إعلان كبير موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل استقالته من منصبه وتركه واشنطن للعودة إلى مدينة شيكاغو ليسعى للترشيح والفوز بمنصب عمدة شيكاغو. إلا أنه حتى يوم أمس، أكدت مصادر عدة أن السياسي النافذ لم يتخذ قرارا نهائيا بعد حول ترك البيت الأبيض، مبقيا خط رجعة لقرار ينذر بمستقبل مختلف له. وأفادت مصادر إعلامية عدة بأن إيمانويل سيحسم أمره يوم الجمعة المقبل ويعلن ترشحه لمنصب العمدة أو البقاء في البيت الأبيض.

ويعتبر إيمانويل من أهم المستشارين لأوباما، وهو الأقرب له ككبير الموظفين في البيت الأبيض، ومغادرته البيت الأبيض تشير إلى انتهاء حقبة في رئاسة أوباما التي بدأت عام 2009. وبعد مرور نحو عامين على فوز أوباما بانتخابات الرئاسة، يتطلع أوباما إلى الإعلان عن تعيين مقرب آخر في محل إيمانويل الذي أظهر رغبة في الترشح لشغل منصب عمدة شيكاغو بعد إعلان العمدة الحالي ريتشارد ديلي عزمه على الاستقالة. ومنذ أشهر، ازدادت الإشاعات حول إمكانية استقالة إيمانويل الذي يعتبر من أكثر موظفي البيت الأبيض إثارة للجدل، والذي أغضب أعضاء من الكونغرس الديمقراطيين مرات عدة بسبب طبيعته المعروفة بالعصبية والشديدة اللهجة. وبينما هناك أعضاء من الحزب الديمقراطي لن يحزنوا على مغادرة إيمانويل البيت الأبيض فإن هناك إقرارا بأن إيمانويل لعب دورا مهما في تثبيت أقدام أوباما في واشنطن بعد فوزه في انتخابات الرئاسة، بسبب قلة خبرة الأخير في التعاملات السياسية في العاصمة الأميركية. وعلى عكس أوباما أول ما جاء إلى واشنطن، لدى إيمانويل علاقات واسعة في واشنطن، ويعرف كيفية إدارة الأمور فيها. وكان أوباما قال أول من أمس، في مقابلة مع تلفزيون «إن بي سي» إن إيمانويل «سيكون عمدة رائعا لشيكاغو»، دون أن يؤيد أو يعارض ذلك. وقالت مصادر أخرى إن أوباما سيختار بيت روس، الذي كان كبير موظفيه عندما كان عضوا في الكونغرس ليكون كبير موظفيه في البيت الأبيض. وقالت وكالة «أسوشييتد برس» إن إيمانويل، منذ قبِل أن يساعد أوباما في الانتخابات الرئاسية سنة 2008، ومنذ أن كان عضوا في الكونغرس، كان يريد أن يكون عمدة لشيكاغو. وأنه يريد أن يحل محل العمدة الحالي رتشارد ديلي. غير أن ديلي كان يقدر على أن يعيد ترشيح نفسه، لكنه، مؤخرا، أعلن أنه لن يفعل ذلك.

ويمتنع البيت الأبيض عن التعليق مباشرة حول قرار إيمانويل، واكتفى الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، بالقول الأسبوع الماضي: «إنه يفكر بما سيفعله في المرحلة المقبلة، لست على علم بتوصله إلى أي قرارات، والرئيس ليس على علم بأي قرارات». وأضاف «ما زلنا في عملية توصله إلى قرار نهائي». إلا أنه خلال الأيام الماضية، يبدو أن إيمانويل توصل إلى القرار النهائي، إذ تسرب مصادر مقربة من البيت الأبيض أنباء حول قرب إعلانه الاستقالة. وبينما يؤكد إيمانويل أنه لم يتخذ قرارا نهائيا بسبب تفكيره في عائلته واحتياجاتها، نشرت أمس صحيفة «شيكاغو صن تايمز» أن روبرت هابلين، مؤجر منزل إيمانويل وصاحب شركات بناء وتصنيع، قال: «لم ينتهِ العقد مع إيمانويل. في نفس العقد بند ألا أتحدث إلى الصحافيين عن المنزل. وها أنا ذا أتحدث إلى الصحافيين لأقول إنه، في نفس العقد، بند لا يقدر على إخراجي من المنزل بالقوة».

وبينما لا تخلو شيكاغو من متبرعين لاستضافة إيمانويل، إلا أن الصحيفة أشارت إلى تمسكه بالعودة إلى منزله، مما يزيد من التكهن حول قراره بالترشيح لعمدية شيكاغو. وقال ناطق باسم إيمانويل: «يريد إيمانويل العودة إلى منزله. وعرض على المؤجر التنازل عن إيجار ثلاثة أشهر تعويضا عن الفترة الباقية. لكن، رفض المؤجر، ويبحث إيمانويل عن مكان آخر مؤقتا».

ونقل تلفزيون «سي إن إن» عن مسؤول في الحزب الديمقراطي بأن إيمانويل سيستقيل ويترشح عمدة لشيكاغو، وأن الحزب وضع مسبقا خطة بذلك. وقال المسؤول: «لا بد أن يستقيل ويعود إلى شيكاغو. هل يمكن أن يترشح عمدة لشيكاغو ويبقى في واشنطن؟»، لكن هناك مصادر تفيد بأن إيمانويل قد يبقى في منصبه إلى ما بعد انتخابات الكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ويشهد البيت الأبيض تغييرات كبيرة بين موظفيه، فتم الإعلان عن استقالة المستشار الاقتصادي الأعلى، لاري سامورز، نهاية العام الحالي، وذلك بعد استقالة رئيسة مجلس المستشارين الاقتصاديين كريستينا رومر واستقالة رئيس ميزانية البيت الأبيض بيتر أورزاغ.

وتأتي هذه الاستقالات في وقت يستعد البيت الأبيض فيه لمرحلة ما بعد انتخابات الكونغرس في نوفمبر، وهي مرحلة الاستعداد للانتخابات الرئاسية لعام 2012. وخلال العامين المقبلين، سيتم تركيز فريق أوباما على إعادة ترشيحه وفوزه برئاسة الولايات المتحدة.

وأبلغ المستشار الأعلى في البيت الأبيض، ديفيد أكسلرود وكالة «رويترز» الأسبوع الماضي أنه أيضا ينوي الاستقالة من منصبه في البيت الأبيض للعمل على حملة أوباما الانتخابية. وتماشيا مع سياسة الفصل بين العمل الرسمي للرئيس وعمله السياسي للترشيح، يجب الفصل بين حملته الانتخابية وعمله الرسمي. وقال أكسلرود: «كنت واضحا لكل من تحدث معي حول هذه القضية، أنه في فترة ما سأعود وأبدأ العمل على حملة إعادة الانتخاب». وأضاف «اتفقت أنا والرئيس دائما على ذلك، لم يتغير شيء».