صنعاء: «خليجي 20» ستقام في أجواء آمنة

اليمن: اعتقال انتحاريين مفترضين في صعدة.. والعثور على مخططات إرهابية في شبوة

جنديان يمنيان يشاركان في عملية تمشيط لأحد أحياء مدينة الحوطة أمس بعد ثلاثة أيام من إعادة السيطرة عليها وطرد مسلحي «القاعدة» منها (أ ف ب)
TT

أعلنت السلطات اليمنية، أمس، اعتقال شخصين في محافظة صعدة بشمال البلاد، وقالت إنهما ينتميان إلى تنظيم القاعدة، وإن أحدهما يمني والآخر يحمل جنسية عربية، لم تفصح عنها، وإن عمريهما يتراوح بين 21 و25 عاما، إضافة إلى قولها إنهما كانا يخططان لتنفيذ عمليتين انتحاريتين «تستهدفان مصالح حيوية في اليمن». وأشارت أجهزة الأمن في صعدة إلى أن الشابين اعتقلا في ضوء تعميم أصدرته وزارة الداخلية، مؤخرا، يتضمن أسماء وصور بعض المطلوبين أمنيا، وإلى أنها «ضبطتهما في إطار تنفيذها لخطة ملاحقة المطلوبين أمنيا والعناصر المشبوهة المقرَّة من قبل الوزارة، وأنها قامت بالتحفظ على المشتبه في انتمائهما لتنظيم القاعدة لإجراءات التحري والتحقيق».

يأتي الإعلان الرسمي المشار إليه سلفا، متزامنا مع إعلان لأجهزة الأمن في محافظة شبوة، أن الحملة الأمنية التي جرت الأسبوعين الماضيين في مدينة الحوطة بمديرية ميفعة، التي ذكر، قبل أيام، أنها انتهت وجرى تطهير المدينة، عثرت أثناء تفتيشها المنازل «المشبوهة» وقيامها بتمشيط المدينة، على عدد من الأقراص المدمجة الخاصة بـ«صناعة الموت»، إضافة إلى «أشرطة فيديو لقيادات في تنظيم القاعدة، تتحدث عن الموضوع نفسه»، وكذا «بدلات عسكرية للقوات الخاصة والجيش والأمن والحرس الجمهوري»، بالإضافة إلى لوحة معدنية، لسيارة، صادرة من محافظة حضرموت، وأيضا، «حقائب ذخيرة فارغة ومذكرة تحتوي على أرقام وعناوين، إلى جانب شرائح اتصالات».

وأضاف العميد الدكتور أحمد علي المقدشي، مدير أمن شبوة لموقع وزارة الدفاع اليمنية «سبتمبر نت»، أن القوات الأمنية والعسكرية وعقب تطهيرها الحوطة من مسلحي «القاعدة»، «عثرت على وثائق ومخططات إرهابية للتنظيم في منزل أحد قادة (القاعدة) بمدينة الحوطة»، وأن «تلك المخططات الإرهابية تكشف ما كان التنظيم يخطط له من استهداف شخصيات عسكرية وأمنية وأجانب ومصالح محلية وأجنبية في محافظة شبوة وغيرها من المحافظات».

وبعد يومين فقط على الهجوم على إحدى حافلات للمخابرات في صنعاء، وجهت الداخلية اليمنية قوات الأمن المركزي ومديري أمن المحافظات وفروع شرطة النجدة، وكذا حراسات المنشآت، بالعمل على وضع «حواجز شوكية حديدية أرضية عند نقاط التفتيش وفي المداخل الرئيسية لعواصم المحافظات والمدن اليمنية»، عموما، وذلك لـ«منع السيارات المشبوهة والمطلوبة أمنيا من الهروب أو تجاوز النقاط باستخدام القوة». وأضاف مركز الإعلام الأمني التابع للداخلية أن هذا الإجراء يهدف إلى: «إحكام سيطرة النقاط الأمنية على حركة الدخول والخروج من مناطق الأحزمة الأمنية الموجودة حول عواصم المحافظات والمدن الرئيسية»، إضافة إلى أنه يهدف، أيضا، إلى «حماية أفراد النقاط الأمنية من المستهترين والعابثين بأمن المجتمع واستقراره وبالنظام والقانون». وتمكن مسلحون مجهولون، الأحد الماضي، من اعتراض حافلة في قلب العاصمة صنعاء وهي تقل عددا من منتسبي الجهاز المركزي للأمن السياسي (المخابرات)، وأطلقوا عليها النار قبل أن يلوذوا بالفرار، مخلفين وراءهم قتيلا و10 جرحى من ركاب الحافلة، كما أن هذا الإجراء الأمني يأتي بعد أيام على إعلان رفع حالة «اليقظة الأمنية» في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، خشية حدوث عمليات إرهابية.

على صعيد آخر، أكد اليمن أن بطولة «خليجي 20» المقرر إقامتها بمحافظتي عدن وأبين في جنوب البلاد في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ستقام في «أجواء آمنة». ونقل مركز الإعلام الأمني عن اللواء الركن صالح حسين الزوعري، نائب وزير الداخلية، رئيس اللجنة الأمنية العليا للبطولة، قوله إن اللجنة بدأت النزول الميداني إلى المواقع التي ستتموضع فيها الوحدات الأمنية المكلفة حماية فعاليات البطولة والمشاركين فيها، وإن الزيارة الميدانية ونتائج الاطلاع على تلك الأماكن والتدابير الأمنية، تؤكد «قدرة مختلف الوحدات الأمنية على أداء واجبها على أكمل وجه وأنها قادرة على التعامل مع مختلف الاحتمالات والمواقف لجعل الفعاليات تجري في أجواء آمنة».

وأضاف اللواء الزوعري أن: «الخطة الأمنية لـ(خليجي 20)، ستكون ناجحة جدا وأن الوحدات الأمنية المشاركة في تنفيذها، جرى إعدادها وتدريبها على مستوى عالٍ وبطريقة تتناسب مع أهمية هذه التظاهرة الرياضية التي ستحتضنها العاصمة الاقتصادية عدن - أعرق المدن الرياضية في الجزيرة والخليج». وأماط المسؤول الأمني اليمني اللثام عن قيام أجهزة الأمن باستخدام «التكنولوجيا الأمنية الحديثة»، وذلك في حماية وتأمين «خليجي 20».

وتأتي هذه التصريحات «المطمئنة»، إن جاز الوصف، في ظل جدل حول إمكانية نجاح البطولة التي تقام، لأول مرة باليمن منذ انضمامه إلى بعض مجالس وهيئات مجلس التعاون الخليجي، الذي يسعى إلى الحصول على عضويته منذ سنوات، وينحصر الجدل اليمني الخليجي حول إمكانية تأثير الأوضاع الأمنية المتردية في عموم البلاد، وفي الجنوب بصورة خاصة، حيث تجري منافسات البطولة، فقد قُتل وجُرح العشرات من ضباط المخابرات اليمنية ورجال الأمن في هجمات لمسلحين في محافظتي عدن وأبين ومحافظات أخرى، وأبين بصورة أكبر وهي الشريك لعدن في استضافة البطولة، وتتوزع الاتهامات اليمنية الرسمية بالوقوف وراء تلك العمليات، على تنظيم القاعدة وجماعات جهادية ومسلحين في الحراك الجنوبي.

في موضوع آخر، قتل مسلح حوثي وجرح آخر في مواجهات مسلحة في محافظة الجوف، بين العناصر الحوثية ومسلحين ينتمون إلى قبيلة موالية للحكومة في منطقة المراشي بمديرية برط، وفي الوقت الذي التزم الجانب الحكومي الصمت إزاء ما يجري، فقد اتهم الحوثيون السلطات الحكومية بالوقوف وراء الحادث. واعتبر بيان صادر عن مكتب عبد الملك الحوثي، القائد الميداني لجماعة الحوثي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن الحادث يأتي ضمن انتهاج السلطات اليمنية لـ«خيار العنف والقتل وإشاعة الفوضى»، حسب تعبيره.

واتهم الحوثي السلطات بالقيام بـ«قطع الطرق الرئيسية والفرعية واستحداث النقاط العسكرية والاعتداء على المواطنين وإطلاق النار عليهم بشكل عشوائي»، حسب قوله، وقال في بيانه: «نؤكد أن هذا العدوان الذي قامت به السلطة هو أمر مدبَر له، وتسعى من ورائه إلى إثارة الفوضى والاقتتال في أكثر من منطقة بافتعال أزمات مشابهة ومن دون أي مبرر». وأضاف: «وإننا إذ نعتبر هذا العدوان نتاجا طبيعيا لسلطة تمرست على إشعال الأزمات وتغذية الفتن والحروب، فإننا نؤكد أن هذا العدوان، غير المبرر، يكشف عن نهجها القمعي وسلوكها العدواني المتسلط وأن خياراتها ليس السلام والإعمار والتنمية، كما تدعي، وإنما الحرب والدمار وافتعال الأزمات، وهي من ستتحمل المسؤولية عن أي عدوان ونتائجه وآثاره».

وجاء بيان الحوثي، على ما يبدو، ردا على عدة اتهامات ساقتها السلطات اليمنية إلى الحوثيين، في محافظة الجوف وفي محافظة عمران، وتحديدا في مديرية حرف سفيان التي شهدت في الحرب السادسة والأخيرة مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني والمسلحين الحوثيين، وأشارت اتهامات السلطة، التي تكررت لنحو 4 مرات خلال أقل من شهر واحد، إلى أن الحوثيين يرتكبون الكثير من الخروقات، منها أنهم: «كثفوا انتشارهم في الطرقات والمواقع والنقاط وتفتيش المارة على الطرقات، إلى جانب الاعتداءات المتكررة على المواطنين المتعاونين مع الدولة»، والقيام بـ«احتلال المدارس والمستوصفات الحكومية وطرد العاملين فيها وأحلوا محلهم عناصر تابعة لهم لإدارة هذه المرافق»، إضافة إلى استمرارهم في «خروقاتهم لاتفاقية النقاط الست، مشفوعة بأعمال استعراضية لاستفزاز المواطنين وتخويفهم».

وتؤكد السلطات اليمنية أن ما يقوم به الحوثيون هي أعمال «استفزازية»، تؤكد «نيتهم في الإعداد لأعمال تخريبية تهدف إلى تأزيم الأوضاع ونسف جميع جهود السلام المبذولة». وحسب ما نشرت «الشرق الأوسط» الأيام الماضية، فقد طالب مصدر أمني يمني المتمردين الحوثيين بعدم «التمادي في خروقاتهم والتقيد بالنقاط الست وآلياتها التنفيذية التي التزموا بها». وسبق للطرفين توقيع عدة اتفاقات وإعادة تفعيل اتفاق الدوحة، الاتفاق الأبرز الذي أبرم في فبراير (شباط) الماضي، والذي أوقف الحرب السادسة.