عمان تنفي.. و«الجزيرة» تؤكد أن الأردن شوش على نقلها لمباريات كأس العالم

مسؤول أردني: لو أردنا ذلك لفعلناه مع حلقات هيكل

TT

فيما نفى مصدر حكومي أردني وبشكل قاطع تقارير أشارت إلى أن الأردن كان وراء التشويش الذي تعرض له بث قناة «الجزيرة الرياضية» خلال مباريات كأس العالم 2010، أكدت شبكة التلفزيون القطرية أن مصدر التشويش على تغطيتها لمباريات كأس العالم لكرة القدم «جاء من الأردن».

وواجهت «الجزيرة» الحاصلة على الحقوق الحصرية من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لبث مباريات كأس العالم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشويشا على بعض المباريات التي بثتها عبر قنواتها الرياضية ومن بينها اللقاء الافتتاحي بين جنوب أفريقيا والمكسيك. ويأتي تأكيد «الجزيرة» - التي لم تعط المزيد من التفاصيل حول المسألة - بعدما أفادت صحيفة «غارديان» البريطانية أول من أمس، على موقعها الالكتروني، أن التشويش على القناة القطرية تم تعقبه واكتشف أن مصدره في الأردن. ووفقا للصحيفة البريطانية التي قالت إنها حصلت على هذه المعلومات من مصادر سرية فإنها اطلعت على وثائق تدل على أن مصدر التشويش كان من منطقة السلط القريبة من العاصمة عمان.

وبحسب المصدر الأردني، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، فإن هذه الادعاءات «باطلة وغير مقبولة، وإن الحكومة الأردنية مستعدة للتعاون مع أي فريق من الخبراء المحايدين لفحص الحقائق وإنها واثقة بأن مثل هذا الفحص سيكشف بطلان هذه الادعاءات».

وأعرب المصدر عن رفض الحكومة الأردنية أيضا للتكهنات والآراء التي عبرت عنها مصادر في قناة «الجزيرة» لصحيفة «الغارديان» حول رد فعل الأردن على فشل مفاوضات شراء حقوق البث الأرضي للمباريات.

وبهذا الخصوص أوضح المصدر أن «الأردن كان قد تحدث مع مسؤولين في قناة الجزيرة حول شراء حقوق البث قبل نحو أربعة أشهر من انطلاق المباريات، لكن قناة الجزيرة لم تبدأ المفاوضات الفعلية إلا قبل أيام من انطلاق المباريات».

وتابع المصدر قائلا إنه وقبل نحو أربعة أيام من بدء مباريات كأس العالم تقدمت «الجزيرة» بعرض لبيع حقوق البث الأرضي للأردن لعشرين مباراة تختارها هي، وأن معظم هذه المباريات من الدور الأول، مقابل ثمانية ملايين دولار والسماح ببث المباريات على شاشات كانت ستوضع في المناطق النائية والفقيرة مقابل خمسين ألف دولار لكل شاشة عرض.

وأشار المصدر إلى أن الحكومة رفضت هذا العرض لأنها اعتبرته متأخرا جدا ولأن المباريات التي سمحت «الجزيرة» ببثها وعدد هذه المباريات لم يكن مناسبا.

وأضاف المصدر أن «الحكومة حافظت على سرية المفاوضات ولم تفصح عن تفاصيلها واستمرت بتعاملها المهني مع قناة الجزيرة ومكتبها بعمان». وتقول الشبكة القطرية إن «الجزيرة تؤكد أن مصدر التشويش على بث (كأس العالم) 2010 جاء من الأردن». وأضافت «الجزيرة»: «سنطالب الحكومة الأردنية بتفسير رسمي لتلك الواقعة الموثقة بالأدلة».

من جانبه، قال مسؤول أردني إن بلاده تؤمن بحرية الإعلام والرأي ولو أننا غير ذلك لقمنا بالتشويش على الحلقات التي بثتها قناة «الجزيرة» مع الكاتب والصحافي المخضرم محمد حسنين هيكل عندما أورد مغالطات وأنصاف حقائق نالت من القيادة الأردنية في الصراع العربي الإسرائيلي أو حول العلاقات الأردنية الفلسطينية عام 1970 أو حرب الكرامة عام 1968.

وأكد المسؤول الأردني الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن قناة «الجزيرة» تستهدف الأردن بين الفترة والأخرى وتنال منه ومع ذلك تقوم السلطات المختصة بتقديم التسهيلات اللازمة لمندوب القناة للقيام بواجبه في تغطية الأخبار.

ويشير تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية في تحقيق موسع نشره أحد صحافييها إلى أن الأردن كان مصدر التشويش على قناة «الجزيرة» خلال بثها لمباريات كأس العالم لجنوب أفريقيا 2010، وتحديدا من مدينة السلط الأردنية 27 كيلومترا غرب عمان، مضيفة أن الإحداثيات للمكان الذي صدر منه التشويش كان يبعد بين 3 - 5 كم من 32.125 شمالا و35.766 شرقا.

وكانت شبكة قنوات «الجزيرة الرياضية» قالت في شهر يونيو (حزيران) الماضي إنها ستقاضي «شركة النايل سات للأقمار الصناعية» نتيجة التشويش الذي تعرض له إرسال «الجزيرة» خلال بث مباراة افتتاح كأس العالم جنوب أفريقيا 2010.

وآنذاك سعت «الجزيرة» إلى نقل بث المباريات مدفوعة الثمن عبر القمرين الصناعيين عرب سات والأوروبي (هوت بيرد). ودعت القناة مشاهديها للتحول إلى قمري عرب سات ونور سات لتفادي التشويش.

في المقابل، كشفت مصادر داخل قناة «الجزيرة» آنذاك عن تحقيقات أولية بخصوص التشويش المتعمد على بث القناة الحصري لبطولة كاس العالم، وقالت المصادر إن الاتهام الأولي يتجه نحو إسرائيل التي استخدمت تقنيات متطورة في هذا الصدد.

وتأكيدا لاتهامات «الجزيرة» لإسرائيل، شكا مواطنون من انقطاع بث المباريات أكثر من مرة وبشكل مفاجئ، بينما كان بث القناة الإسرائيلية الثانية يحل محل البث المباشر لبعض المباريات، وبخاصة خلال مباراة غانا وصربيا. وواصلت عمليات التشويش على قنوات «الجزيرة» الرياضية على النايل سات أكثر من يوم على التوالي، حيث كانت تنقل قناة «الجزيرة» كأس العالم 2010 حصريا.

وقد ذكرت إدارة «نايل سات» أن هناك عمليات تداخل متعمد من مصدر مجهول على القمر نايل سات 101 خلال بعض المباريات.

ولم يستطع المتابعون لمباراة الجزائر وإنجلترا إلا مشاهدة فترات محدودة من المباراة وبالذات في الشوط الثاني حيث كان التشويش يستمر لمدة خمس إلى عشر دقائق، وكانت القناة قد ذكرت في بيان بث على قنواتها أن التشويش متعمد لكن لم تتخذ القناة حلولا واضحة للمشتركين على قنوات النايل سات. وذكرت الـ«غارديان» أن وثائق سرية حصلت عليها حصريا تتبعت خمسا من حالات التشويش التي حصلت خلال البطولة لمنطقة قريبة من السلط بداخل الأردن «بالتأكيد» وهو ما أكدته فرق فنية باستخدام تكنولوجيا تحديد المواقع الجغرافية -. ويقول خبراء بحسب ما تدعي «الغارديان» إنه من غير المرجح أن التشويش قد تم القيام به من دون معرفة السلطات المحلية، وذلك لأن القضية معقدة جدا ولأن التشويش ينطوي على إرسال إشارات الراديو أو التلفزيون والتي تعطل بشأنها الإشارة الأصلية لمنع الاستقبال على الأرض وهي عملية غير قانونية بموجب المعاهدات الدولية.

وكانت «الجزيرة» دخلت في خلاف مع مصر بسبب التشويش على قنواتها أثناء كأس العالم بعدما زعمت الشبكة القطرية أن إرسالها على القمر الصناعي المصري نايل سات تم تخريبه عن عمد.

ونفت مصر ضلوعها في التشويش على «الجزيرة» ودعت إلى إجراء تحقيق عن طريق جهة محايدة.