كتاب دنماركي يعيد نشر الرسوم المسيئة للرسول

أوغلي لـ«الشرق الأوسط»: هناك قوانين تعطي لها حق التدخل في منع الإساءة

TT

على خلفية إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في كتاب بالدنمارك، أكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن «هناك من القوانين المحلية والدولية ما يعطي الحكومة الدنماركية حق التصرف»، معلقا «لكنها لن تتصرف، فهذا موقفها». يأتي ذلك في وقت نقلت فيه «CNN» على موقعها الإلكتروني، عن وزيرة الخارجية الدنماركية، لين إيسبيرسن عقب اجتماعها أول من أمس، بسفراء 17 دولة إسلامية، قولها: «إن الحكومة لا تنوي التدخل لتحديد نوعية الكتب الخاصة التي يتوجب على دور النشر نشرها».

واعتبر أوغلي نشر الكتاب «انتهاكا صارخا» لنص المادة 20 من الاتفاقية الدولية لعام 1966 الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية، وللقانون الدنماركي الذي ينص في مادته الـ140 على حماية المشاعر الدينية من السخرية، وفي مادته رقم 266 التي تنص على حماية الفئات من الازدراء بسبب دياناتهم وغيرها، معربا عن خيبة أمل المنظمة تجاه النشر. وفي الوقت نفسه، أصدرت منظمة المؤتمر الإسلامي، أمس، بيانا أدانت فيه نشر كتاب يعيد عرض الرسوم الكاريكاتورية المسيئة. وقال الأمين العام للمنظمة في اتصال هاتفي من مقره في شيكاغو لـ«الشرق الأوسط»، «ندين بشدة إعادة نشر رسوم التي أثارت استنكارا دوليا، وتسببت في جرح وإهانة مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم»، محملا القيادة السياسية في الدنمارك المسؤولية الأخلاقية إزاء نشر الكتاب. وتابع أوغلي أن «النشر يعد محاولة متعمدة لإثارة النعرات والعداء التي قد تقوض الجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي لتعزيز التفاهم والتعايش السلمي بين الشعوب وأتباع الديانات المختلفة». وأكد قلق منظمة المؤتمر الإسلامي من إساءة استخدام حرية التعبير، واستغلالها في بث الكراهية ضد الإسلام والمسلمين في الغرب. ويعيد الكتاب نشر الرسوم المسيئة المنشورة في صحيفة «يولاندس بوستن» الدنماركية في 2005، ألفه المحرر الثقافي فليمنغ روز، بعنوان «استبدادية الصمت» (The Tyranny of Silence). وبحسب «CNN» قال مؤلف الكتاب، أول من أمس، في مؤتمر صحافي: «أريد أيضا أن أقول للمسلمين إن إعادة إنتاج هذه الرسوم لم يقصد بها إهانة أو الإساءة لأي شخص.. تلك الرسوم أصبحت جزءا من الماضي».

وفي جانب مطالبات منظمة المؤتمر الإسلامي دول الاتحاد الأوروبي، ببحث ما يتعلق بالإساءة إلى الأديان، قال أوغلي «إنهم لا يقبلون التحدث في هذا المجال، وسبق أن تطرقنا إلى هذا مع وزيرة الخارجية الدنماركية لين إيسبيرسن، خلال اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك الأسبوع الماضي، وقلت لها: يجب أن نعمل على هذا، لكنها لم تجب». واستطرد «أن الوزيرة الدنماركية أشارت في أحد خطاباتها إلى تحالف الحضارات ذي الإطار غير القانوني وغير الملزم، بينما نبحث عن توافق الآراء تحت إطار سياسي يجمع الدول الإسلامية والدول الأوروبية تحت مظلة الأمم المتحدة.. نحاول منذ عدة سنوات إقناع الأوروبيين بالتفاهم معنا ولم نصل إلى نتيجة». وأشار إلى تعاون الحكومة الأميركية الحالية فيما يتعلق بعدم الإساءة إلى المسلمين، عارجا إلى الشأن الأميركي وتعامله مع المسلمين. إذ قال في حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط»، إن «حكومة أوباما تتفاهم معنا في هذا المجال، ونكاد نتوصل إلى لغة مشتركة في تفاهمنا مع أميركا». في إشارة إلى مشاركة ثلاثة ممثلين للحكومة الأميركية في مؤتمر نظمته المنظمة والكلية الإسلامية في شيكاغو ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير). وشارك رشاد حسين مبعوث الرئيس الأميركي لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، وداليا مجاهد مستشارة الرئيس الأميركي لدى العالم الإسلامي، وفرح باندت مبعوثة البيت الأبيض لدى الأقليات المسلمة في الولايات المتحدة، في بحث موضوع تعزيز العلاقة بين المنظمة كواجهة للعالم الإسلامي والوجود الإسلامي كمنظمات وجاليات، وذلك حسبما قال لـ«الشرق الأوسط» مصدر مطلع في المنظمة مساء أمس.

بدوره، وصف أوغلي موقف الإدارة الأميركية حيال حرق المصحف بأنه «لا يقارن» بموقف الحكومة الدنماركية التي لم تسع إلى منع نشر الرسوم المسيئة، مشيرا في كلمة ألقاها في المؤتمر إلى إعلان المنظمة عن حساسية الموقف، حيال حرق المصحف (..) فيما لم ولن تتدخل المنظمة فيما يتعلق بإنشاء المركز الإسلامي في غراوند زيرو باعتباره شأنا داخليا أميركيا.

تجدر الإشارة إلى أن «CNN» تحاشت نشر الرسوم في تقريرها الذي بثته على موقعها الإلكتروني، واصفة إياها بـ«السلبية». وتركت تعليقا أكدت فيه أنه «من مبدأ قناعتها في تغطية الأحداث التي أحاطت بنشرها، دون الحاجة لإثارة المزيد من الجدل الدائر حولها».