أبو ردينة لـ «الشرق الأوسط»: ميتشل لم يحمل جديدا وسيلتقي الرئيس مرة أخرى اليوم

وزيرة الخارجية الأوروبية إلى المنطقة.. واجتماع «المبادرة» يؤجل إلى الأربعاء

عريقات لدى استقباله ميتشل في مقر الرئاسة برام الله، امس(ا ب)
TT

في مؤشر إلى فشله في إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بالعودة إلى المفاوضات المباشرة في ظل تطورات الأحداث الأخيرة ومنها استئناف البناء الاستيطاني، وعد جورج ميتشل مبعوث السلام الأميركي، بالاستمرار في بذل الجهود الرامية «في محاولة إيجاد أرضية مشتركة».

وأكد ذلك نبيل أبو ردينة المتحدث الرئاسي الفلسطيني الذي قال «إن ميتشل لم يحمل إلى الرئيس أبو مازن خلال لقائهما أمس في مقر الرئاسة، جديدا على الإطلاق، وإن المبعوث الأميركي أكد أن الجهود الأميركية ستستمر». وأضاف أبو ردينة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، «أن الرئيس أكد لميتشل الموقف الفلسطيني الرافض للعودة إلى المفاوضات دون وقف إسرائيلي كامل للبناء الاستيطاني»، مؤكدا أن ميتشل لم يحمل أي رسائل من أي شكل على الإطلاق.

وقال أبو ردينة الذي شارك في الاجتماع، إن ميتشل سيعود للقاء الرئيس أبو مازن اليوم، وذلك بعد لقائه مرة أخرى مسؤولين إسرائيليين، في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وتابع أبو ردينة القول إن الرئيس أبو مازن سينقل ما سمعه وما سيسمعه من ميتشل اليوم إلى الاجتماع المشترك للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واللجنة المركزية لحركة فتح، وقادة الفصائل مساء غد، وكذلك لاجتماع لجنة المبادرة العربية في القاهرة الذي تأجل موعده من يوم الاثنين إلى يوم الأربعاء المقبل، والقمة العربية الاستثنائية في سرت بليبيا.

وأعلنت جامعة الدول العربية التأجيل أمس على لسان المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي قال إن هدف التأجيل هو تمكين أبو مازن من حضور هذا الاجتماع في ضوء التطورات الأخيرة والجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية من أجل مباحثات السلام. إلى ذلك ستنضم وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي تصل إلى المنطقة اليوم للقاء أبو مازن ونتنياهو إلى الجهود الأميركية، وذلك لمساعدة الإدارة الأميركية في توفير المناخ المناسب للتوصل إلى حل لمعضلة الاستيطان، يقنع الفلسطينيين بعدم مقاطعة المفاوضات وبالنتيجة انهيارها. واستبقت أشتون زيارتها إلى المنطقة بمطالبة إسرائيل بوقف البناء الاستيطاني.

وكانت أشتون قد أعلنت قبل وصولها أنها ستلتقي ميتشل ونتنياهو وأبو مازن، للمساهمة في الجهود الأميركية في إنقاذ المفاوضات التي يتهددها الانهيار في حال أصرت الحكومة الإسرائيلية على موقفها الحالي بالاستمرار في عمليات البناء في المستوطنات.

وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن أشتون ستجتمع فور وصولها مع المسؤولين الإسرائيليين حيث ستطرح الموقف الأوروبي فيما يخص موضوع البناء في المستوطنات وكذلك مع المسؤولين الفلسطينيين في رام الله، حيث ستؤكد أهمية المفاوضات المباشرة.

وعقب لقاء أبو مازن وميتشل، قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، الذي حضر الاجتماع: «نحن لسنا ضد المحادثات المباشرة واستمرارها، ومن يملك مفاتيح هذه المفاوضات واستمرارها هو الحكومة الإسرائيلية». وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع ميتشل «طالبنا الحكومة الإسرائيلية، مرارا وتكرارا، بوقف النشاطات الاستيطانية، بما فيها النمو الطبيعي، لإعطاء عملية السلام الفرصة التي تستحق». وأكد أن موقف الرئيس محمود عباس معروف، وعبر عنه في رسائل خطية للرئيس أوباما والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، وكان واضحا في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف «نحن نسعى للسلام، ونثمن عاليا ما تقوم به إدارة الرئيس أوباما من جهود في هذا المجال»، معربا عن أمله «أن تتمكن الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي من إلزام إسرائيل بتحقيق ما عليها من التزامات، خاصة في مجال وقف النشاطات الاستيطانية، حتى تعطى عملية السلام الفرصة التي تستحق».

ووصف عريقات لقاء الرئيس بالمبعوث الأميركي بالمعمق، مؤكدا أن المحادثات مع الجانب الأميركي مستمرة. ولفت إلى أن المحادثات مع السيناتور ميتشل ستستكمل اليوم بعد أن يعقد الأخير لقاءاته مع الجانب الإسرائيلي. بدوره، قال السيناتور ميتشل، إن «رؤية الرئيس أوباما للحل الدائم في الشرق الأوسط تبقى هدفنا الأول، وهذا يعني أن يصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق على قاعدة حل الدولتين، اللتين تعيشان بسلام وازدهار جنبا إلى جنب». وأضاف «هذا أيضا يعني توصل سورية ولبنان وإسرائيل إلى اتفاق وبناء علاقات طبيعية في المنطقة». وتابع القول «ندرك أن هناك عقبات كثيرة أمام عملية السلام، من بينها بعض من يريد لعملية السلام أن تفشل، بل ويقوم باستخدام العنف لمنعها من النجاح». وشدد ميتشل على إصرار واشنطن على «الاستمرار لإيجاد قاعدة مشتركة بين الأطراف من أجل استمرار المفاوضات المباشرة بطريقة نتمنى أن توصل إلى اتفاق». وقال «نحن نعتقد أنه من المهم للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وللولايات المتحدة ولشعوب العالم أن يتم حل هذا النزاع، وأن السلام والازدهار وحكم الذات والكرامة تكون متوفرة للجميع في المنطقة».