شيخ الأزهر: العقائد الدينية للمصريين جميعا خط أحمر ولا يجوز المساس بها

قال في حوار مع «الشرق الأوسط»: لا داعي لإيقاظ الفتن.. وزيارة القدس لا تحقق مصلحة في ظل الاحتلال

د. أحمد الطيب شيخ الأزهر («الشرق الأوسط»)
TT

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن العقائد الدينية للمصريين جميعا خط أحمر، ولا يجوز المساس بها من قريب أو بعيد، كما أبدى استياءه وانزعاجه الشديدين من تصريحات الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس بالكنيسة الأرثوذكسية في مصر، والتي ادعى فيها تحريف بعض آيات القرآن الكريم.

وقال الدكتور الطيب في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في مكتبه بمشيخة الأزهر بالقاهرة إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وطالبه بسرعة التحرك لاحتواء الفتنة وإخماد نارها. وأشار إلى أنه تم عقد اجتماع طارئ لمجمع البحوث الإسلامية برئاسته وحضور الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، والدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، والدكتور أحمد كمال أبو المجد، وأعلن الأزهر موقفه الرافض لتلك الادعاءات في بيان رسمي، استنكر فيه أي محاولات تسيء إلى الأديان السماوية الثلاثة ورموزها ومقدساتها، لافتا إلى أن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر يرصد مثل هذه التصرفات غير المسؤولة من واقع الحرص على أمن الوطن بمسلميه ومسيحييه ولحماية الوحدة الوطنية ومواجهة الفتن التي يمكن أن تثيرها هذه التصرفات التي تهدد أمن الوطن واستقراره.

وشدد الدكتور الطيب على أن الأزهر في بيانه أهاب بالمصريين أن يرتفعوا جميعا فوق كل ما يثير سوء الفهم وتأكيد الأخوة الوطنية، وطالب عقلاء مصر بمفكريها ومثقفيها من المسلمين والمسيحيين بالتصدي لأي محاولة تسيء إلى الأديان السماوية الثلاثة ورموزها ومقدساتها، وباليقظة وتفويت الفرصة على المتربصين بالوطن، من قريب أو بعيد. وقال شيخ الأزهر «إذا كان عقلاء العالم قد استنكروا بشدة إساءة بعض الغربيين للقرآن الكريم فمن باب أولى أن يستنكر عقلاء مصر ما حدث».. وتطرق الحوار إلى موقف الأزهر من قضية تجديد الحوار الديني، والعدوان الإسرائيلي الدائم على مدينة القدس، وخطط تهويدها، ودعوة وزير الأوقاف المصري المسلمين لزيارتها، كما تطرق إلى دور الأزهر في الدول الإسلامية التي تحول بعضها إلى دار حرب، ثم دعوة الأزهر الطلبة الإيرانيين (الشيعة) للدراسة به، وما أثارته من تساؤلات وتحفظات. وفي ما يلي نص الحوار..

* تابعنا السجال الذي دار بين الأنبا بيشوي والدكتور سليم العوا، الأمين العام السابق للمجلس العالمي لعلماء المسلمين، ونتج عنه ما حدث.. برأيك ما الداعي إلى كل ذلك؟! - لا داعي لإيقاظ الفتن، وأهيب بالمصريين جميعا أن يرتفعوا فوق كل ما يثير سوء الفهم، وأدعوهم إلى تأكيد الأخوة الوطنية التي تجمع الشعب الواحد وإلى تضافر الجهود من أجل سعادة الوطن والمساواة بين جميع أبنائه، وكذلك العمل على تقدم البلاد ورفعتها، والأزهر يتصدى لكل من تسول له نفسه المساس بحرية العقائد، ويعتبر أن العقائد الدينية للمصريين جميعا خط أحمر لا يجوز المساس به من قريب أو بعيد.

* هل ترون أن الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين تأثرت من جراء هذا الموقف غير المسؤول كما وصفه البعض؟

- الوحدة الوطنية قائمة، وتستند إلى شعب يضمه نسيج واحد، وهي في تقديري أكثر رسوخا من أي بلد آخر، والمسلمون والمسيحيون شاركوا معا في الحركة الوطنية وبذلوا دماءهم معا دفاعا عن تراب الوطن، وهم يتشاركون في العمل معا على بناء تقدم هذا الوطن ونهضته، وسنة الله في الكون أن تتعدد أديان الناس وتختلف مذاهبهم، والتعدد مدعاة للتعارف والتآلف وليس مدعاة للخلاف والشقاق، ولو تأملنا استقبال الرسول صلى الله عليه وسلم لوفد نصارى نجران وعهده معهم، ولو درسنا العهد الذي أعطاه الرسول (صلى الله عليه وسلم) ليهود المدينة بعد هجرته إليها، لتأكد لدينا أن الإسلام يؤسس لدولة العدل والمساواة بين المواطنين جميعا على اختلاف أديانهم، وتاريخ الحضارة الإسلامية شاهد على التسامح والسماحة، وكانت هذه الحضارة وعاء جامعا لأبناء البلاد على اختلاف أديانهم، وكانت للمسيحيين واليهود وغيرهم من غير المسلمين إسهامات حضارية وثقافية مهمة، ويكفي أن أشير إلى أن المؤرخين يعتبرون أن العصر الذهبي للثقافة اليهودية كان في الأندلس الإسلامية، وابن ميمون الفيلسوف اليهودي الأندلسي شاهد على ذلك.

* يرى البعض أن دور الأزهر تراجع في ظل وجود منابر فضائية وإسلامية أخرى.. كيف ترون ذلك؟

- الأزهر كيان راسخ له أكثر من ألف عام، صمد في وجه الغزاة والطغاة وتقلب العصور، وما زال شامخا في مكانه ومكانته، ويكفي أن تعلم أن طلاب المعاهد الأزهرية أكثر من مليونين ونصف المليون تلميذ، وأن ثلث خريجي الجامعات في مصر يتخرجون في جامعة الأزهر، والأزهر هو الحصن الحصين لعلوم الإسلام وتراثه، والمسلمون من الصين إلى أعماق أفريقيا ينزلون الأزهر منزلة رفيعة، ومعاهده وجامعاته مفتوحة لآلاف من أبناء العالم الإسلامي، ومبعوثوه ودعاته يملأون الأرض شرقا وغربا، والتأثير ليس بعلو الضجيج، وإنما بعمق الأثر، وسؤالك يطرح مقارنة في غير محلها، وكأنك تقارن بين جبل راسخ أشم وحبات تذروها الرياح.

* هناك اتهامات بأن الأزهر لم يعد مرجعية للعالم الإسلامي في ظل وجود المذاهب المتشددة، ولم تعد له مصداقية في وجود نظام التعيين لمنصب شيخ الأزهر وليس بالانتخاب الحر من بين علماء المسلمين.. ما رأي فضيلتكم؟

- إن الله تعالى في محكم آياته يقول «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا»، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق». والإسلام هو دين الرحمة والسماحة وقبول العذر واحترام الاختلاف، والله يأمر الرسول الكريم بأن يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد جعل الله تعالى الأصل في الأمور الإباحة، وأكرمنا بأن جعل الدين يسرا، والمتشددون بغير علم هم كالمنبت «لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى». أما مصداقية الأزهر الشريف فدليلها القلوب التي تهفو إليه من المشارق والمغارب، والمسلمون الذين يقصدونه على بعد المسافة والمشقة لا يقصدون سواه، ومنصب شيخ الأزهر هو منصب علم ودين، والتعيين فيه وإن كان بقرار من رئيس الدولة، إلا أن هذا القرار في الواقع إنما هو التعبير عن الرأي السائد بين أهل العلم والدين والاختصاص.

* يأخذ البعض على الأزهر وجامعته التقصير، بل عدم الجدية، في قضية تجديد الخطاب الديني، في مقابل دعوات تنحو هذا المنحى يرفعها أساتذة في جامعات أجنبية.. كيف ترون هذا الأمر؟

- عندما ينادي الأزهر بتجديد الخطاب الديني فهذا يعني إحياء الفكر الإسلامي على أساس من القواعد الثابتة في الكتاب الكريم والسنة المطهرة ويعني تأكيد حقائق الإسلام وفضائله، ويعني إزالة شبهات الجهل والتطرف، أما ما ينادي به بعض الأساتذة الأجانب وأتباعهم فأمر يرفضه الأزهر الشريف ولا يقبل به، لأنه يستهدف تمييع الحقائق والدراسة السطحية التي تحاول قطع الصلة بتراثنا وهويتنا الدينية والثقافية.

* هذا يدعونا إلى الحديث عن حوار الأديان ما المقصود به.. وما مستقبل الحوار مع الفاتيكان والمؤسسات المسيحية في العالم.. وهل يقتصر الحوار على المسيحيين فقط دون اليهود.. وهل الحوار معهم يعتبر نوعا من التطبيع؟

- هناك اتفاقات مبرمة بين الأزهر الشريف والفاتيكان والكنائس البروتستانتية لإجراء حوار بشكل منتظم ودوري وفي أكثر من محفل، والأديان هي عقائد إلهية ثابتة لا تقبل تعديلا ولا تغييرا، والحوار ليس بين الأديان، وإنما بين أتباع الأديان، وأساسه ليس محاولة تغيير عقائد الآخر، وإنما تأكيد أن العلاقة بين أصحاب العقائد المختلفة إنما يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل وعلى المودة والإخاء بين البشر جميعا والاستمساك بالقيم الأخلاقية العليا المشتركة، قيم الحرية والعدالة والمساواة والتراحم. والحوار مع المؤمنين باليهودية أمر لا نرفضه، لكننا نرفض أن يتخذ ذلك ذريعة للاتصال، ومن ثم لا نقبل به مع الصهاينة الذين ينكرون حقوق العرب والمسلمين فيحتلون الأرض ويدنسون المقدسات ويواصلون الظلم والعدوان والحصار.

* أيضا هذا يدفعنا إلى دعوة وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق المسلمين لزيارة القدس، فما موقفكم من هذه الدعوة على المستوى الشخصي والعملي؟

- الدكتور محمود حمدي زقزوق من أبرز مفكري الأمة الإسلامية، وهو رجل دين وعلم وخلق، وهو في دعوته لزيارة القدس ينطلق مما يراه محققا لمصلحة العرب والمسلمين وفق اجتهاده، والرأي عندي مناطه تقدير المصلحة، وحيثما كانت مصلحة الناس فثم شرع الله، والحكم الشرعي يدور مع العلة وجودا وعدما، وفي تقديري فإن زيارة القدس في ظل الاحتلال الإسرائيلي لا تحقق مصلحة ولا تساعد على حماية المقدسات، ودليلي على ذلك أن إسرائيل لا تسمح لسكان القدس أو لحملة الجنسية الإسرائيلية من عرب 1948 بزيارة القدس إلا بشروط، وما دامت إسرائيل هي التي تملك أن تسمح بزيارة القدس أو لا تسمح، فلا يتصور أن تسمح بتدفق العرب والمسلمين لزيارة المسجد الأقصى بما يهدد محاولتها لتهويد القدس وتغيير معالم المسجد الأقصى، لكنها ستعمل على الاستفادة ممن يزورون القدس لمزيد من التطبيع وللادعاء بأنها لا تمنع أحدا من زيارة المسجد الأقصى، وأن زيارة الأقصى بتأشيرة إسرائيلية هي أمر طبيعي، بحيث يألف العرب شيئا فشيئا هذا الوضع فلا ينكرونه، وفي هذا ضرر عظيم.

* ما توصيفكم لما يحدث الآن في فلسطين بين حماس وفتح.. وهل هذا في صالح قيام الدولة الفلسطينية المرتقبة؟

- سبق أن أصدر الأزهر الشريف بيانا يدعو إلى المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين، وكانت دعوتنا للمصالحة تسند إلى قول الله عز وجل «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين». وجعلنا لهذه المصالحة ضوابط هي أن تكون على أساس من الاجتماع على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وعلى التزام الأمة الإسلامية والعربية بدعم الشعب الفلسطيني في جهوده للمصالحة وللجهاد من أجل نيل حقوقه المشروعة. وللعمل على رفع المعاناة الواقعة على إخواننا في فلسطين من جراء الحصار الظالم والممارسات الإسرائيلية العدوانية، أملا في أن تكون وحدة الصف الفلسطيني خطوة على طريق تحرير الأرض واسترجاع المسجد الأقصى وعودة اللاجئين إلى ديارهم.

* ذكرتم فضيلتكم في بعض التصريحات أن العالم الإسلامي أصبح دارا للحرب، وفي المقابل تدافع عن أن الإسلام لم ينتشر بالسيف، وأن كلمة السيف لم تذكر قط في القرآن الكريم! - عندما ذكرت أن العالم الإسلامي أصبح دارا للحرب فقد قصدت أنه أصبح ضحية للحروب التي تهدد أمنه وسلامة شعوبه، ومعظمها حروب عدوانية مفروضة من الخارج، أما الذين يدعون أن الإسلام انتشر بالسيف فإنني أسألهم عن انتشار الإسلام في شرق آسيا وفي الصين وفي أقاليم أفريقيا، وهي أجزاء أساسية من العالم الإسلامي، بل إن التتار والمغول الذين هزموا المسلمين عسكريا هزيمة هائلة فتح الإسلام قلوبهم للخير فدخلوا فيه وحملوا رايته، وهذه صورة بالغة الدلالة. ففي حين كان المسلمون في موضع الهزيمة المادية كان الإسلام في موضع الانتصار الفكري والمعنوي، والحال يتكرر اليوم مع الذين يسلمون في الغرب اقتناعا حرا بالإسلام رغم ضعف المسلمين وتخلفهم.

* ذكرتم أيضا أن الكنيسة الغربية مهدت للاستعمار، وأن المستشرقين كانوا يسيرون في ركاب الاستعمار.. هل تتفضلون بمزيد من الإيضاح؟

- دور الكنائس الغربية في مساندة المشروع الاستعماري في أفريقيا وفي مناطق آسيا واضح تماما وثابت تاريخيا باعتراف المصادر الغربية، أما الاستشراق ودراسة العالم الإسلامي فأمر له جانبان، جانب علمي بدوافع علمية، وجانب آخر لخدمة مصالح الدول التي ينتمي إليها المستشرقون، والحملة الفرنسية على مصر مثال واضح لذلك، فالمستشرقون قاموا بأعمال علمية قيمة لكنها كانت في الأساس لخدمة حملة عسكرية استعمارية.

* مع اقتراب عيد الأضحى.. ما رأي فضيلتكم في اختلاف الدول الإسلامية في تحديد مطالع الشهور العربية وبالتالي الاختلاف في بدء الصوم وفي تحديد عيد الفطر بل عيد الأضحى؟

- أنا من الذين يرون أن الشرع الحنيف فيه سعة للاتفاق، وأن العلم الحديث يقدم وسائل للتحديد بغير شك ولا اختلاف. وأنا أرجو أن يجمع علماء المسلمين على الاتفاق على نظام ثابت لتحديد مطالع الشهور العربية بحيث يجمع الأمة في صومها وفي أعيادها، ولعل هذا الاجتماع يكون مقدمة لاجتماع المسلمين على أسباب التقدم والنهضة والاتفاق على كلمة سواء في مواجهة التحديدات التي يواجهها العالم الإسلامي.

* يتهم البعض خريجي الأزهر بضعف المستوى، خاصة خريجي الكليات العلمية وكثير من الكليات النظرية والشرعية. وتبرز هذه الصورة في عدم حصول جامعة الأزهر على ترتيب بين جامعات العالم رغم أنها من أقدم هذه الجامعات! - ما يعانيه الأزهر من ضعف في مستوى الخريجين هو جزء من ظاهرة عامة يعانيها التعليم في مصر والعالم العربي، حيث اتجهت سياسة التعليم في مرحلة من المراحل إلى الكم دون إيلاء الحفاظ على المستوى والكيف الاهتمام الواجب، وللأسف فإن أيا من الجامعات المصرية أو العربية لم تتبوأ مكانا متقدما بين جامعات العالم، ومع هذا فإنني أريد أن أؤكد أننا بدأنا سياسة جديدة في معاهد الأزهر وجامعته، تركز على الكيف قبل الكم، وتحاول الجمع بين تحقيق مستوى علمي رفيع لنخبة من الطلاب المتفوقين، ورفع المستوى العلمي والثقافي للقاعدة العريضة من الطلاب.. وكما كان الأزهر منارة للعلم والثقافة في العالم الإسلامي كله عبر العصور، فإنني أرجو أن يكون قاطرة تقود الجامعات والمعاهد العربية والإسلامية إلى مكان لائق بحضارتنا من حيث مستوى التعليم، والمساهمة في تقدم البحث العلمي والعطاء الثقافي.

* ما دوافع حرصكم على إعادة توزيع المنح التعليمية على الدول الإسلامية بما في ذلك إيران، ألا يثير ذلك تخوفات من المد الشيعي في جامعة الأزهر؟

- نحن في مرحلة دراسة تحقيق الاستفادة المثلى من منح الأزهر بحيث تلبي الاحتياجات الحقيقية للدول الإسلامية سواء من حيث العدد أو المستوى الدراسي أو التخصصات، والأزهر الشريف له منهج قويم، منهج الاعتدال والوسطية، وهو منهج راسخ في العلوم الإسلامية وفي التراث الإسلامي، والذين يدرسون في الأزهر يتأثرون بنهجه، والأزهر سيبقى منارة للعلم والوسطية، وللفهم الرحب العميق للمذاهب الإسلامية المختلفة، الذي يقوم على الحكمة الرائعة بأن يجتمع المسلمون على ما اتفقوا عليه، وأن يعذر بعضهم بعضا فيما اختلفوا فيه، ولن يكون الأزهر الشريف إلا كما كان دائما داعيا إلى الصراط المستقيم بلا تطرف ولا إفراط ولا تفريط.