اتساع المطالبة بإقالة ليبرمان من الحكومة

كاتب إسرائيلي: هل كتب الموساد خطاب أحمدي نجاد؟

TT

يرفض الإسرائيليون المرور مر الكرام على خطاب نائب رئيس الحكومة وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، في الأمم المتحدة، الذي نسف فيه الآمال بمفاوضات السلام. فقد امتلأت الصحافة بكل أنواعها بالمقالات والتعليقات التي تعتبر الخطاب واحدا من أمرين، فإما أنه مقبول لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويجب أن يعلن الأمر حتى لا تكون إسرائيل خادعة للحليف الأكبر (الولايات المتحدة)، وإما أن يكون متمردا ويجب إقالته.

وقارن أحد الكتاب بين خطاب ليبرمان وخطاب الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، من على نفس المنبر. وقال إن كليهما ألقى خطابا معاديا لشعبه، لدرجة أن من يمعن في خطاب أحمدي نجاد يحسب أن جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي (الموساد) هو الذي كتبه. ومن يتمعن في خطاب ليبرمان يحسب أن الرئيس الإيراني هو الذي كتبه.

وقال المدير العام الأسبق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، الدكتور ألون لئيل، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن تصريحات ليبرمان تعتبر سابقة خطيرة في السياسة الخارجية الإسرائيلية، فقد أوصلها إلى الحضيض، فالرجل تجاوز كل الحدود، إنه يدمر السياسة الخارجية لإسرائيل تماما، يبصق في وجه الحكومة من على أعلى منبر في العالم. وأضاف لئيل «وزير الخارجية في كل دولة يكون رجل البحث الدائم عن السلام لدولته، فإذا كان هذا الوزير يتصرف على هذا النحو، فلماذا نحتاج إلى وزارة وإلى نحو 1000 دبلوماسي ندفع لهم أجورا عالية ويكلفون الخزينة مصاريف باهظة، فلنغلق الوزارة كي نرتاح».

وقال وزير شؤون الأقليات، أبيشاي برافرمان، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن ليبرمان خطط جيدا لهذا الخطاب لكي ينسف من خلاله عملية السلام برمتها، فإذا لم يسلمه نتنياهو كتاب إقالته، فإن أحدا في العالم لن يصدق أنه يعبر عن موقف ذاتي وسيلتصق بنتنياهو وسخ مواقف ليبرمان. وكتب عكيفا الدار، كبير المعلقين السياسيين في صحيفة «هآرتس»، هناك إمكانيتان: «فإما أن يكون ليبرمان يعبر بشكل حقيقي عن أفكار رئيس الحكومة نتنياهو، ولذلك نراه يبقيه ناطقا باسم إسرائيل من خلال منصبه كوزير للخارجية، وإما أن يكون متمردا وعندئذ يثور السؤال: لماذا يبقيه في منصبه؟ ففي دولة تحترم نفسها، لا يمكن لوزير الخارجية أن يبقى يوما واحدا في منصبه، بعد أن يلقي خطابا مناقضا لسياسة الحكومة المعلنة، بل ينبغي إقالته برسالة ترسل إليه بالفاكس إلى نيويورك، قبل أن تطأ قدماه أرض إسرائيل. وعدم فعل هذا، سيتسبب في مشكلة لنتنياهو نفسه ومصداقيته».

وأما المحرر السياسي في الصحيفة، ألوف بن، فوصف خطاب ليبرمان بأنه «مظاهرة تقول فيها إسرائيل إنها تدير سيركا بهلوانيا وليس دولة». وقال إن قائدا قويا للدولة مثل أرييل شارون، كان سيقيل وزير خارجيته لأنه تمرد عليه، ولكن نتنياهو يتصرف كأضعف من ضعيف، وإنه يبدو أن ليبرمان يعبر في الحقيقة عن موقف نتنياهو الأصلي.وكتب كبير المعلقين في «معاريف»، بن كاسبيت، أن تصرف ليبرمان يذكر بتصرف الرئيس السوفياتي الأسبق، نيكيتا خروتشوف، عندما ظهر في الأمم المتحدة وخلع حذاءه وراح يضرب به على الطاولة. بيد أن ليبرمان خلع حذاءه في الأمم المتحدة وضرب به على وجه رئيس حكومته. فهو المتضرر الأول من خطاب وزيره. ولكن هذا هو نتنياهو. فما دام أنه يقيم تحالفا مع ليبرمان من جهة ومع إيلي يشاي (رئيس حزب شاس لليهود الشرقيين المتدينين)، فإن حكومته لن تكون حكومة سلام. وما قاله ليبرمان هو في الواقع المعبر عن سياسة نتنياهو.