بارزاني يغادر إلى روما واحتمال توقفه بتركيا في طريق عودته

رئيس ديوان رئاسة كردستان لـ «الشرق الأوسط»: هناك انفتاح من قبل أنقرة على القضية الكردية

TT

غادر الزعيم الكردي مسعود بارزاني كردستان مساء أول من أمس في طريقه إلى العاصمة الإيطالية روما للمشاركة في مؤتمر التحالف الديمقراطي المنتظر انعقاده هناك.

وفي تصريح خص به «الشرق الأوسط»، قال فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم إن «بارزاني سيلقي كلمة في المؤتمر يحدد من خلالها موقف القيادة الكردستانية من مجمل تطورات العملية السياسية في العراق، وعلى وجه الخصوص الأزمة الحالية المتعلقة بتأخر تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، وسيشدد خلالها على ضرورة تشكيل حكومة شراكة وطنية توافقية تضم جميع الأطراف السياسية وتكون ملتزمة بمبادئ الدستور العراقي، وأن يعطى دور لجميع المكونات العراقية في تحديد شكل وملامح هيكلية الحكومة القادمة وذلك لمد جسور التواصل والتوافق بين هذه المكونات»، وأضاف: «وسيدعو بارزاني خلال كلمته المجتمع الدولي إلى دعم العملية السياسية في العراق من أجل تثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة ومواجهة جميع أشكال العنف والإرهاب».

وفي معرض رده على الأنباء التي تحدثت عن توجيه دعوة رسمية من قبل الحكومة التركية للرئيس بارزاني لزيارة أنقرة وما إذا كان بارزاني سيعرج أثناء عودته على تركيا، قال رئيس ديوان رئاسة الإقليم: «لم نتلق أي دعوة رسمية بهذا المضمون، ولكن أثناء زيارة بارزاني الأخيرة إلى تركيا ولقائه بقادة الدولة هناك جرى التأكيد على تحسن العلاقات الثنائية بين تركيا والإقليم، وهذه العلاقات تشهد فعلا منذ فترة تطورا وتحسنا ملحوظا، ولذلك دعا القادة الأتراك وفي مقدمتهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بارزاني إلى تكرار زياراته إلى تركيا لمزيد من التنسيق والتعاون لأجل تطوير العلاقات وفي المجالات كافة، ولذلك فإن أبواب تركيا باتت مفتوحة للسيد بارزاني بزيارتها في أي وقت يسمح بذلك، ولكن لم نتلق أي دعوة رسمية من وزير الداخلية التركي ولا من أي جهة تركية أخرى لهذه الزيارة».

وحول التحركات السياسية الأخيرة الجارية على أكثر من صعيد داخل تركيا وخارجها والمتمثلة في زيارة كثير من السياسيين الكرد في تركيا إلى الإقليم وزيارات القادة العراقيين إلى تركيا وما إذا كانت لهذه الزيارات المتبادلة علاقة بوضع حزب العمال الكردستاني، قال حسين: «بالطبع في أي محادثات نجريها مع القادة الأتراك يكون الجانب الأمني جزءا من المحادثات لأن بيننا حدودا مشتركة وطويلة، وهي حدود تشهد بين فترة وأخرى أحداثا معينة، ومن الطبيعي أن يبحث في اللقاءات الجانب الأمني أيضا إلى جانب القضايا الاقتصادية والسياسية، وهناك انفتاح من قبل الحكومة التركية على القضية الكردية وهذه مسألة معلنة وغير مخفية، ونحن كإقليم كردستان لنا دور مهم في مسألة ضمان الأمن الإقليمي، لذلك من الطبيعي أن نتبادل وجهات النظر مع دول الجوار لضمان الاستقرار الأمني على الحدود، ولقد أكدنا موقفنا الثابت في مسألة أمن الحدود وهو عدم السماح لأي جهة بأن تستغل أراضينا للهجوم على دول الجوار، مع تأكيدنا الدائم على ضرورة حل المشكلات على أساس الحلول السياسية وليس على أساس العمليات العسكرية، ولقد أكد السيد بارزاني دعمه المتواصل للحلول السلمية للقضية الكردية في تركيا، ونحن على استعداد دائم للمساهمة في أي حل سياسي لهذه القضية لوضع حد لإراقة المزيد من الدماء».

إلى ذلك، أعلن قيادي بارز في حزب العمال الكردستاني أمس تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر في المواجهات مع الجيش التركي. وقال مراد قريلان لوكالة الصحافة الفرنسية من معقله في جبال قنديل الوعرة الواقعة في المثلث الحدودي بين العراق وإيران وتركيا: «تم تمديد وقف إطلاق النار من جانب واحد مع تركيا شهرا واحدا من أجل تطوير الثقة في المرحلة المقبلة». وأضاف أن «وقف إطلاق النار مع الجيش التركي لن يكون دائما إلا إذا دخلت أنقرة محادثات جدية».