كوريا الشمالية تنشر أول صورة لزعيمها المرتقب.. والغرب يتطلع لمعرفة معلومات عنه

مدير «سي آي إيه» في المنطقة غدا لتبادل المعلومات حول خلافة كيم جونغ إيل

رجل يشاهد قناة تلفزيونية في محطة قطار.. تبث صورة لمجموعة من قادة النظام الكوري الشمالي وسطها دائرة حمراء تشير إلى كيم جونغ أون في سيول أمس (أ.ف.ب)
TT

نشرت كوريا الشمالية أمس أول صورة لكيم جونغ - أون الابن الأصغر للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل والذي يرجح أن يخلفه في السلطة، بينما اختتمت مفاوضات عسكرية بين الكوريتين هي الأولى منذ 2008 دون تحقيق تقدم.

وبثت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية للمرة الأولى صورة لمجموعة من قادة النظام التقطت في بيونغ يانغ في مطلع الأسبوع عند انتهاء المؤتمر الاستثنائي للحزب الشيوعي الذي كان هدفه تحضير عملية الخلافة على السلطة. ومن بين شخصيات الصف الأول في الصور ظهر جالسا الزعيم كيم جونغ - ايل، الذي تم التجديد له في منصب الأمين العام لحزب العمال (شيوعي، حاكم) خلال مؤتمر عقده الحزب مؤخرا.

وقالت «رودونغ سينمون» الصحيفة الناطقة باسم الحزب الحاكم إن جونغ أون كان في المجموعة لكنها لم توضح مكانه. وأكد خبراء ومسؤول حكومي كوري جنوبي وجود شاب يرتدي بزة مثل بزات ماو قاتمة جالسا على بعد مقعدين من كيم جونغ ايل، موضحين أنه ابنه الأصغر. وقال الناطق باسم وزارة التوحيد لي جونغ جو «نعتقد أنه كيم جونغ اون». كذلك، أكد كيم يونغ - هيون الأستاذ في جامعة دونغوك أن «الرجل الجالس على بعد مقعدين من كيم جونغ ايل إلى يمينه هو كيم جونغ أون». وبعد ساعات بث التلفزيون الكوري الجنوبي لقطات فيديو للتلفزيون الكوري الشمالي يظهر فيها رجل يشبه كيم جونغ اون يصفق بحرارة مع مندوبين آخرين خلال مؤتمر الحزب.

ورأى محللون أنه مؤشر على تسريع عملية الخلافة إذ إن كيم جونغ اون أصبح في نهاية الاجتماع عضوا في اللجنة المركزية للحزب ونائب رئيس لجنته العسكرية المركزية. وقال بارك يونغ هو، من المعهد الكوري للوحدة الوطنية إن الصورة توفر تأكيدا غير مكتوب بأن كيم الصغير هو الوريث فيما يبدو. وأضاف: «تم الآن إعلان أنه الخليفة. تظهر الصورة أن كيم جونغ أون هو الرجل الثاني في سلم السلطة بكوريا الشمالية».

والشاب كيم جونغ اون الذي يرجح أن يتسلم من والده السلطة في هذه الدولة المنهكة والمنغلقة لكن التي تملك السلاح النووي، لم تنشر له أي صورة سابقا خارج كوريا الشمالية وهو في سن الرشد.

وقد رقي كيم جونغ - أون، 27 عاما، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى رتبة جنرال بأربع نجوم وعين في اللجنة المركزية للحزب الحاكم والوحيد في البلاد، كما عين نائبا لرئيس اللجنة العسكرية المركزية في الحزب، مما يدل بحسب المحللين على تسارع عملية التوريث. واعتبر الأستاذ يانغ مو - جين من جامعة الدراسات الكورية الشمالية أن «نشر هذه الصورة يعني الإعلان أن جونغ اون هو الوريث المفترض»، مشيرا إلى أن جون أون يشبه كثيرا بملامحه جده الزعيم الراحل كيم ايل سونغ مؤسس النظام، لكنه قصير القامة وممتلئ الجسم مثل والده. وأضاف: «ذلك يشكل إشارة أيضا على أن كيم الابن بدأ نشاطاته الرسمية». ولم تؤكد سيول رسميا ما إذا كان الشخص في الصورة هو كيم جونغ اون لكن مسؤولا في أجهزة الاستخبارات رفض الكشف عن اسمه أكد ذلك، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وفيما تحاول الولايات المتحدة ودول غربية وآسيوية معرفة معلومات إضافية عن الشاب الذي تلقى دروسه في سويسرا ويعتقد أن عمره 27 عاما، قالت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) إن مدير الاستخبارات المركزية الأميركية ليون بانيتا سيصل إلى كوريا الجنوبية غدا السبت لتبادل معلومات حول عملية الخلافة في كوريا الشمالية.

ويقول المحللون إن كوريا الشمالية ستسعى على الأرجح إلى تهدئة التوتر الدولي تمهيدا لعملية انتقال السلطة من الأب، البالغ من العمر 68 عاما والذي تشهد صحته تدهورا، إلى ابنه الشاب. لكن أول مفاوضات عسكرية تجري بين الكوريتين منذ عام 2008 انتهت أمس دون إحراز أي تقدم. وتعثرت المفاوضات حول مسألة غرق البارجة الكورية الجنوبية شيونان في مارس (آذار) الماضي في حادث قتل فيه 46 بحارا كوريا جنوبيا وحملت مسؤوليته لكوريا الشمالية التي نفت أي دور لها في الحادث.