مفيد شهاب لـ«الشرق الأوسط»: مبارك يقوم بدوره كما اعتاد دائما في إطار ممارسة مسؤولياته

مثقفون بعد لقائهم الرئيس المصري: مبارك بصحة جيدة

TT

خرج المثقفون المصريون عقب لقائهم الرئيس حسني مبارك، أمس، بانطباع أن الرئيس «بصحة جيدة جدا»، وقالوا: «شعرنا بالاطمئنان الكامل على مستقبل مصر»، وهو الأمر الذي تكرر مع وفد من الفنانين كان قد التقى مبارك قبل يومين، وبدت الجولة التي قام بها الرئيس المصري أول من أمس إلى الإسكندرية متفقدا عددا من المشاريع الكبرى تصب في الاتجاه نفسه.

ورغم نفي الدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، أن تكون اللقاءات والجولات المكثفة لمبارك تهدف إلى تكريس هذه الرسالة، كان أول تعليق لمحمد سلماوي، رئيس اتحاد الكتاب المصريين والعرب، عقب اللقاء في اتصال مع «الشرق الأوسط»، هو: «الانطباع الذي خرجنا به جميعا من اللقاء أن الرئيس بصحة جيدة جدا.. حتى أننا تعبنا قبل أن يتعب هو.. بدا الرئيس بذهن صاف ومتقد». وعلق الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع المعارض، بقوله: «جولات الرئيس السابقة كافية لتبديد الشائعات حول صحته، لكن اللقاء المباشرة أمر مختلف».

وامتد لقاء مبارك بوفد المثقفين إلى نحو أربع ساعات وربع الساعة، وقال سلماوي إن حديث المثقفين مع الرئيس مبارك تطرق إلى قضايا كثيرة بداية من الاستراتيجية العسكرية للبلاد وعلاقات مصر الدولية، وخاصة علاقتها بأميركا وإسرائيل، مرورا بسياسة مصر في محيطها العربي وقضية السلام في الشرق الأوسط، وحتى الفتنة الطائفية ودور المثقفين في التصدي للأزمات الفكرية وارتفاع الأسعار.

ووافق الرئيس المصري على اقتراح تقدم به سلماوي بأن يكون هناك يوم للإبداع تخصص دورته الأولى لتسليم جوائز الدولة التي لم تسلم خلال السنوات الماضية، وقال سلماوي: «رحب الرئيس، واقترح يناير (كانون الثاني) القادم».

ورفض سلماوي التعليق عما إذا كان مبارك قد تطرق في ردوده على أسئلة المثقفين إلى موقفه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها خريف العام المقبل، لكنه تابع بقوله: «كان الرئيس صريحا جدا معنا حتى أن بعض ما قيل لا يمكن التصريح به».

من جانبه، أعرب الدكتور جابر عصفور، رئيس المركز القومي للترجمة، عن سعادته باللقاء المطول مع الرئيس مبارك، مشيرا إلى أن اللقاء اتسم بالعمق والروح الودية والمرحة، وأن الرئيس مبارك أدار حوارا مفتوحا معهم، وقال إن «الرئيس فتح لنا قلبه، ونحن من جانبنا فتحنا قلوبنا وعقولنا».

وتابع: «شعرنا بالاطمئنان الكامل على مستقبل مصر، وتبددت الكثير من الهواجس والمخاوف التي كانت داخلنا إزاء بعض القضايا قبل لقاء الرئيس»، وأضاف أن الرئيس مبارك تحدث بلهجة حميمية وتواضع شديد، بما هو معروف عنه من طبيعة إنسانية بسيطة. وحضر اللقاء الذي جمع مبارك بنخبة من مفكري ومثقفي مصر، وزير الثقافة فاروق حسني، ووزير الإعلام أنس الفقي، والكاتب أنيس منصور، والدكتور السيد ياسين، والكاتب صلاح عيسى، والروائيان خيري شلبي ويوسف القعيد، والدكتورة سامية الساعاتي، والكاتبة عائشة أبو النور، والدكتور فوزي فهمي، والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي. ورأى مراقبون وقيادات بالحزب الحاكم أن نشاط الرئيس وسلسلة اللقاءات التي عقدها تأتي في سياق رسالة للداخل والخارج تبدد شائعات حول صحته، وهو ما رفضه الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، معلقا لـ«الشرق الأوسط»: «لا يحتاج الرئيس المصري إلى إثبات أن صحته جيدة، الرئيس يقوم بدوره كما اعتاد دائما في إطار ممارسة مسؤولياته».