إمام الحرم المكي: الاعتداء على من اصطفاه الله أعظم الإيذاء إثما وأشده ضررا

طالب بصون النفس وحجزها عن العدوان

TT

حذر إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، من جعل حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوجته عائشة بنت أبو بكر - رضي الله عنهما - ساحة لإيذاء وعدوان امتدت حلقاته عبر العصور، مع تجاهل لتحذير نبوي نهى عن المس بسير أزواج الرسول وأصحابه.

وقال الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط، إن صون النفس عن الإيذاء والتجافي بها عن التجني، وحجزها عن العدوان، خلق رفيع ومنقبة عظيمة لأولي الألباب، الذين يستيقنون أن عاقبة الإيذاء للمؤمنين بهتان وإثم مبين، يحتمله صاحبه، ويلوذ بثقله ويذل ويخزى بماله يوم يعرض على ربه.

وأضاف: «من أعظم الإيذاء للمؤمنين والمؤمنات إثما وأشده ضررا، ذلك الذي تسلط سهامه على من اصطفاه الله واجتباه لنصرة دينه وصحبة نبيه وحفظ كتابه والذود عن حياضه وتبليغ شرعه من آله الطاهرين وأصحابه الطيبين وأزواجه أمهات المؤمنين، رضوان الله عليهم أجمعين، وهو إيذاء تتابعت حلقاته وتعددت صوره في ماضي الأيام وحاضرها حتى بلغ مداه اليوم في عدوان سافر جعل سيرة الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائشة بنت أبو بكر - رضي الله عنها وعن أبيها - ساحة له، متجاهلا ذلك التحذير الوارد في الحديث النبوي الشريف».

واعتبر الشيخ خياط أن الغضب العارم الذي عقب تعرض السيدة عائشة للإيذاء من قبل بعض الجهلة، من آثار الجناية عليها، أو كما قال: «إن من آثار الجناية عليها - رضي الله عنها - والإيذاء لها، هذا الغضب الذي استثير، وذلك الحرص والتنادي إلى نصرتها والذب عن ساحتها وإشاعة فضائلها وبيان مناقبها ودراسة فقهها ونشر علومها، وفي هذا من الخير ما لا يحيطه وصف».

وأبرز إمام وخطيب المسجد الحرام صفات زوجة الرسول - عليه الصلاة والسلام - عائشة بنت أبو بكر الصديق، وقال: «إنه كان لعائشة - رضي الله عنها - في الإحسان إلى الخلق والبر بهم وبذل المعروف لهم أروع الأمثال».

وأضاف: «ومما جعله الله في حياتها - رضي الله عنها - من البركة، هذا العلم الكثير الذي روته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك الفقه الغزير الذي حمله الناس عنها، وحسبها - رضي الله عنها - مع الفضائل الكثيرة ما حدثت به فقالت: (توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي، وفي يومي، وليلتي، وبين سحري، ونحري)».