البرادعي يدعو الشعب المصري إلى مقاطعة الانتخابات

وصف تطمينات الحزب الحاكم بأنها كلام أجوف

TT

في وقت وصفت فيه جماعة «الإخوان» الرياح التي تعصف بالواقع السياسي في مصر بـ«المقلقة جدا»، دعا الدكتور محمد البرادعي، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة في مصر المقرر إجراؤها خريف 2011، المصريين إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

واقتصرت دعوة البرادعي على المواطنين، بعدما فشل في إقناع القوى السياسية في البلاد بمقاطعة الانتخابات، باستثناء حزب الجبهة الديمقراطية المعارض، الذي أعلن رئيسه الدكتور أسامة الغزالي حرب انسحابه من ائتلاف الأحزاب الأربعة الكبرى (الوفد والتجمع والناصري) على خلفية قرارها بالمشاركة فيها. وقال البرادعي إن «مقاطعة الشعب التامة للانتخابات هي أسرع الوسائل لكشف الديمقراطية المزيفة وتأكيد مصداقيتنا»، ورغم عدم إعلان جماعة الإخوان المسلمين المنضوية تحت مظلة جمعية البرادعي قرارها بشأن خوض الانتخابات من عدمه، تجنب البرادعي توجيه رسالة لهم بعد أن أعلنوا أن دعوته غير ملزمة لهم. ووصف البرادعي تطمينات الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم) لقوى المعارضة الرسمية بشأن ضمان نزاهة الانتخابات بأنها «كلام أجوف»، وقال على صفحته الخاصة على الموقع الاجتماعي «تويتر» معلقا «كفانا خداعا للشعب»، مضيفا «الوعود المتكررة بانتخابات حرة نزيهة في غياب الضمانات البديهية لنزاهتها هي مجرد كلام أجوف». وعلى الرغم من أنه لم يطرأ جديد على تحالف جماعة «الإخوان»، أكثر قوى المعارضة تأثيرا في الشارع المصري، مع البرادعي، فإن المراقبين لاحظوا تراجع عدد التوقيعات على بيان جمعية البرادعي، الذي خصصت له الجماعة موقعا على شبكة الإنترنت ودشنه مرشدها العام الدكتور محمد بديع قبل عدة شهور. ولم يتجاوز عدد الموقعين على بيان «معا سنغير» على الموقع الذي خصصته الجماعة للبيان حاجز الـ740 ألف توقيع، وظل خلال الأسابيع الأخيرة يسير بإيقاع بطيء. ونفت جماعة الإخوان المسلمين أن يكون هناك تراجع في نسبة الموقعين على بيان التغيير، وقالت إن المعدل الثابت خلال الأسبوعين الماضيين بلغ نحو 3 آلاف صوت في اليوم. وأشارت الجماعة على لسان متحدثها الرسمي الدكتور محمد مرسي إلى أنها غير مقيدة بدعوة البرادعي لمقاطعة الانتخابات لأن الجمعية الوطنية للتغيير ليست وعاء تنظيميا. وتتحفظ الجماعة على إعلان موقفها من الانتخابات. وأعرب مرسي عن قلقه مما سماه «المناخ السياسي المتقلب جدا» الذي تشهده البلاد. وقال «ندرس قرار المشاركة في الانتخابات من عدمها من كل الجوانب.. فالرياح التي تعصف بالواقع السياسي المصري مقلقة جدا.. هناك ضعف وتخبط في أداء النظام يدعونا للقلق». وقال مرشد الجماعة في رسالته الأسبوعية أمس إن «الدول يمكن أن تبقى مع الكفر إن عدلت، ولا تبقى مع الظلم وإن أسلمت، إذ ليس من سنته تعالى إهلاك الدولة بكفرها فقط».