ميتشل يفشل في تحقيق اختراق خلال محاولاته لاستئناف المفاوضات المباشرة

عريقات والأحمد لـ«الشرق الأوسط»: لا محادثات مع الاستيطان

TT

على مدى يومين من التنقلات بين رام الله والقدس المحتلة، فشل مبعوث السلام الأميركي، جورج ميتشل، في تحقيق اختراق في جهوده لإقناع أي من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، بالتزحزح عن موقفه، والعودة إلى طاولة المفاوضات. لكن ثمة اتفاقا بين الأطراف الثلاثة على استمرار الجهود الأميركية للحيلولة دون انهيار المفاوضات المباشرة التي لم يمض على إطلاقها في واشنطن أكثر من شهر واحد فقط.

فرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي التقاه مرتين على مدى اليومين الماضيين لا يزال يرفض العودة إلى تجميد الاستيطان، بينما يصر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، الذي التقاه أيضا أمس للمرة الثانية، على ضرورة وقف الاستيطان كشرط للعودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة.

وكرر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، ما قاله بالأمس لـ«الشرق الأوسط» وهو أنه لم يحدث «أي اختراق» يتيح استمرار مفاوضات السلام مع إسرائيل.

وقال صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات لمنظمة التحرير الفلسطينية، لـ«الشرق الأوسط»: «ليس هناك أي جديد في لقاء الرئيس مع ميتشل». وأضاف عريقات: «إن ميتشل أبلغ الرئيس برغبته في مواصلة الجهود، وأكد له الرئيس أنه معه في ذلك، وأن الجانب الفلسطيني معني باستئناف المفاوضات مع تجميد الاستيطان، وأن المفتاح في يد إسرائيل، وعليها أن تختار ما بين المفاوضات والسلام واستئناف الاستيطان». وتابع عريقات القول إن السلام والاستيطان خطان متوازيان لن يلتقيا.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع ميتشل، عقب اللقاء، قال عريقات إن الموقف الفلسطيني واضح ومحدد ويقضي بوقف كل النشاطات الاستيطانية لإعطاء المفاوضات المباشرة الفرصة التي تستحقها. وأوضح عريقات، أنه تم خلال الاجتماع بين الرئيس وميتشل الاتفاق على استمرار النقاشات بين الجانبين الفلسطيني والأميركي، وأن الجانب الأميركي سيستمر في بذل كل جهد ممكن لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، وفق رؤية حل الدولتين.

وأقر ميتشل بوجود عقبات وصعوبات تعترض المباحثات بين الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي.

وكرر ميتشل تأكيده على أن بعض الأطراف، تحاول أن تفشل الأهداف التي تسعى كل الأطراف لتحقيقها. وأكد المبعوث الأميركي أنه سيبذل كل جهد لتحقيق الأهداف من خلال الاستمرار بالتشاور مع الرئيس محمود عباس وفريق قيادته، ورئيس الوزراء الإسرائيلي وفريق قيادته، في إطار هذه الجهود.

وقال ميتشل: «إن هدفنا المشترك هو الوصول لسلام دائم في منطقة الشرق الأوسط لإقامة دولتين لكلا الشعبين توفران الأمن والازدهار». وأشار إلى أنه سيقوم بجولة لعدد من الدول العربية تتضمن كلا من: مصر، وقطر، والأردن، ودولا أخرى، لإجراء مناقشات في هذا الصدد.

وأكد عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس كتلتها البرلمانية، أن أبو مازن لن يقبل بأي شكل من الأشكال العودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة طالما استمر البناء الاستيطاني. وقال الأحمد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لو أصرت إسرائيل على بناء، ولو غرفة استيطانية واحدة، فإننا لن نقبل بالعودة إلى المفاوضات المباشرة».

وسيطرح الرئيس عباس نتائج لقاءاته مع ميتشل في اجتماع لجنة متابعة المبادة العربية، الذي تأجل موعده مجددا من الأربعاء المقبل إلى مؤتمر القمة العربية في سرت، الذي سينعقد في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وعن سبب التأجيل قال الأحمد إنه جاء بناء على طلب مصري، وذلك لقربه من موعد انعقاد القمة العربية الاستثنائية.

وقبل لقائه بأبو مازن التقى ميتشل مع نتنياهو، الذي أكد قبل اللقاء أنه ملتزم باستمرار المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. وقال نتنياهو: «إننا نحن، والسيناتور ميتشل، نبذل الجهود لمواصلة المفاوضات المباشرة مع الرئيس عباس.. نريد أن تستمر المفاوضات.. وأنا أريدها أن تستمر. نحن لدينا مهمة سلام».

وتم لقاء نتنياهو وميتشل وسط تصريحات متضاربة حول رفض نتنياهو لرسالة ضمانات أميركية، لإقناعه بوقف الاستيطان لمدة شهرين، ونفي مسؤولين أميركيين وجود مثل هذه الضمانات.

وفي هذا السياق أوضح الأحمد أن ما يجري الحديث عنه في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رسالة ضمانات ليس إلا تسريبات إسرائيلية هدفها خلط الأوراق. وأضاف موضحا: «إن إسرائيل ليست بحاجة إلى ضمانات أميركية، لأنها منذ قيامها وحتى اليوم والأحداث التي جرت، تؤكد أنها الطفل المدلل للولايات المتحدة الذي لا يُرفض له طلب».

والتقى نتنياهو أمس أيضا وزيرة الخارجية الأوروبية، كاثرين أشتون، التي وصلت إلى المنطقة من أجل دعم الجهود الأميركية، ومحاولة إقناع إسرائيل بضرورة وقف الاستيطان، من أجل الإبقاء على المفاوضات المباشرة.

والتقت أشتون أيضا مع أبو مازن في مقر الرئاسة في رام الله، وبحثت معه، كما في إسرائيل، موضوع البناء الاستيطاني، وضرورة استئناف المفاوضات. وأكدت أشتون قبل وصولها إلى المنطقة على الموقف الأوروبي الداعي إلى الوقف الكامل للاستيطان حتى يتسنى استكمال المفاوضات.