ميتشل يعرض ضمانات أمنية على إسرائيل

روس يبلغ أعضاء نافذين في الكونغرس تفاصيل العرض لزيادة الضغط على نتنياهو

TT

استبقت زيارة المبعوث الأميركي إلى منطقة الشرق الأوسط في محاولة جديدة لإنقاذ مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أمس، تسريبات عن وجود رسالتي ضمانات أميركية مكتوبة للفلسطينيين والإسرائيليين كما كانت «الشرق الأوسط» قد أكدت قبل يومين، ترمي إلى إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان والفلسطينيين بالعودة إلى طاولة المفاوضات. ورغم أن الفلسطينيين، وعلى لسان المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، نفوا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» نفيا قاطعا وجود مثل هذه الرسالة، ظل الحديث متداولا عن رسالة الضمانات لإسرائيل، رغم نفي الأميركيين وجود رسالة مكتوبة وتأكيدهم على أن ذلك لا يعني عدم وجود ضمانات شفوية نقلها ميتشل إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وشهد اليومان الماضيان تسريبات للصحف الإسرائيلية والأميركية حول شكل هذه الضمانات، منها تعهد جديد من الرئيس الأميركي باراك أوباما، للإسرائيليين بضمان أمنهم. وأكد مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية لـ«الشرق الأوسط» مواصلة الإدارة الأميركية «الدفع للعودة إلى المفاوضات»، مضيفا: «نحن نؤمن بحل الدولتين ونعتقد أن المفاوضات المباشرة هي الطريق الوحيد لتحقيق هذا الحل».

وتشدد الإدارة على أن العودة إلى المفاوضات وحل «القضايا الأساسية فيها مصلحة للطرفين والمنطقة والولايات المتحدة». وامتنع المسؤول عن التعليق على ما وصفه بـ«محادثات دبلوماسية حساسة» إلا أنه لم ينف وجود عرض أميركي بضمانات للإسرائيليين مقابل تمديد تجميد الاستيطان.

وبينما لم تؤكد الإدارة الأميركية أن يكون أوباما قد أرسل رسالة ضمانات أمنية واسعة، خطية إلى نتنياهو، تشير تقارير عدة إلى أن ميتشل قدم هذا العرض شفويا خلال زيارته الحالية إلى إسرائيل. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، أقر مسؤول أميركي بأن نفي وجود «رسالة فعلية ومكتوبة لا يشمل نفي وجود رسالة شفوية».

ويشمل العرض بالدرجة الأولى تزويد إسرائيل بأسلحة متطورة بالإضافة إلى دعم المطالب الإسرائيلية بالبقاء في وادي الأردن. ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تفاصيل عن هذه الضمانات بعد أن قام مستشار الرئيس الأميركي دينيس روس بلقاء عدد من النواب الأميركيين لإطلاعهم عليها، في محاولة لضم أعضاء الكونغرس إلى جهود الإدارة لإقناع نتنياهو بتمديد التجميد. وأوضح روس في اللقاء الذي انضم إليه دانيال شابيرو، المسؤول عن الملف الفلسطيني - الإسرائيلي في مجلس الأمن القومي، أن الإدارة الأميركية جادة في تقديم ضمانات أمنية لإسرائيل مقابل تقديم تنازل يسمح بإبقاء المفاوضات حية خلال الشهرين المقبلين من أجل التوصل إلى اتفاق على حدود دولة فلسطينية، مما يحل تلقائيا قضية المستوطنات على المدى البعيد.

وكان الخبير في القضايا الإسرائيلية، والمقرب من روس، ديفيد ماكوفسكي، قد نشر مقالا حول الضمانات الأمنية هذا الأسبوع، مما جلب انتباه الصحف الإسرائيلية والأميركية. وتشمل الضمانات أجهزة عسكرية متطورة وتعهد بمساعدة إسرائيل في منع تهريب السلاح عبر دولة فلسطينية مستقبلية، بالإضافة إلى وعد بتشكيل اتفاق أمني إقليمي مستقبلي، يحمي إسرائيل من تهديد محتمل من إيران. ومن اللافت أن التسريبات حول الضمانات الأميركية تشمل ضمانات متعلقة بالحل النهائي، أي حماية الحدود الشرقية لدولة فلسطينية مستقبلية، إذ إنها تقترح، بحسب التقارير الصحافية، أن تتضمن مرحلة انتقالية مطولة تشمل مرابطة جنود إسرائيليين على الحدود الشرقية، الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون.