البوسنة: انتخابات عامة تحسم مستقبل البلاد.. داخليا وخارجيا

20 متسابقا يتنافسون على مجلس الرئاسة

TT

تستعد البوسنة لتنظيم سادس انتخابات عامة منذ الحرب، هي الثالثة التي تنظم من دون إشراف دولي، وتعد حاسمة لمستقبل البلاد داخليا وخارجيا. ويشارك في هذه الانتخابات التي تنظم غدا 20 متسابقا لعضوية مجلس الرئاسة، و8370 مرشحا لعضوية ثلاثة برلمانات في البلاد، وقد دعي للمشاركة فيها 1.3 مليون ناخب.

ويفترض أن يتم انتخاب أعضاء الرئاسة الثلاثية (مسلم وكرواتي وصربي)، ونواب البرلمان المركزي وبرلماني كياني البوسنة، وهما جمهورية الصرب والاتحاد الكرواتي المسلم. والكيانان مرتبطان بمؤسسات مركزية ضعيفة يأمل الأوروبيون في تعزيزها بشكل يسهل إجراء إصلاحات لتحقيق تقدم باتجاه الاتحاد الأوروبي.

ويتنافس على منصب عضو مجلس الرئاسة 20 مرشحا، بينهم 9 مسلمين بوشناق، و7 كروات، و4 صرب. ويأتي في مقدمة المرشحين البوشناق لعضوية مجلس الرئاسة حارث سيلاجيتش، وباكر علي عزت بيغوفيتش، والأديب والأستاذ الجامعي جمال الدين لاتيتش، ورجل الإعلام والأعمال فخر الدين رادونجيتش. كما يتقدم عضو مجلس الرئاسة الحالي (عن الصرب) نيبوشا رادمانوفيتش، وعضو مجلس الرئاسة (عن الكروات) جيلكو كومشيتش، المرشحان من إثنيتيهما. وتنافس كومشيتش على منصب عضو مجلس الرئاسة من الجانب الكرواتي، مرشحة التجمع الكرواتي الديمقراطي بوريانا كريشتو.

ويشارك في هذه الانتخابات 63 تجمعا محليا و39 حزبا سياسيا و11 ائتلاف انتخابيا و13 مرشحا مستقلا، وذلك عبر 778 قائمة انتخابية تضم 8370 مرشحا. وتتكلف هذه الانتخابات نحو 33 مليون يورو. ويأمل الناخبون أن تحسن نتائج هذه الانتخابات أوضاعهم المعيشية، فهناك أكثر من نصف مليون عاطل عن العمل في البوسنة، و170 ألف طفل، وفق «اليونيسيف»، يعيشون تحت خط الفقر، بينما تزيد البطالة على 35%. وقال رئيس جمعية حماية المستهلك البوسنية، مسعود لاكوتا، لـ«الشرق الأوسط»، إن 48% من الشعب البوسني يعيشون في دائرة الفقر، بينما هناك 18% يعيشون تحت خط الفقر، و50% من المتقاعدين يحصلون على نحو 160 يورو فقط شهريا.

ومنذ الانتخابات العامة السابقة التي جرت في 2006 لم تحقق البوسنة تقدما في الإصلاحات. وكانت قد تمكنت سابقا وتحت ضغط الأسرة الدولية من توحيد قواتها العسكرية ومصالح الجمارك ونظامها الضريبي. وقالت المحللة تانيا توبيتس إن «شيئا ما جذريا يجب أن يتحقق» ليتغير الوضع. وأضافت أن «الوسيلة الوحيدة للخروج من هذا الركود يمكن أن تكمن في مشاركة أكبر من الأسرة الدولية أو دخول حزب جديد في الحكومة».