الهدوء يعود إلى الإكوادور وجدل حول مدبر تمرد الجنود

استقالة قائد الشرطة في البلاد.. ورؤساء أميركا الجنوبية يدعون لمحاكمة المتمردين

TT

عاد الهدوء إلى الإكوادور أمس، بعد التمرد الذي شنه ضباط الشرطة وجرت خلاله محاصرة الرئيس رافائيل كوريا لأكثر من عشر ساعات. وعاد كوريا، 47 عاما، إلى القصر الرئاسي بعد الإفراج عنه في ساعة متأخرة ليلة أول من أمس بعد جهود الجيش لتحريره من مستشفى؛ حيث قال إنه تم احتجازه ضد رغبته من قبل رجال شرطة متمردين. وتحدثت تقارير عن مقتل ثلاثة أشخاص في أعمال العنف التي أسفرت أيضا عن إصابة العشرات. ووفقا لتقارير إعلامية فإن رجل شرطة لقي حتفه خلال تحرير كوريا، وأصيب 44 شرطيا آخرين في تبادل لإطلاق النار. وتردد أن شرطيا آخر لقي حتفه إثر طلق ناري من قبل جنود بالقرب من ثكنات الشرطة. وقال متحدث باسم الشرطة إن قائد الشرطة في الإكوادور، فريدي مارتينيز، استقال من منصبه أمس بعد إخفاقه في وقف تمرد ضباط الشرطة.

وقال الرئيس كوريا: «إن متآمرين استغلوا رجال الشرطة وعناصر الجيش المتمردين في محاولة للقيام بانقلاب». غير أن المتمردين نفوا ذلك وقالوا إنهم كانوا يحتجون فقط على قانون جديد يغير مزايا وظيفية يحصلون عليها. كانت قوات الأمن تحتج على قانون وافقت عليه الجمعية الوطنية الثلاثاء الماضي يقضي، حسبما تقول الشرطة، بإلغاء حوافز خاصة ومكافآت ومزايا أخرى. وتصر الحكومة على أن هذه المزايا المالية لم يتم إلغاؤها، ولكن تم تخصيصها كراتب.

وبعد الإفراج عنه، ظهر كوريا في القصر الرئاسي في العاصمة كيتو وألقى كلمة أمام أنصاره الذين كانوا يحتفلون بعودته وقال: «إن أطرافا ترغب في التآمر هي التي كانت تحرك المتمردين». ووجه كوريا كلمة أيضا إلى الأمة عبر التلفزيون تعهد فيها بأن الإكوادور لن تتعرض للموقف الذي تعرضت له هندوراس؛ حيث أطاح انقلاب بالرئيس مانويل زيلايا في يونيو (حزيران) من العام الماضي. وأضاف أنه تم استغلال المتمردين من الشرطة والجنود في مؤامرة «تم التخطيط لها جيدا» لبعض الوقت.

وخلال وجوده في المستشفى، اتهم كوريا الرئيس لوسيو جوتيريز، الذي تولى السلطة في الفترة من عام 2003 وحتى عام 2005، بأنه وراء محاولة الانقلاب. من جانبه، نفى جوتيريز هذا الاتهام. ونفى المتمردون قيامهم باحتجاز كوريا في المستشفى بالقوة.

كانت السلطات قد أعلنت حالة الطوارئ بعدما رفض عشرات الآلاف من رجال الشرطة وبعض الجنود العاديين في الجيش المثول للأوامر في جزء كبير من البلاد وسيطروا على أكبر ثكنات للشرطة في العاصمة والمطار ومنشآت رئيسية أخرى. وامتد التمرد بسرعة إلى بقية الإكوادور.

في غضون ذلك، دعا قادة دول أميركا الجنوبية أمس، في بيونس آيرس، في إعلان مشترك إثر قمة لهم، إلى محاكمة وإدانة «المسؤولين عن محاولة الانقلاب» على رئيس الإكوادور رافائيل كوريا. وجاء في الإعلان الذي تلاه وزير خارجية البرازيل هيكتور تيميرمان أن الرؤساء يرون «ضرورة محاكمة وإدانة المسؤولين عن محاولة الانقلاب ويجددون دعمهم للحكومة الدستورية» في الإكوادور. وأضاف البيان أن القادة «يدينون بشدة» تمرد الشرطة والعسكريين واحتجاز كوريا ويؤكدون التصميم على «عدم التسامح مع أي مساس جديد بالسلطة الدستورية». وقرر قادة دول المنطقة، الذين كانوا قد قرروا عقد اجتماع عاجل لمساعدة رافائيل كوريا، إرسال وزراء خارجيتهم إلى كيتو في اليوم ذاته. وحضر القمة الرؤساء آلان غارثيا (بيرو) وهوغو شافيز (فنزويلا) وسيباستيان بينيرا (تشيلي) وإيفو موراليس (بوليفيا) وخوان مانويل سانتوس (كولومبيا) وخوسيه موجيكا (الأوروغواي)، إضافة إلى السيدة كيرشنر وزوجها الرئيس السابق نيستور كيرشنر، الأمين العام لرابطة دول أميركا الجنوبية.