إحراق 27 شاحنة إمداد لقوات «الأطلسي» في باكستان

إسلام آباد تطالب قيادة «الناتو» بالاعتذار عن قصف المناطق الحدودية

اطفال باكستانيون يشاهدون شاحنات الناتو المحترقة امس (أ. ب)
TT

هاجم مسلحون، أمس، وأحرقوا 27 شاحنة في جنوب باكستان كانت تنقل إمدادات ومحروقات وتجهيزات مخصصة لقوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، حسب ما أعلنت الشرطة. وقال قائد الشرطة المحلية، عبد الحميد خوسو، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن «نحو عشرين مسلحا هاجموا الشاحنات بواسطة صواريخ وأسلحة رشاشة ثم أحرقوا 27 من هذه الشاحنات التي كانت مركونة في مرأب» في منطقة شكربور في ولاية السند الجنوبية على بعد نحو 400 كلم شمال كراتشي. ويستهدف هذا النوع من الهجمات شركات نقل باكستانية تمون القوات الدولية التي تقاتل حركة طالبان في أفغانستان، وخصوصا حول مرفأ كراتشي الكبير وفي المناطق القبلية الشمالية الغربية الحدودية مع أفغانستان التي تعتبر معقلا لحركة طالبان الباكستانية المتحالفة مع «القاعدة». وفي المقابل فإن هذه الهجمات نادرة في الجنوب وهذا الهجوم هو الأعنف الذي تشهده المنطقة. وقال الناطق باسم حكومة الولاية، جميل سومرو، لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنه أول هجوم كبير ضد شاحنات الحلف في منطقة السند».

من جهته، قال خوسو: «نشتبه بأن عناصر ينتمون إلى منظمات متطرفة مسؤولون عن الهجوم الذي يهدف إلى زعزعة السلام». ولم يسفر الهجوم الذي أكد حصوله مسؤول كبير في الإدارة المحلية عن سقوط قتلى. وقالت الشرطة إنها اعتقلت نحو عشرة مسؤولين. وقتل أكثر من 3700 شخص خلال ثلاث سنوات في جميع أنحاء باكستان في سلسلة هجمات، معظمها انتحارية، نفذها مقاتلو طالبان المتحالفون مع القاعدة ومجموعات إسلامية متشددة مرتبطة بهم. وكانت باكستان اتهمت قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان بقتل اثنين من جنودها أول من أمس في غارة نفذتها مروحية اجتازت الحدود، في رابع حادث من نوعه في أقل من أسبوع. وأعلن الحلف أنه فتح تحقيقا في الحادث، مؤكدا أنه كان يرد على إطلاق نار من «أفراد مسلحين».

وعلى الفور علقت السلطات الباكستانية مؤقتا مرور قافلات إمدادات حلف شمال الأطلسي بمضيق خيبر، أهم معبر بري لإمدادات القوات الدولية في أفغانستان، بحسب مسؤولين عسكريين كبار.

طالب رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني قيادة حلف «الناتو» بالاعتذار عن قصفها لنقاط تفتيش أمنية باكستانية على الحدود الباكستانية الأفغانية، محذرا قوات حلف «الناتو» من أي انتهاك آخر للأراضي الباكستانية، قائلا إن باكستان تدرس بجدية «خيارات أخرى» إذا لم يقدم حلف «الناتو» اعتذارا عن هذا الحادث.

وقال جيلاني، في كلمة ألقاها بالبرلمان أمس: «نحن لسنا مستعدين لتقديم تنازلات تتعلق بسيادتنا واستقلالنا من أجل الحرب على الإرهاب».

وقد انتهكت طائرات هليكوبتر تابعة لحلف «الناتو» المجال الجوي الباكستاني، يوم الخميس، للمرة الرابعة خلال أسبوع وهاجمت إحدى نقاط التفتيش الباكستانية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من قوات أمن الحدود الباكستانية.

وقال مسؤولو حلف «الناتو» في أفغانستان إن المروحيات كانت تطارد متشددين عندما أطلقت عليها النيران من الأرض. وفي حادث آخر في وقت سابق من هذا الأسبوع طاردت مروحية حلف الناتو مقاتلي طالبان في عمق الأراضي الباكستانية وقتلت ما لا يقل عن 30 منهم.

وصباح أمس كانت الشاحنات لا تزال متوقفة في مركز تورخام الحدودي في ممر خيبر الشهير (شمال غربي الطريق الرئيسي الذي يربط بين البلدين). واحتجت باكستان بشدة يوم الاثنين على «انتهاكين» لمجالها الجوي إثر غارتين لقوات الأطلسي يومي الجمعة والسبت انطلاقا من منطقة أفغانية تحت مسؤولية جنود أميركيين تابعين لقوة الحلف الأطلسي. وأقرت قوة الأطلسي بالأمر وأكدت أنها قتلت أكثر من 30 متمردا.