بن لادن يدعو في تسجيل صوتي جديد إلى تشكيل «هيئة إغاثة إسلامية دولية»

طالب المسلمين بالاهتمام بالزراعة

TT

دعا أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في تسجيل صوتي، يعود إلى نحو شهر مضى وبث أمس، إلى إنشاء هيئة إغاثة إسلامية دولية، كما طالب المسلمين بزيارة باكستان للوقوف على حجم المأساة الإنسانية بها، وقال: «نظرا لتسارع الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية، يجب ألا يكون التحرك فقط لتقديم مساعدات عاجلة عابرة، بل لتكوين هيئة إغاثة متميزة لديها من المعرفة والخبرة والقدرة ما يمكّنها من التعاون بكفاءة مع التغيرات الجدية للتغيرات المناخية المتسارعة».

وأعرب بن لادن في التسجيل الذي نقلته مؤسسة «سايت»، المتخصصة برصد المواقع الإسلامية، عن قلقه من تبعات التغير المناخي، وقال إن ضحايا هذه التبعات أكثر من ضحايا الحروب، منتقدا إهمال المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية، خاصة في السودان.

واقترح بن لادن في رسالة بعنوان «وقفات مع أسلوب العمل الإغاثي»، مدتها 11 دقيقة، الاهتمام بالاستثمارات الزراعية، وقال: «ينبغي تشجيع التجار والأسر التجارية على أن تفرغ بعض أبنائها للإغاثة والزراعة، فالتجار اليوم هم فرسان هذا الميدان لإنقاذ أمتهم من مجاعات رهيبة متوقعة».

ودعا بن لادن في أول رسالة له منذ مارس (آذار) الماضي إلى البعد عن «الاستثمارات غير الحقيقية» والاهتمام بالاستثمار الزراعي وعدم النظر إليه على أنه يحتاج لجهد كبير بينما أرباحه قليلة إذا قورنت باستثمارات أخرى.

وناشد بن لادن، الذي يعتقد أنه موجود في منطقة جبلية معزولة بين باكستان وأفغانستان، من سماهم «أصحاب القلوب الرحيمة وأولي العزم من الرجال» مساعدة ضحايا الفيضانات في باكستان، وقال إن «المصيبة (في باكستان) كبيرة جدا يعجز اللسان عن وصفها وتحتاج إلى إمكانات هائلة، فانتدبوا بعضكم لتروا حجم المأساة على أرض الواقع».

وأضاف: «يجب على كل من يستطيع إغاثة المسلمين في باكستان أن يستشعر عظم شأن أرواح المسلمين، فملايين الأطفال في العراء يفتقدون الأجواء المهيأة للحياة».

وبدأ بن لادن حديثه بتهنئة المسلمين بحلول شهر رمضان، مما رجح أن يكون التسجيل عائدا لنحو شهر مضى. وفسر خبراء بث التسجيل، أمس، بعد نحو شهر على تسجيله بأن بن لادن متحصن في مكان معزول في جبال أفغانستان. وبدا بن لادن وكأنه يكرس لمشهد مدني مغاير عن نفسه، وخلا حديثه من أي تحريض على الجهاد. ويرى ضياء رشوان، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية الذي استطلعت «الشرق الأوسط» رأيه، أن رسالة بن لادن الأخيرة تعزز فرضية كونه في منطقة معزولة وبعيدة عن المناخ القتالي، تسمح له بالتأمل في قضايا لا علاقة لها بالصراع المباشر الدائر على الأرض.وأشار رشوان إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يخلو فيها خطاب بن لادن من النزعة التحريضية، لافتا إلى أن اهتمامه بقضايا التصحر والتغير المناخي جاء في رسالة سابقة له، وأن ذلك جزء من مشهد يحاول بن لادن تكريسه كواحد من الحريصين على أوضاع المسلمين بشكل عام وقضاياهم الاقتصادية على نحو خاص.