أوساط حزب الله تعلن زيارة نجاد إلى قانا وبنت جبيل ومعلم مليتا

نائب رئيس «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط»: زيارته تستفز ثلثي الشعب اللبناني

TT

تترقب الأوساط اللبنانية الزيارة التي يزمع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد القيام بها إلى بيروت في يومي 13 و14 من الشهر الحالي، في وقت بلغ فيه السجال السياسي حدا غير مسبوق منذ اتفاق الدوحة، على خلفية ملفي تمويل المحكمة الدولية وشهود الزور.

وفي حين علمت «الشرق الأوسط» من مصادر إيرانية في بيروت أن قيام الرئيس الإيراني بزيارة إلى جنوب لبنان «لم تُحسم بعد»، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في حزب الله، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الحزب «يحضّر استقبالا شعبيا حاشدا للرئيس الإيراني».

وكشف أن نجاد «سيزور قرية قانا التي وقعت فيها مجزرتان في عامي 1996 و2006 تسببت فيهما إسرائيل خلال معارك مع حزب الله، وسيزور أيضا منطقة بنت جبيل».

وأعلن أن نجاد سيزور «معلم مليتا للسياحة الجهادية»، الذي يضم أسلحة وعتادا وبقايا دبابات وآليات إسرائيلية غنمها مقاتلون من حزب الله، خلال معارك مع جنود إسرائيليين.

وبعد إشارة الأمانة العامة لقوى 14 آذار، بعد اجتماعها الدوري، أول من أمس، إلى أنها «تنظر بكثير من الحذر والريبة إلى زيارة الرئيس الإيراني المزمعة إلى لبنان، نظرا إلى مواقفه المناهضة للسلام، وإلى إصراره على اعتبار لبنان قاعدة إيرانية على ساحل المتوسط»، اعتبر منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار، فارس سعيد، أن نجاد «يريد من خلال زيارته إلى لبنان، القول إن بيروت هي منطقة تخضع لنفوذ إيران، وإن لبنان قاعدة إيرانية في المتوسط». ورأى أن «جولة نجاد في الجنوب استفزاز، إذ لا يجدر بالرئيس الإيراني التوجه إلى هناك»، معربا عن اعتقاده بأنها «رسالة للقول إن إيران موجودة على الحدود مع إسرائيل».

ووصف نائب رئيس تيار المستقبل، النائب السابق أنطوان أندراوس، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، زيارة نجاد إلى بيروت، «بالزيارة الاستفزازية لثلثي الشعب اللبناني».

وقال: «أعتبر نجاد عدوا للبنان، لأنه هو من يعطي السلاح لما يسمى بحزب الله، الذي يدخل إلى شوارع بيروت، واستخدمه سابقا لقتلنا، ويبدو أنه سيعيد الكرّة مجددا». وحمل على «فجور حزب الله الذي يريد القيام بهدنة إلى حين مجيء نجاد إلى بيروت، على أن يستأنف حربه بعدها، ويعود إلى قتلنا»، مجددا الإشارة إلى أن زيارة نجاد «تحد لثلثي الشعب اللبناني».

في موازاة ذلك، وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية زيارة نجاد، التي قد يتوجه خلالها إلى الجنوب على الحدود مع إسرائيل بأنها «مثيرة للقلق ومزعزعة للاستقرار». وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، يغال بالمور، في حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية: «وفقا لما نشر من أنباء عن هذه الزيارة، فقد علمنا أن أحمدي نجاد يُعدّ جولة حقيقية لإقطاعي كبير يزور مزرعته». ولفت إلى أن «نجاد قال للرئيس السوري إن الجنوب اللبناني هو حدود إيران مع إسرائيل»، معتبرا أن «كل ذلك يجب أن يثير إلى أقصى حد قلق الذين يهتمون حقا باستقرار لبنان والشرق الأوسط».

وفي إطار الاستعدادات لزيارة نجاد، عقد الجانب اللبناني في مجلس الأعمال اللبناني - الإيراني اجتماعه، أول من أمس، برئاسة نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، محمد لمع. وخصص الاجتماع في التحضير لزيارة نجاد ووضع رؤية للتعاون الاقتصادي بين البلدين لمناقشتها مع وفد رجال الأعمال الإيراني المرافق للرئيس نجاد، الذي يضم نحو 100 رجل أعمال.