الصراع على المحكمة الدولية يدفع علاقة «المستقبل» وحزب الله نحو أفق مسدود

فايد لـ«الشرق الأوسط»: نأمل أن تتطور العلاقة مع الحزب نحو الأفضل

TT

وضع الصراع المفتوح بين تيار المستقبل وحزب الله على خلفية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان العلاقة بين الطرفين أمام أفق مسدود، وبات يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول المدى الذي قد تبلغه هذه العلاقة في ظل الأجواء المحمومة، وتبادل الاتهامات غير المسبوقة بين الطرفين، خصوصا بعدما أظهرت المواقف أن «المستقبل» اتخذ قرارا بالرد على الحرب التي فتحها حزب الله ضد المحكمة الدولية، والتلويح بأخذ البلد ومعه الشعب اللبناني إلى خيارات مرة إذا ما صدر القرار الظني الموعود، خصوصا بعدما بدأت تتسرب سيناريوهات قد يلجأ إليها الحزب في حال اتهم بعض عناصره في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وقال عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل راشد فايد لـ«الشرق الأوسط»: «نحن في المبدأ نميل إلى إقامة أفضل العلاقات السياسية مع كل الأطراف والقوى اللبنانية في المجلس النيابي وفي الأحزاب بما يتوافق ومصلحة كل اللبنانيين، وعلى هذا الأساس نأمل أن تتطور العلاقة مع حزب الله وغيره نحو الأفضل بصرف النظر عن المجريات الراهنة، لأننا نؤمن أن الحوار الديمقراطي وحده يؤمن المخارج لكل الأزمات».

وردا على سؤال عن سبب تأخر زيارة المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، لرئيس الحكومة سعد الحريري التي أعلن عنها منذ أيام، أوضح فايد أن «لا معطيات لدى المكتب السياسي لتيار المستقبل عن لقاء قريب أو عدم حصول مثل هذا اللقاء الذي تتقاطع في تقريره الظروف السياسية والحاجات الوطنية في اللحظة المناسبة». ولفت إلى أن «الموفدين من حزب الله يزورون الرئيس الحريري عادة عندما يكون ثمة شيء مطروح للنقاش، أما اليوم فالحوار قائم سياسيا وبشكل علني عبر التصريحات وهو تبادل علني للآراء، أما اللقاءات فتحصل إما نتيجة التقارب وإما خوفا من تعميق التباعد».

إلى ذلك اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت أن «لا مصلحة لحزب الله في حرب أو مواجهة داخلية، لأنه دولة ضمن الدولة»، مشيرا إلى أنه «أصبح لدى الحزب فائض من القوة بدأ يستعمله بطريقة خاطئة»، وقال «إذا أرادوا تسلم السلطة فليتسلموها، ولينزلوا إلى الشارع وليحتلوا المكاتب، وإذا وجدوا أنفسهم أنهم يستطيعون إدارة البلد وحدهم فليتسلموه، ونحن لن نكون سببا في الفتنة ومن يبدأها هو من يتحمل المسؤولية»، ولفت إلى أن «المظلة السورية السعودية مستمرة وستمنع أي مشكلات، والتهديد والتهويل لن يغير أي شيء».

في المقابل رأى مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي أن «الوضع اللبناني ينتظر عود ثقاب ليشتعل»، وقال «في الشأن الداخلي نحن المعنيون، فإذا وقعت مشكلات نحن سنكون المتضررين، ومن هنا المطلوب أن يتعقل المسؤولون وينتبهوا لما نحن مقبلون عليه»، وعن موضوع شهود الزور، رأى أن «ملف شهود الزور أساسي، وأعتقد أنه يصل إلى المكان الذي نحن طلبناه، فلقد حصل اعتراف بشهود الزور هؤلاء، واعتراف بأن القضاء اللبناني مختص بهذا الشأن».

وأضاف «هم يعرفون أن حزب الله لن يصل إلى حبل المشنقة ولكنهم يريدون أن يقوموا بحملة ضده للمس بالمقاومة وقدسية سلاحها، هؤلاء مجموعة كذبة (وزعران)، فعندما يقولون إن الأولوية للقرار الظني أي إن الأولوية لتفجير هذه القنبلة الموقوتة، وكانوا يريدوننا أن نظل نائمين إلى حين صدور القرار الظني فنصبح في موقع دفاعي ويسقط ما بيدنا، ولكن التحرك بصورة مبكرة للتصدي لهذه المؤامرة أزعجهم فمشروعهم قائم على تهدئة تخديرية»، مؤكدا أن «المدخل هو من موضوع شهود الزور الذي هو الملف الأول، وقبل جلاء ملابسات هذا الملف لا ذهاب إلى قرار المحكمة، ففي الوقت الذي نعمل فيه على ملف شهود الزور يجب أن تتوقف كل المسارات الباقية». وأكد مسؤول العلاقات العربية في حزب الله الشيخ حسن عز الدين إثر زيارته السفير الجزائري في لبنان إبراهيم حاصي على «ضرورة التنبه إلى ما يحاك ضد لبنان من مؤامرات في استهداف المقاومة وإجهاض إنجازات شعبها»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن المساومة على الحقيقة، والتي بابها الأوحد يكون عبر البدء بكشف ملابسات ملف شهود الزور والتحقيق معهم، كون ذلك يسهم في إزالة التوتر القائم ويدعم مسيرة الوفاق والسلم الأهلي»، ورأى أن «كل ما يثار حول هذا الأمر لن يثني حزب الله عن متابعة القضية حتى النهاية».