المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة توبخ ليبرمان بعد خطابه

الوزير بن أليعازر: ليبرمان يزرع الألغام في طريق نتنياهو

TT

بعث وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، برسالة احتجاج شديدة اللهجة إلى نظيرته الأميركية، هيلاري كلينتون، يشكو فيها من التوبيخ الذي تعرض له في نهاية الأسبوع الماضي من المندوبة الدائمة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، سوزان رايس. وقال ليبرمان في رسالته إن رايس تجاوزت قواعد الأصول الدبلوماسية في الحديث معه، إذ علا صوتها كثيرا ولعدة مرات وتفوهت بكلمات قاسية وغير لائقة. وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قد كشفت عن أن «اجتماعا ساخنا عقد بين الوزير ليبرمان على هامش حضوره لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مع السفيرة الأميركية، رايس، المقربة جدا من الرئيس باراك أوباما». ونقلت الصحيفة عن مصادر في الخارجية الإسرائيلية، أن رايس أبدت استغرابها من نص الخطاب الذي ألقاه في الأمم المتحدة، وقالت له إنه خطاب غير دبلوماسي وغير مفيد، وإن ما أنقذه هو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تنكر له، وقال إنه لا يمثل سياسة الحكومة. فراح ليبرمان، وفقا لمصادر دبلوماسية أميركية يردد على مسامعها جلّ ما ورد في كلمته الاستفزازية أمام الجمعية العامة بشأن استحالة التوصل إلى اتفاق سلمي مع الفلسطينيين في الفترة القريبة.

وعندها، راحت رايس تلقي على مسامعه محاضرة في العمل الدبلوماسي ووظيفة وزير الخارجية الجيد، محاولة إفهامه بأنه وزير خارجية سيئ من الناحية المهنية، وأن عليه أن يتعلم هذه المهنة على الأصول، وما إلى ذلك. وأضافت المصادر الأميركية لصحيفة «هآرتس»، أن السفيرة رايس المعروفة بنهجها المباشر والصريح ردت باستياء على مواقف ليبرمان، غير آبهة بالأصول الدبلوماسية ومن دون أن تكلف نفسها عناء الالتزام بالأعراف.

وقد عقب وزير التجارة والصناعة الإسرائيلي، بنيامين بن أليعازر، على ذلك بالقول إن ليبرمان يتصرف كمن ينصب الألغام على طريق رئيس الحكومة، نتنياهو، في مساعيه لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وإنجاح مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وأضاف بن أليعازر في حديث للإذاعة الإسرائيلية الرسمية صباح أمس، أن خطاب ليبرمان في الأمم المتحدة جعل من سياسة نتنياهو «مسخرة» أمام العالم. وتساءل عن سبب السكوت عليه في هذا المنصب، «فبعد أن خرب هو ونائبه (داني أيلون) علاقاتنا مع تركيا وضرب العناصر المعتدلة في قيادة الشعب الفلسطيني والعالم العربي وأدى بذلك إلى تقوية إيران وسورية وحزب الله وحماس، يسعيان الآن لتخريب علاقاتنا مع الولايات المتحدة».