السلطة الفلسطينية: تصريحات مرشد «إخوان مصر» فتوى لاستمرار الفتنة والانقلاب

الجماعة: لم نقصد التجريح والتخوين > العريان: بديع أقر واقعا

TT

ردت السلطة الفلسطينية بعنف أمس على تصريحات نسبت إلى مرشد جماعة الإخوان المسلمين المصرية محمد بديع، قال فيها إن السلطة توشك على لفظ أنفاسها الأخيرة. واعتبر الناطق الرسمي باسم السلطة الوطنية، أمس، تصريحات بديع مجرد «فتوى لاستمرار الفتنة والانقلاب والإبقاء على الانقسام الذي أقدمت عليه حركة حماس».

وقال الناطق الرسمي في بيان «عندما يزعم من يسمى (بالمرشد) أن السلطة الفلسطينية توشك أن تلفظ أنفاسها، فهو يعبر عن رغبة دفينة لدى جماعته، كما يخططون لذلك أيضا، بضرورة هدم منظمة التحرير والسلطة الوطنية، القلعة التي تقف في وجه مخططات الاحتلال الرامية إلى فرض الحل الإسرائيلي المنقوص بإقامة الدولة ذات الحدود المؤقتة، التي أعلنت حركة حماس، وهي فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، موافقتها عليها».

وتابع «إن زعم محمد بديع أن السلطة الوطنية توشك أن تلفظ أنفاسها إنما هو محاولة يائسة لشد أزر انقلابهم في غزة والإبقاء عليه، وتوحيد أعضاء حركته هناك التي بدأت تواجه نقمة الشعب وكرهه للقائمين عليه، بعدما وضحت حقيقتهم بأنهم ليسوا أكثر من حراس أمناء على بقاء الاحتلال وأمنه».

وجاء في البيان «إننا ننظر إلى تصريحات من يسمى (بالمرشد العام) لحركة الإخوان المسلمين على أنها فتوى لاستمرار الفتنة والانقلاب والإبقاء على الانقسام الذي أقدمت عليه حركة حماس خدمة لمخططات الاحتلال، بإلغاء الشريك الفلسطيني وضياع القضية في أدراج التبعية والاستخدام والاستقطاب خدمة لأهداف بعيدة كل البعد عن الأهداف الوطنية لشعبنا».

وكان وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الضفة الغربية، محمود الهباش، قال في خطبة الجمعة، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، إن انهيار السلطة الفلسطينية لن يصب إلا في مصلحة الاحتلال ومن وصفهم «بالمنافقين الذين يروجون لمشروع دولة ذات حدود مؤقتة».

وهاجم الهباش خلال خطبة الجمعة تصريحات صدرت من قيادات فلسطينية حول إمكانية انهيار السلطة، متسائلا «لمصلحة من تنهار السلطة ومنظمة التحرير؟». وقال «إن انهيار السلطة يعني أن الشعب الفلسطيني سيصبح مجرد رقم في معادلة المصالح الإقليمية التي تقودها إيران اليوم».

ووجه الهباش انتقادات حادة لحركة حماس والقوى المعارضة لنهج التفاوض الذي تقوده السلطة الفلسطينية. ووصف وزير الأوقاف المشككين في الحل التفاوضي والمعارضين للقيادة الفلسطينية بأنهم «منافقون»، وقال إنهم «العدو الداخلي، وهم أشد خطرا على القضية الفلسطينية من عدوها الخارجي».

وأضاف «هؤلاء المنافقون يريدون للسلطة أن تنهار، ولمنظمة التحرير أن تفكك، كي يخلو لهم المجال ويفاوضوا على دولة ذات حدود مؤقتة، تطبيقا لمشروع نتنياهو نفسه».

وفي القاهرة، أعربت جماعة «الإخوان» عن استغرابها من بيان المتحدث الرسمي للسلطة الفلسطينية حول ما جاء في رسالة مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع، وقالت على لسان متحدثها الرسمي الدكتور محمد مرسي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن ما قصد من رسالة المرشد إنما هو التحذير من خداع الصهاينة، وإن هذه التصريحات يجب ألا تفهم كتجريح أو تخوين لأحد.

وأضاف مرسي «القضية الفلسطينية في بؤرة اهتمامنا، والمتابع لرأي (الإخوان المسلمين) في بيانهم الأسبوعي ورسالة المرشد الأسبوعية يجب أن يدرك هذه الحقيقة. نشفق على إخواننا في السلطة من أن يتصورا أننا ضدهم أو أننا نقصد إضعافهم».

وتابع مرسي «ما كان يجب أن يعاتبونا بهذه الحدة، ربما هي حدة في غير موضعها وتعكس نظرة شخصية أكثر منها مؤسسية، ولو عادوا لرسالة المرشد وبحثوها جيدا ربما تتضح الأمور.. وإن كان هناك تقصير من أي طرف فلا بد من توضيح الصورة، ونحن نوضحها الآن، ليس من مصلحتنا أن نتبادل الاتهامات وسهامنا يجب أن توجه للصهاينة».

وعلق الدكتور عصام العريان المتحدث الرسمي للجماعة على اتهامات السلطة بقوله «المرشد (مرشد الجماعة محمد بديع) أقر واقعا، وهو أن المفاوضات ولدت ميتة ولن تتقدم خطوة واحدة للأمام، وربما كان من الأفضل أن يهاجموا المسؤولين عن إفشال المفاوضات، أميركا وإسرائيل.. وأفضل من هذا أن يعود الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته إلى شعبه ليجري انتخابات ديمقراطية».