نيودلهي: مسدسات كهربائية وقنابل من الفلفل الحارق لمواجهة متظاهري كشمير

بدلا من استخدام الرصاص والغازات المسيلة للدموع

TT

في أعقاب تعرضها لكثير من الانتقادات بسبب استخدامها أسلحة فتاكة في التصدي للمظاهرات العنيفة في كشمير، أسفرت عن مصرع أكثر من 100 شخص خلال ثلاثة شهور، تعمل القوات الهندية على الاستعانة بأسلحة غير فتاكة مثل المسدسات الكهربية الصاعقة والقنابل المصنوعة من الفلفل الحارق في مواجهة المتظاهرين.

وتوافدت على مقر رئاسة قوات حرس الأمن الوطني الهندية، الشهر الماضي، شحنات من المسدسات الكهربية الصاعقة، التي تطلق تيارا كهربيا بقوة 9 فولت، يعمل على إلقاء المتظاهر على الأرض من دون حراك أو قدرة على الحديث أو إصدار أي رد فعل، من دون إصابته بضرر خطير. وقد تقدمت القوات بطلب شراء أكثر من 1.000 من هذه المسدسات.

وتستخدم هذه النوعية من المسدسات، التي تنتجها شركة «تيسر إنترناشيونال» الأميركية، غازا مضغوطا في إطلاق سلك نحاسي صغير لمسافة 30 قدما. وبعد اختراق جسد الشخص المستهدف ببضعة ملليمترات، تنطلق صدمة كهربية عالية الفولت عبر السلك. وتتسبب هذه الصدمة الكهربية في منع الشخص من السيطرة على جميع عضلات جسده، ورغم استمرار قدرته على الرؤية والسمع والتفكير، فإنه يظل عاجزا عن اتخاذ ردود أفعال بناء على الأوامر الصادرة عن المخ.

المعروف أن قوات الشرطة عمدت باستمرار إلى استخدام الرصاص والغازات المسيلة للدموع لقتل أو إصابة المتظاهرين السلميين في كشمير وأجزاء أخرى من الهند لدى شروعهم في ارتكاب أعمال عنف. واتهمت دوائر من الرأي العام ومنظمات معنية بحقوق الإنسان الشرطة باستخدام غير متناسب للقوة ضد متظاهرين مسالمين وشباب يقذف بالحجارة، الأمر الذي تسبب في سقوط عشرات القتلى من الأبرياء.

وأعلنت شركة «تيسر إنترناشيونال»، التي نالت تصريحا بالعمل لمدة 20 عاما من الحكومة الهندية، أن الوضع في كشمير ربما لم يكن ليتفاقم بهذه الصورة لو كانت الشرطة قد استخدمت مسدسات الصعق الكهربائي.

من ناحيته، قال سعيد بارامجيت سنغ، الذي يترأس أعمال «تيسر إنترناشيونال» داخل الهند «حاليا، لا تجدي أسلحة الشرطة الهندية سوى القتل». لكن «تيسر» ستسمح لهم بإخضاع المتظاهرين من دون إثارة تعقيدات سياسية وقانونية بسبب إطلاق ذخيرة حية على مدنيين غير مسلحين.. «وينبغي أن يتمتع كل مسؤول عن فرض القانون بخيار استخدام سلاح غير فتاك».

وقد أبدت قوات الشرطة من ولايات هندية مختلفة مثل جامو وكشمير وبنجاب وسيكيم ومادهيا براديش وهيماتشال براديش وأندهرا براديش، بجانب شرطة المنطقة الحدودية بين الهند وإقليم التبت، اهتمامها بالحصول على أسلحة الصعق الكهربي.

جدير بالذكر أنه في أعقاب هجمات مومباي، عززت الوكالات الأمنية الهندية استخدام مثل هذه النوعية من الأسلحة التي تمكنها من إصابة المهاجمين بالشلل وإلقاء القبض عليهم وهم أحياء.

وبالمثل، قررت القوات العسكرية الهندية استخدام «بهوت جولوكيا»، وهي قذائف شبيهة بالغاز المسيل للدموع، لمنع المشتبه فيهم ومرتكبي أعمال الشغب من الحركة.

يذكر أن موسوعة «غينيس» العالمية للأرقام القياسية أقرت «بهوت جولوكيا» عام 2007 باعتباره أكثر التوابل الحارة في العالم.

وأعلن علماء بمجال الدفاع في الهند أنهم استبدلوا المتفجرات في القنابل اليدوية الصغيرة بفلفل أحمر لإصابة الشخص المستهدف بالشلل ومنعه من الحركة من دون قتله.