اليمن: مقتل جندي برصاص مسلح في الضالع بالجنوب

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: قبائل في «مأرب» تعلن ولاءها للحوثيين

محامي عدد من المشتبهين بهجمات على السياح قبيل بدء الجلسة الثانية لمحاكمتهم في محكمة يمنية في العاصمة صنعاء أمس (أ. ف. ب)
TT

قتل جندي يمني، أمس، برصاص مسلح مجهول في مدينة الضالع في جنوب البلاد الذي يشهد اضطرابات أمنية متزامنة مع ارتفاع الأصوات المنادية بما تسميه قوى الحراك الجنوبي «فك الارتباط» بين شطري البلاد، ومثل، أمس، عدد من المتهمين بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة أمام قضاء أمن الدولة.

وقال شهود عيان في الضالع لـ«الشرق الأوسط» إن الجندي، الذي ينتمي للواء العسكري 35، قتل برصاص من مسلح مجهول أثناء قيامه بمطاردة أحد المطلوبين الذي كان يستقل دراجة نارية، وقالت المصادر إن الحادثة وقعت بالقرب من نادي الصمود الرياضي في قلب مدينة الضالع وعلى بعد عدة أمتار من مبنى إدارة أمن محافظة الضالع. وقالت مصادر أمنية إنه جرى اتخاذ الإجراءات الأمنية وإن الحادث «ليس جنائيا»، واتهمت هذه المصادر من وصفتهم بـ«الخارجين على القانون» بالتورط في الحادث.

وجاء مقتل الجندي بعد قرابة 24 ساعة على قيام مسلحين مجهولين بإطلاق قذيفة «بازوكا» من سوق السلاح في الضالع باتجاه الموقع العسكري المرابط في قصر «دار الحيد»، وقالت الداخلية اليمنية إن القذيفة «أخطأت هدفها لتقع في حارة الصيرة بمدينة الضالع دون أن تسفر عن أي إصابات»، وإن هذا «العمل التخريبي الذي قامت به عناصر خارجة على القانون يستهدف الأمن والاستقرار بمدينة الضالع»، وأشارت إلى أن «هذه الأعمال التخريبية توضح مدى إفلاس العناصر الخارجة على القانون بعد أن اكتشف أبناء الضالع زيف ادعاءاتهم وأداروا ظهورهم لدعواهم المشبوهة».

على صعيد آخر، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر قبلية مطلعة في محافظة مأرب، أن عددا من قبائل المحافظة أعلن ولاءه لعبد الملك الحوثي، قائد جماعة الحوثي، وقالت المصادر إن وفدا قبليا من مشائخ مراد وقيفح بمأرب، عقد، عصر أمس، اجتماعا مع عدد من القيادات الحوثية في منطقة الطلح بمديرية سحار.

وأكدت المصادر أن المشائخ الذين وصلوا إلى صعدة لإبداء الولاء للحوثي والتحالف معه، أكدوا معاناتهم من «اضطهاد وممارسات ظالمة من قبل الدولة تجاه أفراد القبائل»، وأشارت إلى أن الحوثيين قبلوا تحالف القبائل وأكدوا «دعمهم للقبائل والوقوف إلى جانبهم ضد ما سموه (ظلم الدولة لهم)»، كما أشارت إلى أن الاجتماع عقد «وسط إجراءات مشددة من قبل الحوثيين الذين أقاموا نقاط تفتيش، ونشروا عناصرهم على الطرقات»، أمس.

إلى ذلك حصلت «الشرق الأوسط»من مصادر خاصة في الضالع على إحصائية رسمية للحوادث الأمنية التي شهدتها المحافظة خلال عام 2009 وحتى سبتمبر (أيلول) 2010، حيث تفيد الإحصائية بمقتل 13 جنديا وإصابة 117 من الأمن والجيش ومقتل 23 عنصرا من أنصار الحراك الجنوبي وإصابة 114 آخرين، ونهب 3 أطقم عسكرية وسيارة حكومية، وإتلاف 2 أطقم عسكرية أخرى و21 حالة إضرار أخرى في الآليات العسكرية و14 حالة إضرار في سيارات خاصة وحكومية لموظفين جراء التفجيرات.

وذكرت الإحصائية الخاصة أن أجهزة الأمن خلال الفترة المشار إليها، ضبطت: 11 سيارة، 78 دراجة نارية، 7 قطع سلاح، 3 قنابل، 6 أجهزة حاسوب، وتقول السلطات إنها كانت تستخدم لإعداد المنشورات المعادية للحكومة، وأخيرا 3 كاميرات فيديو. وخلال الفترة نفسها اعتقلت أجهزة الأمن في الضالع 438 شخصا، أحيل منهم إلى النيابة العامة 145 وأفرج بضمان تجاري عن 292 شخصا.

وفي الوقت الذي من المقرر أن ينفذ فيه، اليوم، إضراب عام أو عصيان مدني في عدة محافظات جنوبية تلبية لدعوة من الحراك الجنوبي، فقد أكد شهود عيان أن معظم المحال التجارية، في الضالع، بدأت في إغلاق أبوابها منذ مساء أمس، في حين سارعت السلطات الأمنية إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية بنشر المزيد من الأطقم العسكرية والدوريات من مختلف التكوينات الأمنية في المدينة، تحسبا للعصيان الذي عادة ما ينفذ يوما واحدا في الشهر بعد أن كان بصورة أسبوعية، كما أنه، في العادة، يشهد مواجهات بين مسلحين وقوات الأمن.