جريدة «الدستور» المصرية تصدر عددها الأسبوعي دون رئيس للتحرير

البدوي اجتمع بالعاملين ووافق على جميع مطالب الصحافيين الخاصة بالأجور

TT

تصاعدت أزمة صحيفة «الدستور» المصرية المستقلة، عقب الإطاحة أول من أمس برئيس تحريرها الصحافي إبراهيم عيسي من قبل مجلس إدارة الصحيفة، وصدر العدد الأسبوعي للصحيفة أمس من دون اسم رئيس التحرير، بينما تصدر ترويستها بالصفحة الأولى أسماء رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحريرها التنفيذي، وظهرت أسماء باقي طاقم العمل على صفحاتها الداخلية كالمعتاد، رغم تهديدات بعضهم بتصعيد الموقف.

ودخل على خط الأزمة أطراف خارجية حول من الذي تسبب فيها، حيث نسب الدكتور محمد البرادعي إلى نفسه ذلك، بينما نازعه الدكتور أيمن نور الذي عقد مؤتمرا صحافيا في ساعة متأخرة من مساء أمس أعلن فيه أن كتاباته بالجريدة هي السبب. ونشرت الجريدة أمس مقال الدكتور محمد البرادعي الذي كان تردد أول من أمس أن الجريدة ترفض نشره وأنه سبب الأزمة.

كما تصاعدت حدة الخلافات أيضا بين فريق العمل السابق بالجريدة وإدارتها، عقب تصريحات لإبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي، اعترض فيها على إقالة عيسى وأكد أنه غير مسؤول عن طبعة الأمس، بينما ظهر اسمه يتصدر لائحة مجلس تحرير الصحيفة كالمعتاد، وهو ما جعل منصور يهدد بمقاضاة المسؤول عن ذلك، بعد أن أكد أنه أخطر المجلس الأعلى للصحافة ومطابع الأهرام بعدم مسؤوليته عن العدد.

ومن جهة أخرى، شهد برنامج 90 دقيقة على قناة «المحور» ليلة أول من أمس سجالا بين طرفي الأزمة، حين استضاف البرنامج الدكتور السيد البدوي رئيس مجلس إدارة الجريدة، الذي أكد أن سبب الأزمة هو رفض عيسى خصم الضرائب المستحقة على الدخل من راتبه الشهري، الذي تضاعف عقب شراء البدوي وشركاء آخرين الجريدة ليصل إلى 75 ألف جنيه شهريا، بينما أكد عيسى في اتصال هاتفي بالبرنامج أن تدخلات الإدارة في عمله هي سبب الإقالة من منصبه، متهما رضا إدوارد الرئيس التنفيذي لمجلس الإدارة بأنه «يجر الصحيفة إلى حافة الهاوية».

بينما ناشدت المقالة الافتتاحية للجريدة في عددها الصادر أمس، عقب الأزمة، القراء الوقوف في صف التغيير الذي طرأ على الصحيفة. وقالت المقالة الموقعة باسم «الدستور»: عزيزي القارئ، الدستور ملك لك وحدك ولا يمكن أن يؤثر أي تغيير فيه على سياساته أبدا، وسيظل منبرا للحرية والباحثين عن العدل.. وسنضرب معكم أوكار الفساد بيد من حديد»، و«التغيير في صالحك ولا يمكن أن يكون لأسباب غير مهنية أو حدث لإملاءات من هنا أو هناك، ولا يمكن أن يكون في إطار عملية تصفية لشخص أو غسيل مواقف».

ومن جهته، عقد السيد البدوي رئيس مجلس الإدارة اجتماعا مطولا مساء أمس مع العاملين بالصحيفة، حضره مندوبون من مجلس إدارة نقابة الصحافيين المصريين، لاحتواء غضبهم وتهديدهم بالإضراب عن العمل والاعتصام بمقر الصحيفة. وأكد الحاضرون أن البدوي وافق مبدئيا على جميع مطالب الصحافيين والمتعلقة بلائحة الأجور وضمان حقوق جميع العاملين بالجريدة، سواء كانوا معينين أو غير معينين، مع تعيين كل الصحافيين الذين لم يعينوا حتى الآن، وأكدوا أن البدوي وافق على جميع مطالبهم فيما عدا عودة إبراهيم عيسى، مؤكدا أنه لا توجد بينهما خلافات شخصية.

كما أشار البدوي في تصريحات صحافية إلى رغبته في أن يظل عيسى كاتبا بـ«الدستور»، مضيفا أنه على استعداد للذهاب إلى منزل إبراهيم عيسى لترضيته.