الرئيس الروسي يبحث في الجزائر صفقات تتعلق بالطاقة والاتصالات والأسلحة

ضمنها شراء «جيزي» وحدة «أوراسكوم تليكوم» من قبل «فيمبلكوم» الروسية

TT

قام الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس بزيارة للجزائر استغرقت يوما واحدا، تلبية لدعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وكان في استقبال ميدفيديف والوفد المرافق له عند نزوله من الطائرة، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس الوزراء أحمد أويحيى وعدد من الوزراء. وتناولت المحادثات بين ميدفيديف وبوتفليقة مواضيع تتعلق بالطاقة والاتصالات وبيع أسلحة. وبمناسبة زيارة ميدفيديف الأولى للجزائر، منذ الزيارة التي قام بها الرئيس السابق فلاديمير بوتين، ازدانت شوارع العاصمة الجزائرية أمس بالأعلام الروسية والجزائرية وصور الرئيس الروسي.

وتأتي الزيارة في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين اللذين يربطهما تصريح الشراكة الاستراتيجية، الموقع بموسكو في أبريل (نيسان) 2001. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن المحادثات السياسية الجزائرية - الروسية توسعت لتشمل أعضاء وفدي البلدين.

وشارك في هذه المحادثات عن الجانب الجزائري الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، الجنرال عبد المالك قنايزية، ووزير الخارجية، مراد مدلسي، ووزير المالية، كريم جودي، ووزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي، ووزير النقل، عمار تو، ووزير التجارة، مصطفى بن بادة، ووزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، محمد بن مرادي.

بينما شارك في المباحثات عن الجانب الروسي، وزير الشؤون الخارجية سيرغي لافروف، ومساعد رئيس الفيدرالية الروسية، سيرغي بريخودكو، ووزير النقل إيغور لفيتين، ووزير الطاقة سيرغي شماتكو، إضافة إلى رجال أعمال شاركوا في المنتدى الاقتصادي الجزائري - الروسي، وفي معرض للمنتجات الروسية على هامش هذه الزيارة. وبحث رئيسا البلدين أيضا سبل تعزيز التعاون الثنائي، كما تبادلا وجهات النظر حول قضايا الساعة، الإقليمية والدولية. وقالت وكالة «رويترز» إن الرئيس الروسي، واجه معركة صعبة أمس عندما حاول إقناع الجزائر بالموافقة على بيع «جيزي»، أكبر شركة مشغلة للهاتف الجوال في البلاد، وأصول شركة «بي بي» في الجزائر لشركات روسية. وأضافت الوكالة أن قدرة ميدفيديف على اقتناص صفقات كبيرة لشركات روسية، الأمر الذي كان سمة أساسية للرئيس السابق بوتين، كان منتظرا أن تتعرض أمس للاختبار، إذ تعتمد تلك الصفقات المعقدة على توجه الرئيس الجزائري.

وتسعى «فيمبلكوم» الروسية لأن تصبح خامس أكبر شركة مشغلة للهواتف الجوالة في العالم، من خلال شراء حصة مسيطرة من أصول الاتصالات الرئيسية التابعة للملياردير المصري، نجيب ساويرس، مقابل 6.6 مليار دولار.

و«جيزي»، الوحدة المحلية لـ«أوراسكوم تليكوم» في الجزائر، هي جوهرة التاج للصفقة المزمعة، إذ إنها أكبر مصدر لإيرادات الشركة.

وعبرت الحكومة الجزائرية في وقت سابق عن رغبتها في شراء «جيزي» بعد نزاع ضريبي مع «أوراسكوم تليكوم».

وقالت إيلينا ميلز، كبيرة المحللين لدى «ألفا بنك» في موسكو: «وجود ميدفيديف ليس مصادفة تماما. الآن وقد أعلنت الصفقة، فإنه يستطيع إثارة موضوع (جيزي). سيشكل وجود أصول من النفط والغاز لروسيا والجزائر عاملا مساعدا.. يمكن إيجاد أرضية مشتركة».

ويمنح القانون الجزائري، الحكومة الحق في تعطيل أي صفقة بيع للوحدة الجزائرية. ورفضت الجزائر بالفعل محاولات من الرئيس المصري حسني مبارك، ورئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، للسماح ببيع «جيزي».

وردا على سؤال حول ما إذا كانت زيارة ميدفيديف للجزائر قد تحسن الأمور فيما يتعلق بوضع «جيزي»، قال ساويرس «نعم.. بالتأكيد». وأضاف خلال مقابلة عبر الهاتف مع «رويترز»: «أنا متأكد من أنه (ميدفيديف) سيثير الموضوع، وسيحاول المساعدة في تحسين الظروف التي تعمل فيها (جيزي)». وأوضح أن فرص نجاح صفقة «فيمبلكوم» 90 في المائة.

وقال الرئيس التنفيذي لـ«فيمبلكوم»، ألكسندر أيزوسيموف، الذي كان ضمن الوفد المرافق لميدفيديف في زيارته إلى الجزائر، إن توقيت الإعلان عن صفقة الاستحواذ مرتبط بالمفاوضات المتوقعة في الجزائر.

وذكر أيزوسيموف أنه سيناقش مصير «جيزي»، الوحدة الجزائرية لشركة «أوراسكوم تليكوم»، مع وزارة المالية الجزائرية اليوم (أمس)، وأنه يعول على دعم السلطات الروسية.