باريس تفتتح قنصلية في محافظة ذي قار.. وتعين قنصلا من أصل عراقي

الكنزاوي لـ «الشرق الأوسط»: ستكون محطة انطلاق للشركات الفرنسية

جانب من افتتاح القنصلية الفرنسية في ذي قار أمس («الشرق الأوسط»)
TT

بحضور عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية في محافظة ذي قار، مركزها الناصرية، افتتحت جمهورية فرنسا أولى قنصلياتها جنوب العراق وذلك بعد اختيار الناصرية (375 كلم جنوب بغداد) مقرا لها، فيما بين القنصل الفرنسي في ذي قار أن اختيار هذه المحافظة جاء لإرثها الحضاري الكبير.

وذكر بيان للسفارة الفرنسية في العراق أن «افتتاح هذه القنصلية الجديدة التي تضم مكتبا ثقافيا واقتصاديا سيفضي إلى اتساع مجالات تعاوننا في الكثير من الميادين مع العراق».

وأشار البيان أنه بعد افتتاح القنصلية العامة الفرنسية في أربيل من قبل وزير الشؤون الخارجية والأوروبية في يونيو (حزيران) 2008، فإن الوجود الفرنسي في العراق يجب أن يمتد ليصل إلى جنوب البلاد.

وذكر البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن السفير الفرنسي في العراق بوريس بولوان «يرى أن افتتاح القنصلية ترجمة الكلام إلى أفعال، وأنها تعكس رغبة فرنسا في إقامة علاقات ثنائية متميزة مع العراق».

وشهد حفل الافتتاح إقامة معرض للصور أقامه الفنان العراقي عادل قاسم الذي أهدى جميع صور المعرض إلى العاصمة الفرنسية باريس.

وفي غضون ذلك، حضر السفير الفرنسي مراسم توقيع عقد بين الشركة الفرنسية (ماتيير) ومحافظ ذي قار، طالب الحسين، لإنشاء جسر بطول 200 متر، أطلق عليه «جسر الحضارات».

وذكر البيان أن الجسر يرمز للانفتاح والسلام في البلد، وأيضا للشراكة الرصينة التي تربط فرنسا والعراق، مؤكدا استخدام أحدث التقنيات في العالم من أجل تنفيذ هذا العمل الضخم.

من جانبه، قال الدكتور عادل الكنزاوي، القنصل الفخري لفرنسا في ذي قار، إن «اختيار ذي قار من بين محافظات جنوب العراق جاء على خلفية ما تزخر به المحافظة من إرث ثقافي وحضاري كبير، الأمر الذي دفع الحكومة الفرنسية إلى اختيارها كموقع لقنصليتها في جنوب العراق».

وقال الكنزاوي، وهو معماري من أصل عراقي، لـ«الشرق الأوسط» إن «ذي قار ستكون محطة انطلاق حقيقية للشركات الفرنسية في مشاركتها في عمليات إعادة إعمار العراق».

وأثنى الكنزاوي على دور نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي الذي «يبدي تعاونا كبيرا في سبيل تسهيل عمل كل البعثات الدبلوماسية في العراق ومنها تعاونه في تسهيل عمل القنصلية الفرنسية في الجنوب».

يذكر أن الفرنسيين يولون محافظة ذي قار اهتماما كبيرا، إذ زار وزير خارجيتها برنار كوشنير المدينة عام 2008 كما تم إرسال الكثير من الفرق السياحية إلى المناطق الأثرية فيها.

وكانت وكالة «أصوات العراق» قد نقلت عن مصدر في السفارة الفرنسية أن السفير الفرنسي في العراق بوريس بولوان وصل مساء أول من أمس إلى ناحية النصر (100 كلم شمال الناصرية) تمهيدا لافتتاح قنصلية فرنسية، مشيرا إلى أن بولوان ضيف في منزل عائد لنائب الرئيس العراقي في الناحية. وأوضح أن القنصلية الفرنسية «تشغل بناية تقع في شارع بغداد وسط الناصرية»، مبينا أن فرنسا «اختارت شخصا من أصل عراقي هو الدكتور عادل الكلزاوي المتخصص في الهندسة المعمارية من إحدى جامعاتها ليكون قنصلا لها».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس عن الكنزاوي (35 عاما) أن «القنصلية ستتولى مهام عدة بينها تأشيرات دخول رجال الأعمال العراقيين وتنظيم العلاقات التجارية بين البلدين».

وتسعى فرنسا إلى تطوير علاقاتها مع العراق، وأعلنت شركة «إيغل أزور» في سبتمبر (أيلول) الماضي أنها ستوجه بعثة فرنسية إلى بغداد لتقييم الإجراءات الأمنية في مطارها تمهيدا لفتح خط جوي بين البلدين، حسب ما أعلن فرانسوا هيرسن رئيس إدارة شركة «إيغل أزور» آنذاك.

وتعتزم الشركة تسيير رحلات إلى بغداد اعتبارا من 31 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وعلقت الرحلات الجوية المباشرة بين العاصمتين الفرنسية والعراقية منذ 1990 مع بدء حرب الخليج الأولى بعد غزو العراق للكويت.