عرض «فتنة» خلال محاكمة النائب الهولندي المسيء للإسلام يهدد بتأجيلها مجددا

محكمة هولندية ترفض طلبا لاعتقال الرئيس الإندونيسي

TT

استؤنفت في أمستردام أمس محاكمة زعيم اليمين المتطرف في هولندا، خيرت فيلدرز، بعرض فيلمه المسيء للقرآن الكريم. وهدد عرض فيلم «فتنة» الذي أنتجه فيلدرز عام 2008 بتعطيل المحاكمة للمرة الثانية خلال أسبوع حين اعترض محامي الدفاع برام موسكوفيتز على تعليقات رئيس المحكمة القاضي يان مورس. فحين أبدت واحدة ممن رفعوا الدعوى عدم رغبتها في مشاهدة الفيلم رد مورس «يمكنني تفهم ذلك» مما أثار رد فعل حادا من موسكوفيتز الذي قال إن مثل هذا التعليق غير مسموح به. وأكد مورس أنه لم يكن يعبر عن رأيه تجاه الفيلم وسمح موسكوفيتز بعد ذلك باستمرار المحاكمة على مضض.

وكانت محاكمة فيلدرز بتهمة التحريض على الكراهية والتمييز ضد المسلمين في تصريحات إعلامية، وإهانته المسلمين بتشبيه العقيدة الإسلامية بالنازية، قد بدأت الاثنين الماضي، وفي حالة إدانته فإن أقصى عقوبة هي السجن لمدة عام واحد، أو الغرامة، في وقت يجري فيه تشكيل حكومة هولندية جديدة تعتمد على دعمه.

وإذا أدين فإن فيلدرز لن يفقد مقعده في البرلمان. ومن الناحية النظرية يمكن للمحكمة أن تصدر حكما يمنعه من السعي لإعادة انتخابه، لكن الخبراء القانونيين يعتبرون هذا الحكم الصارم غير مرجح بصورة كبيرة.

وتوقفت إجراءات محاكمة فيلدرز يوم الاثنين بعدما استخدم حقه في التزام الصمت واتهم القضاة بانحياز «فاضح» وطالب بتغييرهم. ورفضت المحكمة شكواه في اليوم التالي. وكان فيلدرز قال يوم بدء محاكمته «حرية تعبير 1.5 مليون شخص على الأقل تمثل أمام المحكمة معي» في إشارة إلى عدد من صوتوا لحزبه في الانتخابات. وتستمر محاكمة فيلدرز عدة أيام ومن المتوقع صدور الحكم في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وحول شأن هولندي آخر، رفضت محكمة هولندية أمس طلبا قدمه نشطاء يؤيدون استقلال جزر الملوك لاعتقال الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو أثناء زيارة رسمية كان سيقوم بها إلى هولندا بزعم ارتكابه انتهاكات لحقوق الإنسان.

وقالت متحدثة باسم المحكمة في لاهاي «رفضت الطلبات». وقدم نشطاء يناصرون حركة تنادي باستقلال جزر الملوك 7 طلبات لاعتقال يودويونو. وأجل الرئيس الإندونيسي أول من أمس زيارته لهولندا على الرغم من تأكيدات السلطات الهولندية أنه يتمتع بالحصانة لكونه رئيس دولة. وتوقع خبراء قانونيون في هولندا أن ترفض المحكمة طلب الاعتقال لأنه سيعد انتهاكا للقانون الدولي. وزيارة يودويونو لهولندا كانت ستكون أول زيارة يقوم بها رئيس إندونيسي منذ عقود منذ أن حصلت إندونيسيا على استقلالها عن هولندا عام 1945. وهاجر جنود جزر الملوك في الجيش الهولندي وأسرهم إلى هولندا بعد استقلال إندونيسيا واتسمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ ذلك الحين بالهشاشة. وتطالب مجموعات من السكان الأصليين في جزر الملوك، وهي واحدة من سلاسل الجزر التي تتكون منها إندونيسيا، منذ فترة طويلة بإقامة جمهورية مستقلة تحمل اسم جمهورية جزر الملوك الجنوبية. ووجهت في الآونة الأخيرة اتهامات لشرطة إندونيسيا بتعذيب الكثير من النشطاء الذين لهم صلات بالحركة والذين اعتقلوا بعدما عثرت بحوزتهم على أعلام وكتب محظورة.