ميركل تنأى بنفسها عن موقف الرئيس الألماني حيال المسلمين

قالت إن ألمانيا «مطبوعة بقيمها المسيحية واليهودية»

TT

نأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بنفسها أمس عن موقف رئيس الجمهورية كريستيان فولف، الذي أكد أنه أيضا رئيس للمسلمين، وذلك في خضم الجدل حول اندماج الأجانب.

وقالت المستشارة الألمانية إن «ألمانيا مطبوعة بقيمها المسيحية واليهودية»، وذلك على هامش مؤتمر صحافي عقدته في برلين مع رئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر. وأضافت: «هذا ما يطبع تاريخنا. وخلال هذا الوقت لدينا بالطبع مسلمون في ألمانيا». وتابعت: «في بلادنا يعلو القانون الأساسي (الدستور) وليس الشريعة»، مع إبداء تأييدها لإعداد أئمة في ألمانيا كما بدأ يحصل حاليا.

وكانت ميركل تطرقت لموضوع الإسلام في ألمانيا خلال لقاء عقد في برلين، قبل أيام قليلة بمناسبة تقديم كتاب جديد لرولاند كوخ رئيس حكومة ولاية هيسن السابق، وهو أحد الصقور اليمينية داخل حزبها. وقالت ميركل حينها: «لا يوجد تسامح تجاه القيم الأساسية لدستورنا». وأوضحت ميركل أن صورة الإسلام في ألمانيا تهيمن عليها الأفكار المتعلقة بالشريعة وغياب المساواة بين الرجل والمرأة والقتل بدافع الشرف. وشددت ميركل على ضرورة التقدم في عملية اندماج المسلمين وأوضحت أن مؤتمر الإسلام في ألمانيا الذي ترعاه وزارة الداخلية لا يخرج بنتائج كافية. وأضافت: «يتعين مواصلة العمل» مشيرة إلى تدريس الدين الإسلامي وإتقان الأئمة للغة الألمانية.

وفي خطاب ألقاه يوم الأحد الماضي بمناسبة الاحتفالات بالذكرى العشرين لإعادة توحيد ألمانيا، قال الرئيس الألماني إن الإسلام يشكل «حاليا» جزءا من ألمانيا، في تصريحات أثارت حفيظة بعض المحازبين المنتمين إلى «الاتحاد المسيحي الديمقراطي» الذي ينتمي إليه وولف وميركل.

من جهتها، نقلت قناة «دوتشه فيله» الألمانية عن حامد عبد الصمد، وهو باحث عربي مقيم في ألمانيا، قوله إن خطاب الرئيس فولف وتأكيده على أنه «رئيس المسلمين أيضا»، يتضمن إجابة على رسالة وجهتها له بعض الشخصيات الإسلامية منذ فترة وناشدته من خلالها بضرورة أن يُعترف بالإسلام «كجزء من ألمانيا» و«بأنك (الرئيس الألماني) أنت رئيسنا، وأنت من يحمي المسلمين في ألمانيا». وقال عبد الصمد إنه استشير من قبل بعض الشخصيات الإسلامية حول توجيه مثل هذه الرسالة للرئيس الألماني، وأبدى اعتراضه على الفكرة من منطلق أن المسلمين هم جزء من المجتمع الألماني وأن عليهم كمواطنين أن يتوجهوا للمؤسسات القضائية والقانونية عندما تتعرض حقوقهم للهضم، لأن القانون الألماني هو الذي يحميهم وليس الرئيس نفسه، معتبرا هذا النمط من التفكير ينطلق من جذور قبلية في المجتمع العربي وليس متلائما مع واقع المسلمين باعتبارهم مواطنين في ألمانيا.

وشهدت ألمانيا خلال الأسابيع الأخيرة جدلا حادا تناول اندماج نحو 4 ملايين مسلم مقيمين على الأراضي الألمانية بعد توزيع منشور يدعو إلى تهميش الأجانب، خاصة المسلمين منهم.