المجر: مساع حثيثة لإنقاذ بلدات غارقة في الأوحال السامة

قتلى ومفقودون وكارثة بيئية في الأفق بسبب حادث صناعي

سكان يأخذون مقتنيات من منازلهم التي اجتاحتها الأوحال السامة في بلدة كولونتار المجرية أمس (أ.ب)
TT

كثفت السلطات المجرية أمس مساعيها لاحتواء سيول من الأوحال السامة الناجمة عن حادث صناعي في غرب البلاد تسبب في مقتل 4 أشخاص ويهدد البيئة في محيط نهر الدانوب. وجاء هذا بعد أن أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في 3 أقاليم بغرب البلاد بعد حادث وقع في مصنع بوكسيت وألمنيوم بمدينة إيكا (160 كلم غرب بودابست)، وتمثل في انكسار خزان، مما أدى إلى تسرب نحو 1.1 مليون متر مكعب من الأوحال الحمراء السامة المختلطة بالماء غمرت 7 قرى مجاورة. ويشار إلى أن الأوحال الحمراء هي عبارة عن نفايات تنتج أثناء تنقية مادة البوكسيت ولها آثار مضرة.

وقال رئيس الوحدة الوطنية لمكافحة الكوارث للقناة الثانية في التلفزيون المجري: «لدينا 3 مهمات أساسية، أولاها إغلاق مكان تسرب السيول في السد، والثانية تنظيف جدران المنازل والشوارع من الأوحال الحمراء والثالثة، وهي الأهم، حماية المياه». وبدورها، صرحت الناطقة باسم أجهزة مكافحة الكوارث تيميا بتروكزي بأن «أعمال التنظيف متواصلة بمشاركة 500 شخص اليوم، إننا ننظف الشوارع والمنازل بأنابيب المياه ذات الضغط العالي وتحت إشراف جهاز الصحة الوطنية». وأضافت أن رجال الإنقاذ ما زالوا يبحثون عن 3 أشخاص، موضحة أن «آخر حصيلة تشير إلى مصرع 4 أشخاص و3 في عداد المفقودين و123 جريحا، 61 منهم نقلوا إلى المستشفى، لا سيما المصابين بحروق ناجمة عن الأوحال السامة». وروت يانوسني ستومبي، 76 سنة، التي نقلت إلى المستشفى صباح أمس لمعالجتها من حروق في ساقيها وظهرها: «نجوت بفضل إحدى ركائز زريبة الخنازير التي تمسكت بها عندما اجتاحتها الأوحال»، حسبما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية. وتقيم المرأة في منزل قريب من منزل آخر انهار على صاحبته المسنة. وبين الضحايا الآخرين امرأة مسنة أخرى ورجل في الخامسة والثلاثين وفتاة في الرابعة عشرة، حسب السلطات المحلية. وفي بلدة كولونتار، أعلن رئيس البلدية الحداد. وأعلن أن المصنع سيتكفل بنفقات دفن الضحايا. وعلاوة على المأساة البشرية تحول الحادث إلى كارثة بيئية تهدد النبات والحيوان في محيط الدانوب. ونقلت وكالة «إم تي إي» المجرية عن خبير أن التلوث قد ينتقل إلى إقليم جيور - موسون - سوبرون، لكنه توقع أن ينخفض بفضل الأمطار وعملية تنظيف المياه التي بدأت أول من أمس «مستوى التسمم في (نهر) مركال وقد يتعرض نهر راب إلى أضرار أقل مما كان متوقعا». ونهر راب يصب في الدانوب.

من جانبه أعلن ناطق باسم منظمة حماية البيئة غرين بيس مارتون فاي أن المنظمة أخذت عينات من المياه الـ3 وتبين منها «وجود رصاص وكروم وأرسنيك». وأضاف أن غرينبيس تنتظر نتائج إضافية عصرا لتحديد برنامج عملها. وأعلنت بتروكزي أن قنوات المياه ليست مهددة بالتلوث وأنه تم «منع استخدام الآبار» من باب الاحتياط.

من جانبه أعاد الجيش المجري بناء جسر كولونتار الذي دمرته سيول الأحوال. وافتتح الجسر المؤقت صباح أمس بهدف السماح للسكان بالعودة إلى منازلهم المدمرة ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه. ودعي السكان إلى اجتماع يعقد في البلدة لمناقشة التعويضات والضمانات الأمنية حيث إن الكثير من الأشخاص باتوا يخشون فيضانات أخرى.