هجمات جديدة على إمدادات الناتو في باكستان

قتيل وإحراق 20 شاحنة في رابع هجوم خلال 6 أيام وطالبان تعلن مسؤوليتها

TT

قالت الشرطة إن مسلحين في باكستان شنوا هجوما أشعلوا فيه النار في 20 شاحنة تنقل إمدادات إلى قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان أمس.

وكانت هذه أحدث حلقة في سلسلة هجمات على خطوط الإمداد للحرب في أفغانستان.

وكانت السلطات الباكستانية التي غضبت من الغارات المتكررة لمروحيات حلف الأطلسي قد أغلقت الأسبوع الماضي طريقا للإمدادات المتجهة إلى القوات في أفغانستان. وقد وقع الهجوم الرابع خلال ستة أيام على شاحنات الصهريج لنقل الوقود أمس على طريق آخر للإمدادات.

وكانت غارات حلف الأطلسي المتكررة وإغلاق الحدود زاد من التوترات بين الولايات المتحدة وباكستان. وكان 14 مسلحا في شاحنتين صغيرتين فتحوا النار على الشاحنات فدمروا خمسا منها وقتلوا سائقا في أعقاب الهجمات على شاحنات أخرى أعلن مقاتلو طالبان مسؤوليتهم عنها يوم الأحد. وقتل شخص واحد.

وتأتي معظم الإمدادات للقوات الأجنبية في أفغانستان عبر باكستان التي تقاتل تمردا مميتا لحركة طالبان.

ويقول محللون إن طرق الإمدادات إلى أفغانستان تمنح باكستان وسيلة للتأثير على المجهود الحربي للولايات المتحدة في أفغانستان، مع أن باكستان غالبا ما تتذرع بمخاوف أمنية في إغلاق الحدود. وكانت ضغوط الولايات المتحدة على باكستان لشن حملة أشد على المتشددين في المناطق القبلية في شمال غربي البلاد أحد أسباب التوتر بين البلدين. وقال حميد شكيل الضابط في شرطة كويتا (جنوب غرب) عاصمة ولاية بلوشستان: «إن مجهولين هاجموا المحطة حيث كان فيها ما بين 35 و40 شاحنة صهريج مركونة وفتحوا النار». ووقع الهجوم في ضاحية كويتا.

وأفاد الضابط عن مقتل موظف في إحدى شركات النقل الباكستانية الخاصة التي تملك الشاحنات، فيما «اندلعت النيران في عشر شاحنات على الأقل». وأعلنت حركة طالبان باكستان على الفور مسؤوليتها عن الهجوم مثلما سبق وتبنت هجمات سابقة أدت إلى تدمير نحو ستين شاحنة تموين للقوات الأطلسية في أفغانستان خلال ستة أيام.

ويمر أكثر من نصف كميات المعدات والوقود الموجهة إلى القوات الدولية بقيادة الحلف الأطلسي (150 ألف جندي ثلثاهم تقريبا أميركيون) التي تقاتل عناصر طالبان في أفغانستان عبر باكستان، سواء من ممر خيبر (شمال غرب) بالنسبة للقسم الأكبر منها أو من بلوشستان. ولا تزال باكستان توقف منذ ستة أيام هذه القوافل على حدود خيبر حيث باتت مئات الشاحنات تنتظر إذن المرور، وذلك احتجاجا على ضربات شنتها مروحيات تابعة لقوات الأطلسي على أرضها وأسفر آخرها الخميس عن مقتل ثلاثة جنود باكستانيين.

وقال الناطق باسم طالبان باكستان عزام طارق في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية من مكان مجهول: «نتبنى الهجوم على الشاحنات الصهاريج التابعة للحلف الأطلسي في كويتا وإحراقها». وأضاف متوعدا: «سنكثف هجماتنا مع تزايد هجمات الطائرات من دون طيار». وللمرة الأولى أمس ربط مسؤول باكستاني تكثيف الضربات الجوية بخطط استهداف أوروبا التي نسبت مؤخرا إلى تنظيم القاعدة. وقال السفير الباكستاني في الولايات المتحدة حسين حقاني لـ«بي بي سي»: «أعتقد أن النشاط الذي نشهده في وزيرستان الشمالية (شمال غربي باكستان) على صعيد الضربات، على ارتباط بالتهديدات الإرهابية التي سمعنا بها بشأن وقوع هجمات محتملة في أوروبا». وأضاف: «بحسب المعلومات التي تلقتها باكستان من شركائنا الأميركيين، فقد تم اعتقال بعض الأشخاص في الماضي وكشفت الاستجوابات، فضلا عن معلومات أخرى، عن وجود مخطط لمهاجمة عدة أهداف في أوروبا»، مؤكدا بذلك معلومات صحافية وردت مؤخرا. ووقعت منذ مطلع سبتمبر (أيلول) 24 ضربة جوية بواسطة طائرات من دون طيار أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 140 شخصا معظمهم متمردون إسلاميون وبينهم عدد من قادة «القاعدة»، ومنهم أيضا مدنيون، بحسب مسؤولين باكستانيين.

وأدت إحدى هذه الضربات مساء الاثنين إلى مقتل خمسة إسلاميين ألمان من أصل تركي، بحسب مصادر باكستانية.