إرجاء محاكمة أول معتقل سابق في غوانتانامو إلى 12 أكتوبر

استبعاد شاهد رئيسي في قضية تفجير السفارتين

TT

أرجأ القضاء الأميركي للمرة الثانية محاكمة أول معتقل سابق في غوانتانامو التنزاني أحمد خلفان غيلاني، حتى 12 أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك لمنح النيابة العامة وقتا لاستئناف قرار باستبعاد شاهد أساسي في القضية. واعتبر القاضي لويس كابلان أن الشاهد حسين ابيبي لا يمكنه الإدلاء بشهادته لأنها ستكون «نتيجة تصريحات أدلى بها غيلاني لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بالإكراه». ويواجه التنزاني أحمد خلفان غيلاني (36 عاما) المتهم بالمشاركة في الاعتداءات على السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام مما أوقع 224 قتيلا عام 1998، أكثر من مائتي تهمة وقد يحكم عليه بالسجن مدى الحياة. ويعد غيلاني الذي أوقف بباكستان في 2004 ونقل إلى غوانتانامو عام 2006، المعتقل الوحيد في القاعدة البحرية الأميركية في كوبا، إلى اليوم، الذي أحيل إلى محكمة فيدرالية ونقل إلى الأراضي الأميركية. وقد أحيل خمسة آخرون لا يزالون معتقلين في غوانتانامو للمثول أمام محاكم عسكرية استثنائية. ويقول محامي غيلاني إن موكله تعرض للتعذيب. وتعهدت الإدارة الأميركية بإغلاق المعتقل الكوبي بحلول يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال جوناثان ترلي البروفسور في جامعة جورج تاون في واشنطن إن «غيلاني هو واحد من معتقلي غوانتانامو المحظوظين لأنه سيحظى بمحاكمة حقيقية أمام قاض حقيقي». وفي حين يبقى الغموض والجدل سائدين بشأن المكان الذي سيحال إليه المعتقلون الخمسة الآخرون في غوانتانامو المشتبه بأنهم نظموا اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، أشار ترلي إلى أن «إدارة أوباما تريد على ما يبدو استخدام محاكمة غيلاني كامتحان تجربة» إذا نجحت، يمكن تطبيقها على آخرين. ويتهم غيلاني بشراء الشاحنة والمتفجرات التي استخدمت في الاعتداء على السفارة الأميركية في دار السلام، ثم بالالتحاق بابن لادن في أفغانستان. وخضع غيلاني، على غرار المتهمين باعتداءات 11 سبتمبر، لما تعتبره الإدارة الأميركية «استجوابات مشددة» في سجون سرية للوكالة المركزية للاستخبارات (سي آي إيه) قبل نقله إلى غوانتانامو. ويؤكد محامو المتهم أنه تعرض للتعذيب أثناء الاستجواب. ويقول منتقدو محاكمة متهمين بالإرهاب أمام محاكم مدنية إن أسرار الإدارة قد تتسرب وإن الأدلة التي جمعت تحت التعذيب قد لا يؤخذ بها. ويلفت ترلي إلى أن التنزاني «يحاكم على جريمة متهم بارتكابها قبل 12 عاما. وهو وقت طويل لمحاكمة». ويعتبر ترلي أن «مفتاح المحاكمة» سيتمثل في الطريقة التي سيقرر بها القاضي المكلف المرافعات أي عناصر وأقوال أو أدلة يمكن قبولها، وما إذا كان سيأخذ في الاعتبار المهلة غير الاعتيادية «وندرة الشهود والأدلة التي مر عليها الزمن والذكريات التي انطمست» بعد مرور 12 سنة على الوقائع. لكن القاضي لويس كابلان رفض الشكاوى التي تقدم بها المحامون، الذين قالوا إن حقوق موكلهم انتهكت عبر المدة الطويلة لاعتقاله وسوء المعاملة التي تعرض لها.

وقد بدأ غيلاني، بحسب السلطات الأميركية، العمل لحساب عناصر في تنظيم القاعدة عام 1998، وشارك في شراء وإعداد الشاحنة المفخخة التي استخدمت في الاعتداء على السفارة الأميركية في دار السلام في أغسطس (آب) من العام نفسه. وولد هذا الشاب في زنجبار في 1974 من عائلة متواضعة. كما يشتبه في أنه شارك في شراء متفجرات. وعشية الاعتداءات في دار السلام ونيروبي، غادر غيلاني تنزانيا للالتحاق بأسامة بن لادن في أفغانستان. ولم ينفِ مطلقا أنه كان مرافقا شخصيا وطباخا لزعيم «القاعدة». ثم انضم غيلاني المتزوج من أوزبكية تصغره بثماني سنوات، بحسب البنتاغون، إلى مجموعة أفارقة في قندهار (أفغانستان) في 2001 مكلفين بإعداد وثائق مزورة للشبكة الإرهابية. وبعد سقوط نظام طالبان في 2001 غادر أفغانستان إلى باكستان حيث أوقف في يوليو (تموز) 2004 قبل أن يتم تسليمه إلى السلطات الأميركية في ديسمبر (كانون الأول)، ثم اختفى في أحد سجون الوكالة المركزية للاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) في بلد لم يكشف، وكان في عداد 14 معتقلا يعتبرون على «درجة عالية من الأهمية» ظهروا مجددا في سبتمبر (أيلول) 2006 في غوانتانامو. وتشكل محاكمة غيلاني اختبارا جوهريا لإدارة الرئيس باراك أوباما التي سعت في بادئ الأمر إلى إحالة المعتقلين الخمسة في غوانتانامو المتهمين بإعداد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 للمحاكمة أمام محاكم مدنية، قبل العودة عن هذا القرار بعد ضغوط مارسها بشكل خاص الجمهوريون.