إسلام آباد: مقتل بريطاني كان يستعد لشن هجوم إرهابي وإعلان «الجيش الإسلامي في بريطانيا»

فرنسا تحذر المسافرين من «هجوم وشيك» في إنجلترا * برلين: غموض يكتنف مقتل إسلاميين ألمان في باكستان

ضباط شرطة من اسكوتلنديارد يؤمنون منطقة الهايد بارك بعد تلقيهم تحذيرا أمنيا (أ.ف.ب)
TT

قال مسؤول مخابرات باكستاني أمس إن البريطاني الذي قتل في غارة جوية بطائرة أميركية من دون طيار في باكستان له صلات بالشخص الذي حاول تنفيذ تفجير في ميدان تايمز سكوير في نيويورك في مايو (أيار). وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ«رويترز» إن البريطاني الذي يدعى عبد الجبار كان بصدد إنشاء فرع لحركة طالبان في بريطانيا. وأضاف، في إشارة إلى الأميركي من أصل باكستاني الذي حاول تفجير سيارة ملغومة في ميدان تايمز سكوير المزدحم في نيويورك، كان عبد الجبار له بعض الصلات بفيصل شاه زاد، لكن طبيعة هذه الصلات لم تتضح. وأصدرت محكمة في نيويورك حكما أول من أمس على شاه زاد بالسجن مدى الحياة بعدما قال في تحد إن الولايات المتحدة ستتعرض لهجمات وشيكة. وجاءت أنباء مقتل عبد الجبار بعدما سلط مخطط مزعوم لتنظيم القاعدة لمهاجمة أهداف أوروبية الضوء من جديد على ملاحقة باكستان للمتشددين. وصرح المسؤول الباكستاني بأن عبد الجبار جاء إلى باكستان عام 2009 وتلقى تدريبا عسكريا في وزيرستان الشمالية وهي منطقة لقبائل البشتون على الحدود الأفغانية وتعتبر من معاقل المتشددين في العالم. ونجا عبد الجبار في وقت سابق من غارة لطائرة من دون طيار على معسكر لتدريب المتشددين يديره حافظ غول باهادور وهو قيادي متحالف مع شبكة حقاني التي تعتبرها طالبان الأفغانية إحدى القوى الأكثر فعالية التي تحارب القوات الغربية في أفغانستان. وقال المسؤول في إشارة إلى البلدة الرئيسية في وزيرستان الشمالية: «قتل في نهاية المطاف في غارة لطائرة من دون طيار بالقرب من ميران شاه في الثامن من سبتمبر (أيلول)». وذكر مسؤول ثان في المخابرات الباكستانية أن عبد الجبار كانت تربطه صلات وثيقة أيضا بحركة طالبان الباكستانية التي لها صلات بتنظيم القاعدة. وهددت الحركة الشهر الماضي بشن هجمات في الولايات المتحدة وأوروبا. وكانت محاولة شاه زاد هي الأقرب للنجاح. وقال مسؤولا المخابرات إنه لا توجد معلومات لديهما تفيد بأن عبد الجبار كان يدبر لهجوم محدد. وصعدت الولايات المتحدة هجماتها بالطائرات من دون طيار على شمال غربي باكستان منذ أواخر عام 2008. ووقعت معظم الهجمات في وزيرستان الشمالية. وكان مسؤولون أمنيون باكستانيون قالوا يوم الاثنين إن 8 متشددين ألمان قتلوا في غارة بطائرة من دون طيار في وزيرستان الشمالية. وأفاد مسؤول أمني باكستاني بأن قياديا ألمانيا للمتشددين يدعى عبد الغفار قتل أيضا في غارة صاروخية بالمنطقة قبل أسابيع. وذكرت محطة «بي بي سي» أول من أمس أن بريطانيا قتل بضربة شنتها طائرة من دون طيار مطلع سبتمبر في باكستان كان يستعد لكي يصبح زعيم مجموعة جديدة تابعة لـ«القاعدة» في المملكة المتحدة وعلى أن تكون مهمتها شن اعتداءات في أوروبا. وقالت المحطة نقلا عن مصدر كبير في أجهزة الأمن بالخارج إن عبد الجبار، وهو مواطن بريطاني يعيش في باكستان، كان يتدرب لكي يتولى قيادة المجموعة الجديدة التي كانت ستطلق على نفسها اسم «الجيش الإسلامي في بريطانيا». وأوضحت أن وكالات استخبارات تجسست على مجموعة من 300 ناشط إسلامي في وزيرستان الشمالية، في المناطق القبلية بشمال غربي باكستان، كان من ضمنهم عبد الجبار، بالإضافة إلى عناصر من طالبان ومن «القاعدة».

وأشارت المصادر الأمنية أن عبد الجبار قدم خلال الاجتماع على أنه زعيم مجموعة جديدة مهمتها تنظيم اعتداءات في بريطانيا وفرنسا وألمانيا على غرار اعتداءات مومباي.

وأدت المعلومات التي جمعت من هذا الاجتماع إلى شن هجوم بطائرة من دون طيار في الثامن من سبتمبر قتل خلاله عبد الجبار مع 3 ناشطين آخرين، حسب المحطة. ورفضت وزارة الداخلية البريطانية التعليق على هذه المعلومات. وتعتبر واشنطن منطقة وزيرستان الشمالية بأنها معقل طالبان والمتمردين المرتبطين بـ«القاعدة». وفي باريس حذرت وزارة الخارجية الفرنسية مواطنيها أمس من السفر إلى بريطانيا نظرا لأن السلطات في لندن ترى أن هناك «مخاطر شديدة» من وقوع هجوم «إرهابي» على البلاد. ويأتي التحذير في سياق الكثير من الإنذارات أصدرتها الولايات المتحدة ودول أخرى بشأن تهديدات متزايدة من وقوع هجوم في أوروبا. وفي التحذير الذي نشر في موقع الوزارة على الإنترنت نصحت الوزارة المسافرين إلى بريطانيا «بتوخي الحذر إلى حد كبير في وسائل النقل العام وفي المواقع السياحية الأكثر شعبية» في بريطانيا.

وذكر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير أن الغموض ما زال يكتنف تقارير حول مقتل إسلاميين ألمان في باكستان خلال غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار. وقال دي ميزير أمس في تصريحات لإذاعة ألمانيا إن هناك بعض المعلومات المتناقضة. وأضاف دي ميزير: «ما أثار دهشتي بشدة هو أن الهجوم المزعوم أول من أمس نفذته طائرة من دون طيار في منطقة وعرة، وفي الوقت نفسه تم العثور على بطاقات هوية (للقتلى). فهذا الأمر يتعين أن نتحقق منه أولا».

ومن ناحية أخرى وصف الوزير مسألة وجود خطر محدد بوقوع هجمات إرهابية في ألمانيا من قبل إسلاميين متطرفين بأنها «افتراضية»، موضحا أن هناك «الكثير من المعلومات» من مصادر مستقلة عن بعضها حول أنشطة في منطقة الحدود الباكستانية. وقال دي ميزير: «إننا نتخذ الإجراءات داخليا على قدم وساق، كما أننا على اتصال وثيق بشركائنا، لكننا نفضل العمل بجدية عن التحدث في الأمر». وأكد دي ميزير أنه لا يوجد «أي خطط محددة ووشيكة لهجمات» في ألمانيا. وكانت مصادر مخابراتية باكستانية ذكرت أول من أمس الاثنين أن 8 إسلاميين ألمان (3 متحدرين من أصول تركية و5 مولودين في ألمانيا) قتلوا خلال الغارة التي نفذت في منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية. إلى ذلك أعلن سفير باكستان في الولايات المتحدة لمحطة «بي بي سي» أول من أمس أن تزايد عدد الضربات الجوية التي شنتها الطائرات من دون طيار في المناطق القبلية بباكستان مرتبط بالاعتداءات المفترضة التي قد تشنها «القاعدة» في أوروبا. وقال السفير حسين حقاني «أعتقد أن النشاط الذي نشهده في وزيرستان الشمالية من حيث الضربات الجوية مرتبط بالتهديدات الإرهابية التي سمعنا عنها وتتعلق بهجمات في أوروبا».