المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب: خطر وقوع اعتداءات في أوروبا حقيقي

قال إن «القاعدة» تحت ضغط قوات التحالف وتسعى لتحسين صورتها بعملية كبيرة

TT

أعلن منسق عمليات مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي غيل دو كيرشوف في تصريح تلفزيوني، أمس، أن خطر وقوع عمليات إرهابية في أوروبا «حقيقي»، وأضاف أن «الخطر حقيقي. أعتقد أن المسؤولين لن يسببوا حالة من الهلع بين السكان إذا لم يكن هناك عناصر ملموسة تشير إلى ذلك»، معتبرا أن واشنطن ولندن وباريس وطوكيو واستوكهولم وجهت تحذيرات من خطر وقوع اعتداءات في أوروبا. وتابع «يندرج ذلك في إطار عام لتهديد لم يتراجع في الآونة الأخيرة»، وأوضح «نعلم أن هناك دائما نية وخصوصا لدى (القاعدة) لارتكاب اعتداءات على نطاق واسع، وخصوصا أن الضغوط تزداد على (القاعدة) بين أفغانستان وباكستان بسبب غارات الطائرات من دون طيار والعمليات الخاصة الأميركية». وتنطلق في لوكسمبورغ اجتماعات وزراء الداخلية والعدل في دول الاتحاد الأوروبي، لمناقشة الكثير من الملفات الأمنية والعدلية وأبرزها التهديدات الإرهابية التي تواجهها أوروبا، وقبل ساعات من انطلاق الاجتماعات وبعد الكشف عن مقتل ثمانية أشخاص يحملون الجنسية الألمانية في الهجوم الذي شنته طائرة أميركية من دون طيار في منطقة وزيرستان الأسبوع الماضي عادت مسألة استعانة تنظيم القاعدة بمتشددين في الغرب إلى واجهة الأحداث من جديد. وفي تعليق له على التطورات الأخيرة، نقلت تقارير إعلامية أوروبية عن منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي كيرشوف قوله: «نحن نواجه رغبة تنظيم القاعدة في تنفيذ هجوم قوي بسبب وقوع هذا التنظيم تحت ضغط قوات التحالف في أفغانستان عبر استخدام الطائرات من دون طيار، وبالتالي تسعى (القاعدة) إلى تحسين صورتها على طريقتها الخاصة من خلال محاولة القيام بعملية من الحجم الكبير، لكن ما يثير قلقنا هي هذه الحركة للجهاديين القادمين من أوروبا أو الولايات المتحدة، هؤلاء الأشخاص الذين ولدوا هنا يحملون جوازات سفر أوروبية وبإمكانهم المرور بكل سهولة من مراقبة رادارات الأجهزة الأمنية أو المخابرات. هؤلاء الأشخاص يسافرون إلى مناطق الجهاد سواء في أفغانستان أو باكستان أو الصومال من خلال حركة شباب المجاهدين أو اليمن أو منطقة الساحل الأفريقي». وأضاف «الجهاديون يمكنهم السفر بسهولة من دولة إلى أخرى والتهديد بات أكثر انتشارا وتعقيدا». ويضيف المسؤول الأول عن شؤون مكافحة الإرهاب في التكتل الموحد بالقول: «التهديد يتغير وهو أكثر انتشارا وتعقيدا، بالتالي علينا تحسين تقنيات جمع المعلومات. لقد أبرمنا اتفاقا مع الأميركيين بخصوص نظام لمراقبة العمليات المالية والآن تطرح مسألة ما إذا كان يجب على أوروبا أن تعتمد على نظام أوروبي لجمع بيانات المسافرين، أمرا يثير الكثير من التساؤلات المتعلقة بالحياة الشخصية والبرلمان الأوروبي منشغل للغاية بهذه المسألة»، وأوضح «لكن كمسؤول وكالكثير من المسؤولين على المستوى الوطني أرى أن هذا الشكل الجديد من التهديد يفرض علينا وضع وسائل جديدة. نظام تسجيل المسافرين يعد إحدى الأدوات الجديدة التي ينبغي علينا اعتمادها من أجل تتبع حركة الجهاديين». وقال المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل، إن اجتماعا لوزراء الداخلية والعدل الأوروبيين، سينعقد غدا في لوكسمبورغ ويستغرق يومين، يتناول التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب سواء إن كان التنسيق بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من جهة أو بين التكتل الموحد وأطراف دولية أخرى، وهو الأمر الذي سبق أن تناولته تصريحات المسؤولين الأوروبيين في أكثر من مناسبة، وسوف تخصص اجتماعات الغد للقضايا الداخلية والأمنية ومنها ما يتعلق بالتحديات المستقبلية في مكافحة الإرهاب ومخاطره، والخطوات التي تحققت في هذا المجال، وحسب مصادر أوروبية في بروكسل سيكون ملف التحذيرات الأخيرة التي صدرت عن واشنطن ولندن بشأن احتمال وقوع عمليات إرهابية، في أجندة المناقشات ولم تستبعد تلك المصادر أن يقدم مكتب غيل كيرشوف المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب، تقريرا للوزراء حول هذا الصدد، هذا بالإضافة إلى ملف يتعلق بالجمع والتعامل مع بيانات الركاب المسافرين من وإلى المطارات الأوروبية بناء على كتيبات تعدها شركات الطيران بالقوائم في كل رحلة، والاستراتيجية الأوروبية المتعلقة بتبادل البيانات ونتائج المفاوضات حول هذا الصدد مع الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وكذلك إنشاء إدارة للمعلومات في مجال الأمن والحرية والعدالة، بالإضافة إلى ملفات تتعلق بمنح التأشيرات للعمال أو الموظفين الموسميين أو الموظفين في الشركات متعددة الجنسيات، إلى جانب ملف توحيد سياسات اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي، كما يستمع الوزراء إلى تقرير من سيسليا مالمستروم المفوضة المكلفة بالشؤون الداخلية حول نتائج زياتها إلى ليبيا التي استمرت من الرابع حتى السادس من الشهر الحالي وتناولت التعاون في المجالات الأمنية ومراقبة الحدود للحد من الهجرة غير الشرعية، وقال بيان أوروبي إن مناقشات الوزراء في اليوم التالي ستخصص للقضايا العدلية. وفي اجتماع مماثل انعقد في يونيو (حزيران) الماضي قدم المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب غيل كيرشوف، ورقة عمل إلى وزراء الداخلية والعدل في دول الاتحاد، حول تقييم تنفيذ استراتيجية التكتل الموحد، وخطط عمله في مجال مكافحة الإرهاب، وارتكزت ورقة المسؤول الأوروبي، على أربعة تحركات أساسية، وهي أولا، خلق صورة أكثر وضوحا بشأن التهديدات الإرهابية التي تواجهها أوروبا، وثانيا، تأمين أفضل لوسائل النقل العام وخاصة النقل البري، وثالثا، ضمان مراقبة سفر وتحركات الأشخاص المشتبه في علاقتهم بالإرهاب، وأخيرا كيفية الربط بين التهديدات الخارجية والأمن الداخلي الأوروبي، ولهذا اقترح المنسق الأوروبي في ورقته تطوير وزيادة التعاون والعمل المشترك بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.