4 قتلى في ضربة صاروخية أميركية جديدة في باكستان

الهجوم الـ25 خلال أكثر من شهر

TT

أعلن مسؤولون عسكريون أن أربعة متمردين إسلاميين على الأقل قُتلوا أمس بصواريخ أطلقتها طائرة أميركية بلا طيار في شمال غربي باكستان. وقد شنت الطائرات الأميركية بلا طيار الهجوم الخامس والعشرين في غضون أكثر من شهر على المناطق القبلية في شمال غربي باكستان، حيث تستهدف وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) تنظيم القاعدة وحركة طالبان.

وقد سقط صاروخان على أحد منازل ميرانشاه، كبرى مدن إقليم وزيرستان الشمالي المتاخم للحدود مع أفغانستان، والذي يعتبر معقلا لحركة طالبان الباكستانية. وفي تصريح عبر الهاتف لوكالة الصحافة الفرنسية قال مسؤول كبير في القوى الأمنية، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن «معلوماتنا الأولية تفيد عن مقتل أربعة من المتمردين». وأكد أحد نظرائه هذه الحصيلة، موضحا أن اثنين على الأقل من الناشطين الإسلاميين قد أصيبا. وتستخدم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ترسانة من الطائرات بلا طيار المزودة بالأسلحة والمعدات الأخرى التي زودها بها الجيش الأميركي لتصعيد عملياتها السرية في باكستان، عبر استهداف مناطق يصعب على القوات الأميركية المتمركزة في أفغانستان الوصول إليها. وتمثل هجمات طائرات بلا طيار تطورا واضحا لبرنامج القتل المستهدف المثير للجدل الذي تديره وكالة الاستخبارات. وكان البرنامج قد بدأ كجهد متقطع لقتل أعضاء شبكة القاعدة الإرهابية، لكن وكالة الاستخبارات قامت الشهر الماضي بما يمكن اعتباره حملة قصف عبر الحدود بالتنسيق مع العمليات العسكرية المعتادة الموجودة على بُعد بضعة أميال قليلة. وزيادة عدد هجمات الطائرات بلا طيار خلال الأسابيع الأربعة الماضية استهدفت إلى حد كبير عناصر شبكة يقودها جلال الدين حقاني، الحليف القوي لوكالة الاستخبارات الباكستانية. لكنّ المسؤولين الأسبوع الماضي أوضحوا أن بعض الهجمات التي شنت مؤخرا كانت تستهدف عرقلة مخططات «القاعدة» لاستهداف أوروبا. وقال مسؤول أميركي إن وزارة الخارجية تدرس ما إذا كانت ستصدر تنبيها من شأنه تحذير الأميركيين بالحيطة عند السفر في أوروبا (يمكن أن تكون هذه التوجيهات قد صدرت أمس). وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الجيش قدم طائرات «بريداتور» و«رابير» بلا طيار إلى جانب أسلحة أخرى إلى وكالة الاستخبارات المركزية، في محاولة لمنح الوكالة قدرات أكبر في تنفيذ هجمات مميتة في باكستان. وقال: «زيادة وتيرة العمليات ضد الإرهابيين كانت فاعلة منذ العام الماضي، فقد سعت وكالة الاستخبارات إلى الحصول على المزيد من الموارد لملاحقة الإرهابيين في باكستان، وهو ما دعمه البيت الأبيض بقوة».

وتكثيف حملة الطائرات من دون طيار كان غير مسبوق من حيث الحجم، فوفقا للسجلات التي تحتفظ بها مؤسسة «نيو أميركا»، فإن الهجمات الـ22 المعروفة التي قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية ونفذت في سبتمبر (أيلول) بلغت تقريبا ضعف عدد الهجمات التي سجلت في أي من الشهور السابقة. جدير بالذكر أن هجمات الطائرات بلا طيار بدأت في يناير (كانون الثاني) بعد مقتل سبعة أفراد من الوكالة في هجوم انتحاري في أفغانستان. وقد استهدفت جميع هجمات شهر سبتمبر، باستثناء ثلاث منها، معاقل المتمردين في شمال وزيرستان، معقل جماعة حقاني، وقتل فيها عشرات من المسلحين وعدد غير معروف من المدنيين في هذه المنطقة التي تقع بالقرب من مجموعة من القواعد المتقدمة للجيش ووكالة المخابرات المركزية الأميركية، التي استخدمت من قبل الوكالة لبناء شبكة من المخبرين تمتد في باكستان.