السفير السعودي في بيروت ينقل إلى القيادات اللبنانية تمنيات الملك عبد الله بالمصارحة والمصالحة.. وصفحة جديدة

قال لـ «الشرق الأوسط»: لا مبادرة سعودية للوضع القائم.. وسأزور الجميع

الرئيس اللبناني ميشال سليمان مستقبلا أمس مدير عام وزارة الخارجية النرويجية، جيير بيدرسون، في قصر الرئاسة في بعبدا (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

فيما أعاد موقف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وتجاوب الحكومة معه، كرة النقاش في موضوع «شهود الزور» إلى داخل المؤسسات الدستورية بدلا من الشارع والمنابر الإعلامية، كان السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري يواصل جولته على القيادات اللبنانية داعيا إلى فتح «صفحة جديدة»، ناقلا تمنيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بأن «يتوحدوا ويتصارحوا ويتصالحوا».

وقال السفير عسيري لـ«الشرق الأوسط» بعد زيارته أمس رئيس كتلة «لبنان الحر الموحد» سليمان فرنجية إنه سيواصل جولاته على كل القيادات السياسية اللبنانية وسيلتقي جميع الأطراف، نافيا وجود «مبادرة سعودية» في ما يتعلق بالأزمة القائمة في لبنان حاليا «لأننا حريصون على عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية». لكن عسيري كشف أن أفكارا طرحت للخروج من الأزمة، وأنه ينقل إلى القيادات اللبنانية «تمنيات خادم الحرمين الشريفين الذي يود أن يرى لبنان بلدا آمنا مستقرا». وشدد عسيري على أن «المصالحة الوطنية هي المدخل الأساسي لحفظ لبنان»، مشيرا إلى «ضرورة القيام بشيء ما من أجل دفن الماضي المؤلم من حروب ودمار وتشنجات وفتح صفحة جديدة لإعادة لبنان إلى ما كان عليه من استقرار وازدهار ورخاء».

وكان السفير السعودي قد حل أمس ضيفا على فرنجية، أحد أركان قوى 8 آذار على الساحة المسيحية اللبنانية، وأقام فرنجية للسفير عسيري، يرافقه القائم بالأعمال عبد الله الزهراني والمستشار عادل بخش مأدبة غداء تكريمية وزعت بعدها دوائر السفارة السعودية في بيروت تصريحا لعسيري وضع فيه زيارته إلى فرنجية «في إطار التواصل مع كافة المسؤولين اللبنانيين»، وقال: «قمنا معا بجولة أفق تطرقنا خلالها إلى كافة المستجدات على الساحة الداخلية، وسعادة النائب فرنجية ابن بيت عريق في الوطنية والأصالة والعمل السياسي، ولهذا البيت الكريم علاقات تاريخية بالمملكة العربية السعودية وقيادتها». وأضاف عسيري في بيانه: «إن لبنان يزخر بالطاقات والشخصيات الكبيرة والعقول النيرة وهو في هذه المرحلة بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إيمان أبنائه به لأنه لا يحمي لبنان سوى أبنائه عبر تحقيقهم مصالحة وطنية أخوية شاملة وصادقة تمكنهم من معالجة كافة الملفات وتحقيق العدالة وتثبيت الاستقرار وطي صفحة الماضي وخلق أمل جديد للأجيال الصاعدة، وهذا ما تتمناه المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يُكنّ للبنان وشعبه الشقيق محبة صادقة، بأن يتوحد الإخوة اللبنانيون ويتصارحوا ويتصالحوا ويبنوا معا مستقبلا زاهرا لأبنائهم ويعيدوا للبنان تألقه وما نعهده به موئلا للعلم والحضارة والثقافة وبلدا شامخا يعتز به كال أشقائه العرب».