ناشطون مصريون يدعون لمسيرة تطالب مبارك بالترشح لولاية جديدة.. في ذكرى توليه الحكم

بعضهم تراجع عن دعم نجله للرئاسة ورشحوه إلى موقع «نائب الرئيس»

TT

دعا ناشطون في مصر لمسيرة مؤيدة لترشح الرئيس حسني مبارك لفترة رئاسية سادسة. وقرر هؤلاء النشطاء، ومن بينهم مؤيدون سابقون لترشح نجله للرئاسة، تنظيم مسيرة الأسبوع المقبل تنادي بأن يكون مبارك الأب هو مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها خريف العام المقبل، مقترحين أن يكون نجله في موقع «نائب الرئيس». واعتبر المعارض اليساري أحمد بهاء شعبان أن هؤلاء النشطاء استشعروا أن موقف الحزب الحاكم من المرشح القادم يصب في صالح مبارك الأب. وتوقع علي هلال، أحد النشطاء المنظمين للمسيرة المؤيدة للرئيس مبارك، مشاركة نحو 10 آلاف شخص فيها، من بينهم مرشحون محتملون عن الحزب الحاكم لانتخابات البرلمان التي يحل موعدها الشهر المقبل. لكن الدكتور محمد الغمراوي القيادي في الحزب قال لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب لا علاقة له بتحريك هذه المسيرة. وحدد منظمو المسيرة يوم 14 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي موعدا لانطلاق المسيرة من مسجد النور بالقاهرة حتى المقر الرئاسي لتسليم مبارك، 82 عاما، رسالة تطالبه بالترشح لولاية جديدة موقعة من المشاركين فيها، وذلك بمناسبة ذكرى توليه الحكم قبل 29 عاما، قائلين إن مبارك هو «الضامن الوحيد لاستمرار الاستقرار في البلاد والحفاظ على الأمن القومي لمصر». وتشارك في الدعوة للمسيرة مجموعة «4 مايو (أيار)» وهو اليوم الذي يوافق ميلاد الرئيس المصري. وعلق هلال، أحد نشطاء هذه المجموعة، على ما اعتبره استجابة غير متوقعة لدعوتهم بقوله: «أشعر بالخوف.. الراغبون في المشاركة في ازدياد ونتوقع أن يشارك في المسيرة نحو 10 آلاف شخص»، وأضاف أن عددا من الراغبين في الترشح لعضوية مجلس الشعب من أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم)، الذي يتولي مبارك رئاسته، أبدوا ترحيبهم بالدعوة وقرروا المشاركة فيها بأنصارهم. وتابع: «اتصل بي صاحب أحد المصانع وقال لي إنه قرر أن يعطي العمال هذا اليوم إجازة وأن ينتقل بهم (نحو 1300 عامل) للقاهرة من أجل المشاركة في المسيرة». وأشار هلال إلى أنه على الرغم من خشية مجموعته من ازدياد أعداد المشاركين، فإنها لن تتقدم بطلب للحصول على ترخيص من السلطات الأمنية بشكل رسمي، قائلا: «سنجرب طرق المعارضة في فرض الأمر الواقع». ويعتزم النشطاء تسليم رسالة موقعة من المشاركين في المسيرة تطالب الرئيس مبارك بالترشح لولاية جديدة، قائلين فيها: «إن مصر في حاجة إلى حكمتك (أي مبارك) وعطائك وجهودك التي تدفع عملية التنمية والتقدم في الوطن».

وكان أصحاب الدعوة للمسيرة قد انخرطوا قبل شهور في حملة أخرى للمطالبة بدعم ترشح نجل الرئيس المصري جمال لانتخابات الرئاسة، لكنهم تخلوا عنها. وعن السبب، قال هلال إن «الوضع الراهن يتطلب وجود الرئيس مبارك نفسه». وقال النشطاء إنهم سيسعون لمطالبة مبارك بخوض الانتخابات المقبلة مرشحا للرئاسة وأن يخوض نجله جمال الانتخابات كنائب للرئيس.

ونفى الحزب الحاكم أية صلة بهذه الدعوة، وقال الدكتور محمد الغمراوي أمين الحزب في القاهرة، إن الحزب بشكل عام ينظر لهذه التحركات في إطار حرية الرأي، معتبرا أن من يشارك في المسيرة من الحزب الوطني لا يمثل إلا نفسه، لا الحزب. ولوحظ خلال الأشهر الأخيرة ظهور حملات تدعو لترشح جمال مبارك للرئاسة، وتدعو أيضا لتقاعد والده وأن يكون «زعيما لكل المصريين».

وعلق معارضون على مبادرة تنظيم النشطاء لمسيرة التأييد لمبارك بقولهم إن هؤلاء الأشخاص (الداعون إلى المسيرة) لديهم حساسية بالغة بحركة الريح السياسية. وقال أحمد بهاء شعبان، القيادي في الجمعية الوطنية للتغير: «لعل هذا الموقف وليد قراءة لتصريحات وجولات الرئيس خلال الفترة الماضية، وهي قراءة صحيحة على الأرجح، من دون أن يعني هذا تراجع النظام عن مشروع توريث الحكم لنجله»، مضيفا: «لقد استشعر هؤلاء حركة الريح الجديدة التي هبت علينا خلال الأسبوعين الماضيين». وأضاف قائلا: «أعتقد أن مهام مبارك الذي جاوز الثمانين عاما ستنصب خلال الفترة المقبلة على تثبيت الشروط الواجبة لخلافة نجله».

ولم يعلن الرئيس المصري إن كان سيرشح نفسه لولاية جديدة أم لا. كما دأبت قيادات في الحزب الحاكم على القول إن «تسمية مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية في 2011 أمر سابق لأوانه». وينفي الرئيس المصري ونجله جمال أي نية لترشح الأخير لخلافة والده في الحكم.