كشفت المصادر الرسمية الروسية عن أن موسكو تبحث المسائل المتعلقة بدفع التعويضات اللازمة لإيران بسبب فسخ تعاقدها مع طهران حول إمدادها بالمنظومات الصاروخية من طراز «إس 300». وقال سيرجي تشيميزوف رئيس مؤسسة «روس تكنولوجيا» إن الأجهزة المعنية تعكف على إعداد الوثائق الخاصة بمسالة إعادة 800 مليون دولار سبق وقامت إيران بتحويلها تحت حساب هذه الصفقة، مشيرا إلى أن قرار إلغاء الصفقة جاء بناء على مرسوم الرئيس وبما يتفق مع قرارات الأمم المتحدة حول العقوبات ضد إيران.
لكن تشيميزوف صحح تصريحه بعدئذ وقال للصحافيين في وقت لاحق من اليوم إن روسيا في الواقع سيكون عليها إعادة دفعة مقدمة تبلغ 166.8 مليون دولار سددتها إيران بالفعل.
وكشف تشيميزوف عن أن موسكو بدأت مباحثاتها مع طهران حول شروط تعويض إيران عن خسائرها بسبب إلغاء العقود التي سبق ووقعتها مع موسكو من منظور ما تحملته طهران من خسائر بسبب عدم وفاء موسكو بما سبق ووقعته معها من عقود في عام 2007. وبينما أكد المسؤول الروسي أن بلاده لا تنوي إمداد قبرص التي قام بزيارتها أمس الرئيس ديمتري ميدفيديف لأول مرة في تاريخ علاقات البلدين بمثل هذه المنظومات الصاروخية، كشف عن أن موسكو سبق وأمدت الجزائر التي انتهى ميدفيديف من زيارتها أول من أمس بمنظومتين من هذه الصواريخ منذ ما يقرب من العامين.
وكان قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما، قال إن من حق إيران المطالبة بتعويضات تقدر بما يقرب من مليار دولار، مشيرا إلى استعداد موسكو للوفاء بها. وأشار إلى أن الخسائر السياسية التي كان يمكن أن تلحق بروسيا من جراء تنفيذ الصفقة أكبر بكثير من الخسائر المادية، مؤكدا أن موسكو لم تفقد السوق الإيرانية وأن الخسارة تقتصر فقط على عقد توريد المنظومات الصاروخية.