سلفا كير يهدد: سننظم استفتاء خاصا في الجنوب.. إذا تمت عرقلته في الشمال

وفد مجلس الأمن في الخرطوم اليوم.. ويطلب لقاء زعماء المعارضة فقط * سوزان رايس: لا بد من الاستفتاء في موعده

TT

قال النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت لمسؤولين في مجلس الأمن يزورون المنطقة، إن جنوب السودان قد ينظم استفتاء تقرير المصير بنفسه إذا سُجل «تأخير كبير» في الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير (كانون الثاني) 2011. وتبادلت الخرطوم وجوبا، أمس، الاتهامات بتحركات عسكرية على الحدود مع الجنوب، فيما طالبت الحركة الشعبية في منطقة جبال النوبة الحدودية بحماية دولية.

وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت الذي يزور الجنوب ضمن وفد من مجلس الأمن، إن سفراء المجلس الدولي أجروا مباحثات «صريحة جدا» مساء الأربعاء مع سلفا كير بشأن استفتاء يناير الذي يمكن أن يؤدي إلى تقسيم أكبر بلدان أفريقيا مساحة. وقال كير لأعضاء البعثة إنه إذا حصل «تأخير كبير» سببه حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير، فإن جنوب السودان «يحتفظ بحقه في تنظيم استفتائه الخاص»، دون المرور باللجنة الوطنية للاستفتاء، بحسب ما أفاد غرانت.

من جهتها، أكدت سوزان رايس، سفيرة أميركا في الأمم المتحدة، عضو الوفد، على أهمية إجراء الاستفتاء في جنوب السودان في موعده، وعلى أهمية الاعتراف بنتيجته، من جانب حكومة الرئيس السوداني عمر البشير. وقالت رايس: «جئنا إلى جوبا لنؤكد أن مجلس الأمن والمجتمع الدولي مصممان على دعم الطرفين الشمالي والجنوبي ليقوم الاستفتاء في الوقت المحدد، وليكون سلميا، وموثوقا به، ومستندا على بنود اتفاق السلام الشامل» (اتفاقية سنة 2005 بين الشمال والجنوب التي أنهت الحرب الأهلية في الجنوب).

وعلمت «الشرق الأوسط» أن وفد مجلس الأمن الدولي طلب مقابلة 4 من زعماء المعارضة السودانية، خلال زيارة الوفد للخرطوم اليوم، وسمى المجلس زعيم حزب الأمة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، وزعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي، والاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني والحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد. وأشار مصدر بالمؤتمر الشعبي، إلى تلقيهم رسالة تفيد بالترتيب للقاء فور وصول وفد مجلس الأمن من جوبا. واللافت أن الوفد طلب مقابلة المعارضة في وقت يرفض فيه لقاء الرئيس البشير بسبب مزاعم حول تورطه في جرائم حرب ارتكبت بإقليم دارفور.

وسيكون على مواطني جنوب السودان أن يختاروا في استفتاء لتقرير المصير، البقاء ضمن سودان موحد أو الانفصال. كما سينظم استفتاء ثان بالتوازي حول مصير منطقة أبيي المتنازع عليها والواقعة على الحدود بين شمال السودان وجنوبه، للاختيار بين الانضمام إداريا للجنوب أو البقاء في الشمال. ومن المقرر أن يبدأ تسجيل الناخبين في اللوائح الانتخابية في 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، ثم يتم نشر هذه اللوائح في 31 ديسمبر (كانون الأول)، حسب مسؤول جنوبي في مفوضية الاستفتاء بالجنوب، غير أن المفوضية في الخرطوم قالت إن هذه الجداول الزمنية مجرد اقتراحات تم تقديمها لرئاسة الجمهورية للموافقة عليها.

ويقول الكثير من المراقبين إن هذا الجدول الزمني الضيق والتوتر السياسي بين الجنوب والشمال، يمكن أن يؤديا إلى تأجيل موعد الاستفتاء رغم أن سلفا كير كان أعلن أن تاريخ التاسع من يناير «مقدس». وقال الجنوبي شان ريك نائب رئيس لجنة الاستفتاء هذا الأسبوع: «قد يحدث تأخير لأسبوع أو أسبوعين، لكن متى حصل الجميع على بطاقتهم الانتخابية (بعد التسجيل في اللوائح الانتخابية) فإني لا أجد سببا للتشاؤم».

من جهته، حذر كبير أساقفة السودان، أمس، من أن القتال قد يندلع في أي وقت ببلاده وقال إن الفشل في إجراء استفتاء مزمع على استقلال جنوب السودان سيشعل حربا أهلية من جديد. ودعا كبير الأساقفة دانيال دينغ المجتمع الدولي إلى ضمان إجراء الاستفتاء في الموعد المحدد، مضيفا أنه حتى إذا حدث هذا فإن هناك خطر حدوث أزمة إنسانية لأن اللاجئين الجنوبيين اضطروا للنزوح من شمال البلاد. وقال دينغ في مؤتمر صحافي عقد في لندن مع روان ويليامز أسقف كانتربري والزعيم الروحي للكنيسة الإنجيلية: «إذا جاء التاسع من يناير ولم يحدث شيء سيعود الناس إلى الحرب. هذا هو ما نخافه». وقال إن هناك مخاوف «من احتمال اندلاع قتال في أي وقت».

من جهة ثانية، يتابع الممثل الأميركي جورج كلوني جولته في جنوب السودان. وقال كلوني في تصريحات للصحافيين إنه يريد من الشعب الأميركي وكل شعوب العالم متابعة «التطورات المهمة والأحداث التاريخية» في جنوب السودان. وقال كلوني: «إذا عرفت أن تسونامي قادم، ماذا تفعل لإنقاذ الناس؟». وأضاف: «توجد مخاوف حقيقية من أن الحرب قادمة هنا». وقال مراقبون في واشنطن إن منظمات أميركية ظلت تعادي الرئيس البشير وتركز على ما قالت إنها سياسة إبادة وجرائم حرب في دارفور، انتقلت الآن إلى جنوب السودان. وبالإضافة إلى زيارة الممثل كلوني، يتوقع زيارات لمشاهير آخرين في مجالات الترفيه، مثل المخرج السينمائي ستيف سبيلبرغ، والممثل دون شيدل، بطل فيلم «فندق رواندا» عن الحرب الأهلية في رواندا. وأشار المراقبون في واشنطن إلى أن كلوني، عندما يعود من جنوب السودان، سوف يقدم شهادة أمام الكونغرس، في نفس الوقت الذي يجري فيه الإعداد لسلسلة مظاهرات في واشنطن تأييدا لتقرير المصير لشعب جنوب السودان. وأيضا لسلسلة اعتصامات أمام السفارة السودانية في واشنطن. وإعلانات في الصحف والتلفزيونات.