إمدادات الناتو لأفغانستان ما زالت معطلة والهجمات الصاروخية مستمرة على الحدود

مولن: بن لادن والظواهري سيعتقلان أو يقتلان وكراتشي تشهد تفجيرين

TT

رغم الاعتذار الأميركي، لم تفتح باكستان خطوط التموين لقوات الناتو في أفغانستان عبر أراضيها بعد, وقال مسؤول من الخارجية الباكستانية إن بلاده ما زالت تراجع الموقف، بينما ظلت الحدود مغلقة أمام قوافل الإمدادات لليوم الثامن على التوالي، أمس.

وكانت السفيرة الأميركية آن باترسون قد اعتذرت للحكومة الباكستانية عن مقتل جنود باكستانيين في غارات شنتها مروحيات للناتو عبر الحدود مع أفغانستان. وتعرضت 50 شاحنة تابعة للناتو للإحراق، أول من أمس، في مدينتي كوتا ونوشراز.

وتم إحراق ما لا يقل عن 120 شاحنة تقل تجهيزات ووقودا في طريقها إلى القوات الدولية في أفغانستان، ومعظمها أميركية، خلال أسبوع، في خمس هجمات، وقد حصل الهجومان الأخيران الأربعاء. وتبنت حركة طالبان الباكستانية الموالية لتنظيم القاعدة، وحركة طالبان الأفغانية، كل تلك الهجمات، «انتقاما» من القصف شبه اليومي الذي تستهدف به طائرات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية المناطق القبلية، شمال غربي باكستان الحدودية مع أفغانستان، وقيادات ومقاتلي تنظيم أسامة بن لادن.

وأطلقت طائرة أميركية دون طيار، مساء أمس، صاروخين على المنطقة القبلية في وزيرستان الشمالية، فقتلت أربعة متمردين على الأقل، بعد أقل من 24 ساعة على هجومين مماثلين.

وتعتبر تلك المنطقة، حيث توجد الحدود بين باكستان وأفغانستان في متعرجات جبلية، معقل حركات تنتمي إلى طالبان الباكستانية والأفغانية وتنظيم القاعدة. وتقول واشنطن والاتحاد الأوروبي إنها المكان الذي تدبر فيه اعتداءات وهجمات على أوروبا، لا سيما بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وهناك أيضا تكثر معسكرات تدريب طالبان الباكستانية «بقدرات» يستفيد منها المقاتلون والانتحاريون الأجانب في تنظيم القاعدة وحركة طالبان الباكستانية التي تتبنى الهجمات على شاحنات الحلف الأطلسي، والمسؤولة عن 400 اعتداء، معظمها انتحاري، أسفرت عن سقوط أكثر من 3700 قتيل في مختلف أنحاء البلاد خلال ثلاث سنوات. وتوعد عزام طارق، المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية، بـ«أننا سنكثف هجماتنا على شاحنات الحلف الأطلسي كلما ازدادت الهجمات التي تشنها طائرات من دون طيار».

ومنذ أكثر من شهر أسفر أكثر من 27 هجوما صاروخيا عن سقوط أكثر من 150 قتيلا في المناطق القبلية، وجميعها تقريبا في وزيرستان الشمالية. وقتل خمسة ألمان من أصل تركي من بين ثمانية مقاتلين، الاثنين، في قصف لطائرات أميركية على وزيرستان الشمالية، حسبما أفاد مسؤولون باكستانيون.

وتأتي هذه الأحداث في أجواء من الريبة تسود واشنطن وإسلام آباد، حيث أفاد تقرير صدر مؤخرا عن البيت الأبيض، ونقل إلى الكونغرس، بأن القوات الباكستانية تتفادى «المواجهات المباشرة» مع طالبان الأفغانية، وميليشيات «القاعدة»، لا سيما في وزيرستان الشمالية.

وعلقت باكستان على الهجمات التي تشنها الطائرات بلا طيار، ولم تر «أي مبرر لها».

وحاولت الولايات المتحدة خفض حدة التوتر، وقدم رئيس الأركان الأميركي، الأدميرال مايكل مولن، اعتذاره عن مقتل ثلاثة جنود باكستانيين في 30 سبتمبر (أيلول)، خلال غارة لمروحية أميركية، في إطار عملية للحلف الأطلسي. ووعد بأن يبذل كل ما في وسعه «لتجنب حصول مآس جديدة من هذا النوع»، ووصف مولن هذه المناطق الحدودية الباكستانية بأنها «مركز الإرهاب في العالم».

في الوقت ذاته، قال مولن لقناة «سي إن إن»: إن مصير زعيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، ومساعده، أيمن الظواهري، سيكون في النهاية الاعتقال أو القتل، مما سيشكل «مرحلة بالغة الأهمية».

وأوضح الأدميرال مولن أنه «سيكون بالتأكيد أمرا مهما أن نتوصل إلى وضع اليد وقتل بن لادن أو الظواهري».

وأضاف: «نحن نسعى إلى ذلك، وأعتقد أن ذلك سيحصل في وقت ما، وذلك سيشكل مرحلة بالغة الأهمية» في الهجوم الحالي، «وأعتقد بالتالي أنها ستكون نهاية مهمة». وقال مولن إن «(القاعدة) أضعفت بشكل كبير خلال العامين أو الأعوام الثلاثة الأخيرة، لكنه لا يمكننا أن نقول بأي شكل من الأشكال إنها ما عادت خطرة». وأضاف: «إنها لا تزال تعتزم قتل ما أمكنها من الأميركيين. هذه حقيقة مؤكدة، ولذلك فإننا نريد مواصلة زيادة الضغط، والسعي بالتأكيد لقتل أو اعتقال قائدي (القاعدة) الرئيسيين».

على صعيد آخر، أعلن وزير الداخلية في ولاية السند الباكستانية مقتل سبعة أشخاص على الأقل في انفجار عبوتين عند مدخل ضريح شيخ صوفي في كراتشي، جنوب باكستان.

وقال الوزير ذو الفقار ميرزا: «قتل على الأقل سبعة أشخاص بينهم امرأة»، وأوضح الضابط، أظهر علي، في شرطة كراتشي في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «انفجرت قنبلتان عند مدخل ضريح الشيخ عبد الله شاه قاضي» الذي يقصده كثيرون، ويقع في حي ميسور على ضفاف البحر.

وكراتشي، كبرى مدن السندن، هي العاصمة الاقتصادية لباكستان، وأكبر مدن البلاد، ويعيش فيها 15 مليون نسمة. ولم يعرف على الفور ما إذا كان التفجيران ناجمين عن تفجير انتحاري أو بقنابل وضعت عند مدخل الضريح.

وقتل أكثر من 3700 شخص في باكستان خلال نحو ثلاث سنوات شهدت أكثر من 400 هجوم، معظمها انتحاري، ونفذتها حركة طالبان الباكستانية المتحالفة مع تنظيم القاعدة. وأعلنت هذه الحركة الجهاد على إسلام آباد بسبب تأييدها «الحرب على الإرهاب» التي تخوضها واشنطن.

وتنشط حركة طالبان في المناطق القبلية في شمال غربي أفغانستان على الحدود مع أفغانستان، حيث ينتشر كذلك تنظيم القاعدة. وتتعرض هذه المنطقة منذ شهر لغارات جوية شبه يومية، تنفذها طائرات أميركية من دون طيار، تشرف عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.