واشنطن لا تتوقع معارضة عربية لمواصلة مفاوضات السلام

إدارة أوباما تزيد من اتصالاتها مع المسؤولين العرب لضمان مواصلة المحادثات

TT

أفادت مصادر أميركية بأن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما باتت واثقة من أن القادة العرب المجتمعين في ليبيا لن يعارضوا مواصلة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حتى وإن كانوا سينددون بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مواصلة النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية.

وبعد أيام من الاتصالات الأميركية الحثيثة مع مسؤولين عرب، تجد الإدارة الأميركية نفسها أمام واقع عدم الحصول على تقدم ملموس في ما يخص دفع المفاوضات إلى الأمام، لكن في الوقت نفسه عدم قطع الطريق أمامها كليا.

وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس بأن الإدارة الأميركية «أقنعت الدول العربية بعدم عرقلة المفاوضات المباشرة». وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين يتوقعون خطابات حماسية ضد إسرائيل، لكن من دون إعلان رسمي لقطع المفاوضات.

وتعتبر الإدارة الأميركية اجتماع وزراء الخارجية العرب والقمة العربية - الأفريقية في ليبيا موعدا محوريا في تحديد إمكانية مواصلة المفاوضات بعد أن علقت بسبب رفض نتنياهو تجميد الاستيطان.

وبينما تواصل واشنطن جهودها لإقناع نتنياهو بالتراجع عن قراره عدم تمديد فترة تجميد الاستيطان، تبذل من جهة أخرى جهود حثيثة سعيا لإقناع الفلسطينيين والعرب بمواصلة المفاوضات. وبينما يرفض البيت الأبيض الخوض في التفاصيل حول ضمانات أميركية مقدمة لإسرائيل لتمديد تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، يؤكد مسؤولون إسرائيليون ذلك. وأفاد وزير المالية الإسرائيلي، يوفال ستاينز، الذي يزور واشنطن لحضور اجتماعات البنك الدولي واجتمع بمسؤولين أميركيين خلال اليومين الماضيين، بأن الولايات المتحدة تقدم عرضا لإسرائيل لمواصلة تجميد الاستيطان. وقال ستاينز لـ«نيويورك تايمز» إنه «من الصعب جدا» تحقيق اتفاق مع نتنياهو لمواصلة تجميد الاستيطان»، مضيفا أن نتنياهو يواجه مشكلات سياسية داخلية كبيرة ويحتاج دعما أميركيا في الوقت نفسه. وكانت الولايات المتحدة قد وقعت اتفاقية يوم الخميس الماضي لبيع 20 طائرة قتالية من طراز «إف 35»، لتأكيد التزامها بأمن إسرائيل.

وبينما يصر الإسرائيليون على مواصلة الاستيطان، تواصل واشنطن جهودها لإقناع المسؤولين الفلسطينيين والعرب بجدوى مواصلة المفاوضات. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية مارك تونر أن المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل واصل اتصالاته بمسؤولين عرب خلال الأيام الماضية، بينما تحدثت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أول من أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).

وتحدثت كلينتون يوم الثلاثاء الماضي مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، وشددت على اهتمام الولايات المتحدة بمواصلة المفاوضات المباشرة بين الطرفين. وكلينتون على اتصال متواصل مع جودة الذي تصفه بـ«الصديق»، بينما تسعى إلى جعل الأردن من الدول الأكثر فعالية في إبقاء عملية المفاوضات المباشرة حية.

ومن جهته، قال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، إن المفاوضات المباشرة في واشنطن وبعدها في شرم الشيخ والقدس تؤكد أن هناك «جدية في الهدف، مما قد يؤدي بنا إلى طريق تبحث عنه الأجيال». وأضاف «نأمل أنه حتى مع إحباط قرار حول تجميد الاستيطان يمكننا مواصلة تلك المحادثات المباشرة، ونأمل أن نفعل ذلك».

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «سنراجع البيان الرسمي من اجتماعات الجامعة العربية قبل أن نعلق على ما يتم اقتراحه»، مضيفا «نؤمن بأن الدول العربية لديها دور أساسي في دعم السلام.. ونطالب الدول العربية باتخاذ خطوات تبني الثقة بين الأطراف».

ومن جهة أخرى، تسعى واشنطن إلى الحصول على المزيد من الدعم لعباس خلال القمة العربية. وكان ذلك من المحاور الرئيسية في محادثات كلينتون مع وزراء الخارجية العرب خلال الفترة الماضية. وكدليل على التزام واشنطن بأهمية الدعم المالي والسياسي لعباس، جدد أوباما مساء أول من أمس قرارا يسمح بتخصيص الأموال للسلطة الفلسطينية. وفي رسالة إلى الكونغرس، قال أوباما في خطابه له إن مصلحة الأمن الوطني للولايات المتحدة تستدعي دعم السلطة الفلسطينية.