تنظيم جند الله: خطفنا مسؤولا بالبرنامج النووي وسننشر اعترافاته إذا لم يجر إطلاق 200 معتقل

مساعد وزير الداخلية الإيراني: المختطف يعمل لحاما

TT

أبلغ عبد الرؤوف ريغي الناطق الرسمي باسم تنظيم جند الله المناوئ للسلطات الإيرانية «الشرق الأوسط» أن المسؤول النووي الإيراني الذي اختطفته عناصر من التنظيم مؤخرا في مدينة أصفهان الإيرانية، ويقبع حاليا تحت حراسة مشددة في مكان ما في جبال بلوشستان، قد أدلى باعترافات خطيرة حول تفاصيل سعي إيران لامتلاك قنبلة نووية.

وقال ريغي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكان ما داخل بلوشستان رفض تسميته لأسباب أمنية، «إن تنظيم جند الله تمكن من توجيه ما وصفه بضربة نوعية في العمق إلى النظام الحاكم في إيران عبر اختطاف أحد كبار لعاملين في البرنامج النووي الإيراني ويدعى أمير حسين شيراني بن محمد شيراني، من مواليد 1971 ويحمل بطاقة هوية رقم 2428».

وأوضح ريغي، وهو شقيق عبد الملك ريغي الأمير السابق لتنظيم جند الله الذي قضى نحبه في السجون الإيرانية بعد اعتقاله في وقت سابق من العام الحالي في ظروف مثيرة للجدل في أفغانستان، أن تنظيم جند الله قام بعملية استخباراتية ناجحة على حد قوله لتوجيه ضربة موجعة إلى النظام الحاكم في طهران.

واعتبر أن نجاح هذه العملية هو بمثابة «رد عملي على مزاعم السلطات الإيرانية بأن تنظيم جند الله قد انتهى عمليا بعد اعتقال أميره السابق عبد الملك ريغي»، معتبرا أن «العملية تمثل إهانة بالغة لأجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية ويظهر للعالم أجمع عجزها عن منع عناصر التنظيم من القيام بمثل هذه العملية».

وقال «منذ اعتقال أميرنا السابق قمنا بعمليات استخباراتية كثيرة ومعقدة وأرسلنا عناصرنا إلى عدة مدن إيرانية من بينها شيراز وأصفهان لخطف مسؤولين إيرانيين يعملون في البرنامج النووي الإيراني لكي نساوم النظام عليهم، ونجحنا مؤخرا في إتمام هذه العملية».

وردا على سؤال حول تحسب تنظيم جند الله لاحتمال قيام السلطات الإيرانية بتنفيذ عملية عسكرية لتحرير المسؤول المختطف بالقوة المسلحة، قال الناطق الرسمي باسم تنظيم جند الله «منذ أسبوعين خطفنا هذا المسؤول ونقلناه منذ أسبوع واحد فقط إلى معقلنا في بلوشستان، والسلطات الإيرانية تسعى بشكل حثيث لاسترجاعه وإطلاق سراحه، لكنه الآن في قبضة رجالنا ويخضع لحراسة أمنية مشددة ويوجد في مكان لا تستطيع السلطات الإيرانية الوصول إليه».

وعرض ريغي إمكانية إطلاق سراح المسؤول الإيراني المختطف مقابل إفراج السلطات الإيرانية عن 200 من عناصر التنظيم تعتقلهم منذ سنوات داخل سجونها.

وأضاف «هذا العرض غير قابل للمساومة إذا أطلقوا سراح أشقائنا وعناصرنا في التنظيم، سنفرج عن المسؤول المعتقل لدينا، هذه هي حدود الصفقة، وعلى السلطات الإيرانية تحمل مسؤوليتها في هذا الصدد».

وهدد ريغي، في التصريحات التي تعد الأولى من نوعها التي يدلي بها قيادي بارز في تنظيم جند الله منذ إعلانه أول من أمس عن نجاحه في خطف المسؤول الإيراني، بنشر تفاصيل الاعترافات التي أدلى بها هذا المسؤول بعد خطفه.

وقال «لدينا اعترافات خطيرة منه تمس أمن إيران، وتتعلق بتفاصيل ستذاع للمرة الأولى عن طريقة عمل إيران لامتلاك قنبلة نووية وتسريع برنامجها النووي لتخصيب اليورانيوم».

وأضاف «هذا المسؤول المعتقل أدلى لنا باعترافات مذهلة تكشف النقاب عن دور سري وخفي لشركة إيرانية خاصة تعتبر جزءا حيويا من البرنامج النووي الإيراني.. ولدينا الآن حصيلة مهمة من اعترافات الرجل تتضمن أسماء وأماكن كثيرة تتعلق بتفاصيل غير معلنة عن المنشآت النووية الإيرانية». وتابع قائلا «إذا لم يقبلوا عرضنا الذي نقدمه إليهم فسننشر جزءا من هذه الاعترافات لاحقا، كي يعرف العالم حقيقة النوايا الإيرانية». وطبقا لمعلومات وردت في بيان رسمي لتنظيم جند الله فقد تمكنت مجموعة من مقاتليه من تنفيذ «عملية استخباراتية» في مدينة أصفهان واختطفت موظفا يعمل في المنشآت النووية الإيرانية.

من جهته، قلل مساعد وزير الداخلية الإيراني للشؤون الأمنية علي عبد إلهي من أهمية الموظف المختطف، وقال إنه كان يعمل «لحام بناء» في منشآت أصفهان لتخصيب اليورانيوم.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن عبد إلهي قوله «إن هذا الشخص كان يعمل كلحام بناء في منشآت تخصيب اليورانيوم في أصفهان (UCF) حتى عام 2007، حيث أقيل من عمله في نفس السنة لعدم كفاءته». وقال عبد إلهي في أول تعليق لمسؤول رسمي إيراني على بيان «جند الله»: «إن هذا الشخص اختطف قبل شهرين، وبعد اختطافه، اتصل المختطفون بذويه مطالبين بدفع فدية قدرها مليارا تومان».