«الشرق الأوسط» تنشر بدائل عباس: اعتراف أميركي أو مجلس الأمن.. وترك السلطة والوصاية الدولية

قال للجنة المتابعة: حماس تخضع لفيتو إيراني في موضوع المصالحة

الرئيس علي عبد الله صالح يتحدث مع الرئيس زين العابدين بن علي .. وفي الصورة الرئيسان عباس وطالباني (أ.ب)
TT

طرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أربعة بدائل، وصفها هو سابقا بـ«التاريخية»، حول أفق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك خلال اجتماعات لجنة المبادرة العربية الليلة قبل الماضية في مدينة سرت الليبية، على هامش القمة العربية الاستثنائية التي عقدت أمس. وجاءت هذه البدائل على النحو التالي:

أولا: إذا قررت إسرائيل وقف الاستيطان فسوف تستمر المفاوضات المباشرة وسيتم تفعيل وتيرتها.

ثانيا: إذا لم يحدث فسندعو أميركا للاعتراف بدولة فلسطين ضمن حدود 1967، وإذا لم يحدث فسوف نذهب إلى مجلس الأمن وندعو كل دول العالم للاعتراف بالدولة، وإذا لم يحدث فسوف نذهب إلى مجلس الأمن لفرض الوصاية على الشعب الفلسطيني.

ثالثا: (في حال فشل الاقتراحين السابقين) دعوة إسرائيل لاحتلال الموقع.

رابعا: ترك السلطة الفلسطينية ومغادرة رام الله.

وكان الرئيس الفلسطيني قد بدأ حديثه باستعراض ما حدث منذ الذهاب إلى واشنطن مرورا بمفاوضات شرم الشيخ والقدس واللقاء في نيويورك وزيارة السيناتور جورج ميتشل، وقال: «موقفنا هو لا مفاوضات في ظل وجود الاستيطان كما أبلغنا الحكومة الإسرائيلية بذلك في رسالة رسمية». وأشار أبو مازن إلى صفقة الأسلحة الأميركية لإسرائيل مقابل تجميد الاستيطان لمدة أربعة أشهر، كما استعرض الجهود التي قامت بها واشنطن ووزيرة الخارجية الأميركية لإعادة المفاوضات المباشرة.

كما تحدث عن الحوار مع حركة حماس، وأشار إلى تدخل إيراني في المصالحة. وقال إن حماس تتهمنا بالخضوع إلى فيتو أميركي للمصالحة، وهي تخضع إلى فيتو إيراني في الموضوع نفسه.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن حديث أبو مازن كان يدور حول ما حدث، ثم البدائل التي أشار إليها سابقا، ولم يستغرق اجتماع لجنة المبادرة أكثر من ساعة ونصف الساعة أكد خلالها الدعم الكامل للسلطة الفلسطينية.

من جهته، أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن بديل اللجوء إلى مجلس الأمن لإعلان قيام الدولة الفلسطينية في حال العجز عن استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين «ليس مطروحا في الوقت الحالي». وقال الوزير المصري في تصريح صحافي غداة إعلان لجنة المتابعة العربية عزمها الاجتماع مجددا خلال شهر للبحث في بدائل عن فشل المفاوضات المباشرة إن «مسألة اللجوء إلى مجلس الأمن لإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ليست مطروحة في الوقت الحالي». وأوضح أن «المطروح حاليا هو إتاحة الفرصة للولايات المتحدة لكي تستمر في جهدها من أجل تحقيق التجميد الكامل للاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة».

وتابع أبو الغيط: «في حال نجاح هذه الجهود، وقتها سيعود الفلسطينيون للمفاوضات، وتتحرك الأمور، وإذا لم تتحرك الأمور خلال شهر ستعود لجنة المتابعة مرة أخرى للاجتماع ويقوم الرئيس الفلسطيني بطرح الخيارات التي تحدث عنها» خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية مساء أول من أمس الجمعة. وأوضح أبو الغيط أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «طرح أمام اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية عددا من البدائل التي من الممكن أن تلجأ إليها السلطة الوطنية الفلسطينية في حال فشل المفاوضات المباشرة»، مضيفا: «لا نرغب في الحديث عن هذه الخيارات حاليا، ونفضل الانتظار لمدة الشهر الذي حدده اجتماع لجنة المتابعة للاجتماع من جديد للنظر في تطورات الموقف».

وأشار أبو الغيط من جهة أخرى إلى أن هناك مطالبة عربية بإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وقال «إن ما يتحدث عنه البعض من حلول جذرية لرفع الحصار عن طريق حشد الجيوش وإعلان الحرب ليس بالأمر المطروح». وردا على سؤال حول ما يتردد عن قيام إسرائيل بتجميد الاستيطان لمدة شهرين فقط، قال أبو الغيط: «إذا ما حدث ذلك فليتم الاتفاق على الحدود أيضا خلال شهرين، وبهذا يكون لكل طرف أن يقوم بأي إجراءات أو إنشاءات على أرضه».

وكانت لجنة المتابعة العربية أعلنت أنها ستدعو إلى «عقد اجتماع لها خلال شهر من تاريخه للنظر في البدائل التي طرحها الرئيس الفلسطيني وتحديد الخطوات المطلوب اتخاذها في هذا الشأن». كما دعت اللجنة الولايات المتحدة إلى «الاستمرار في جهودها لتهيئة الظروف المناسبة لإعادة العملية السلمية إلى مسارها الصحيح وعلى رأسها وقف الاستيطان» ودعمت موقف الرئيس الفلسطيني الرافض لاستئناف المفاوضات المباشرة ما لم يتوقف الاستيطان بشكل كامل.