ألمانيا: خلية أصولية جندت بمسجد محمد عطا عادت من الشريط القبلي

برلين تطالب واشنطن بتسليمها إسلاميا محتجزا بقاعدة باغرام

TT

كشف مسؤولون في أجهزة الاستخبارات الألمانية والأوروبية أن ثلاثة أعضاء في خلية «جهادية» كانوا قد غادروا مدينة هامبورغ الألمانية متوجهين إلى المناطق القبلية في باكستان للتدرب على القتال قد عادوا إلى ألمانيا مؤخرا، ويتنقلون فيها بحرية كاملة، بعد أن جرى تجنيدهم في مسجد «طيبة» الذي كان يرتاده محمد عطا، زعيم الانتحاريين في هجمات سبتمبر (أيلول).

وقال المسؤولون لـ«سي إن إن»: إن سائر أفراد الخلية الذين يعتقد أنهم ما زالوا في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان «على صلة بمخطط تنظيم القاعدة لتنفيذ عمليات في أوروبا», الذي تسبب في صدور التحذير الأميركي الذي نبه مؤخرا لمخاطر السفر إلى الكثير من دول القارة.

إلى ذلك قال مسؤولون أميركيون إنهم يعتقدون بأن متشددا إسلاميا «خطيرا للغاية» يمكن أن يكون في طريقه إلى ألمانيا، بعد حضوره معسكر تدريب «إرهابيا» في باكستان. وأكد متحدث باسم الجيش الأميركي في ألمانيا تقارير إعلامية أفادت بأنهم أبلغوا أجهزة الأمن الألمانية بشأن المتشدد الإسلامي, 23 عاما, الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والتركية.

وأوضح المتحدث أن القواعد الأميركية في ولاية راينلاندبفالتس رفعت مستوى التأهب لديها. وكانت وزارة الخارجية الألمانية قالت إن هناك مذكرة اعتقال دولية صدرت بحق هذا الرجل. وعلى الرغم من ذلك، أكد المتحدث الأميركي أنه ليس هناك خطر كبير بشأن وقوع هجمات «إرهابية» في البلاد. وكانت الولايات المتحدة قد حذرت رعاياها مؤخرا من هجمات إرهابية محتملة لـ«القاعدة» في أوروبا.

وأوضح متحدث باسم الداخلية الألمانية أن الوضع الأمني في البلاد لم يتغير منذ مطلع هذا الأسبوع، وهو نفس الوقت الذي صدر فيه التحذير الأميركي. ومن جهة أخرى، طالب الادعاء العام الألماني الولايات المتحدة بتسليم ألماني إسلامي محتجز بالقاعدة الجوية الأميركية في إقليم باغرام الأفغاني لصلته بالإرهاب. وقال متحدث باسم الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، أمس، إنه تم إعداد طلب خاص بهذا الشأن ليتسنى مثول المتهم الألماني الجنسية، الأفغاني الأصل، أمام القضاء في ألمانيا.

يذكر أن المتهم، ويدعى أحمد إس. ينتمي إلى مجموعة من الإسلاميين من مدينة هامبورغ، كان أفرادها سافروا في مارس (آذار) 2009 إلى منطقة الحدود الأفغانية - الباكستانية لتلقي تدريبات في معسكرات «الإرهاب» هناك. غير أن جنودا أميركيين ألقوا القبض عليه بالعاصمة الأفغانية كابل في يوليو (تموز) الماضي. وكانت صحيفة ألمانية ذكرت الأسبوع الماضي أن التقارير الأخيرة في وسائل الإعلام الأميركية حول هجمات «إرهابية» وشيكة تستهدف لندن ومدنا كبرى في ألمانيا وفرنسا ترجع إلى أقوال «محتملة» للألماني المقبوض عليه.

وفي أعقاب هذه التطورات، قررت السلطات الألمانية تعزيز إجراءاتها الوقائية تحسبا لوقوع أي هجمات إرهابية، وذلك بعد أن حددت سلطات الأمن الألمانية، وفقا لتقرير لمجلة «دير شبيغل» الألمانية تنشره في عددها غدا (الاثنين) أسماء ثلاثة من ثمانية ألمان إسلاميين كانوا قتلوا في باكستان الأسبوع الماضي جراء قصف صاروخي من طائرة أميركية من دون طيار. وتقول المجلة، استنادا إلى سلطات الأمن الباكستانية، إن هؤلاء الثلاثة هم نعمان إم وشهاب دي (وكلاهما من مدينة هامبورغ)، أما الثالث فهو ألماني من أصل تركي، ويدعى بنيامين إي، وينحدر من ولاية شمال الراين وستفاليا غرب ألمانيا. وفي رد فعل رسمي على ما أوردته المجلة، ذكر متحدثان باسم وزارتي الخارجية والداخلية في برلين أنه لم يتم بعد الانتهاء من تحديد هوية القتلى. وتقول المجلة إن نعمان إم كان محط اهتمام سلطات التحقيق الألمانية بسبب معرفته بالطيارين منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وتم تصنيفه منذ 2003 بأنه خطير.

وتقول المجلة إنه من المفترض أن نعمان إم وشهاب دي وأحمد إس المعتقل لدى السلطات الأميركية في باغرام، سافروا إلى باكستان، حيث تلقوا تدريبات عسكرية وانضموا إلى جماعات مسلحة. يذكر أن السلطات الأميركية سمحت مؤخرا لدبلوماسي ألماني بالاتصال بأحمد إس.