اليمن: موجة اغتيالات ضباط المخابرات تنتقل إلى حضرموت

إقالة مسؤول أمني في أبين بسبب «عدم السيطرة على الأوضاع الأمنية»

TT

انتقلت موجة الاغتيالات التي يتعرض لها ضباط في أجهزة المخابرات والأمن اليمنية من محافظات في جنوب البلاد إلى جنوب شرقها، حيث أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن اغتيال ضابط في المخابرات بحضرموت، هذا في الوقت الذي أقال فيه وزير الداخلية اليمني، أمس، أحد مسؤولي الأمن في محافظة أبين، على خلفية الأوضاع الأمنية المتدهورة هناك. واغتال مسلحون مجهولون في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت في جنوب شرقي اليمن، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، صف ضابط في فرع الجهاز المركزي للأمن السياسي (المخابرات) بالمحافظة. وبحسب مصادر أمنية يمنية، فإن شخصين يستقلان دراجة نارية وهما ملثمان، أطلقا عدة طلقات من مسدس (ماكيريوف) على المساعد عبد العزيز عبد الله باشراحيل، في حي فوه بمدينة المكلا قبل أن يلوذا بالفرار.

ورجحت إدارة أمن محافظة حضرموت أن يكون المسلحان الضالعان في اغتيال صف الضابط أثناء تسوقه مع أفراد أسرته، ينتميان إلى تنظيم القاعدة، في الوقت الذي صدرت فيه تعليمات من وزير الداخلية، اللواء الركن مطهر رشاد المصري، بسرعة إلقاء القبض على الجناة الذين يؤكد أمن حضرموت أنه يقوم بملاحقتهم في الوقت الحالي.

وأعلن ما بات يعرف بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، مسؤوليته عن اغتيال الضابط وعدد من الضباط في جنوب اليمن، في عمليات جرت خلال الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف حافلة كانت تقل موظفين في جهاز الأمن السياسي في العاصمة صنعاء، أواخر الشهر الماضي.

على صعيد آخر، أقال اللواء المصري، مدير أمن مديرية الوضيع في محافظة أبين الجنوبية التي تشهد، منذ عدة أشهر، عمليات اغتيالات لضباط وجنود في بعض مديرياتها، وقال مركز الإعلام الأمني التابع للوزارة إن قرار الوزير جاء بسبب عدم قدرة الضابط المقال على «السيطرة على الأوضاع الأمنية في المديرية، ولعدم وجوده لفترات طويلة في إدارة الأمن، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على مستوى الأداء الأمني في مديرية الوضيع بمحافظة أبين»، وأضاف أن القرار نص على الاستبدال بالضابط المقال «ضابطا غيره من المشهود لهم بالكفاءة والقدرة على تحمل المسؤولية».

وتشهد بعض المحافظات اليمنية الجنوبية، كلحج وأبين وشبوة، عمليات استهداف لضباط في المخابرات وجنود أمن عام ودوريات أمنية، التي كان آخرها قبل 3 أيام، عندما استهدف مسلحون تعتقد السلطات بأنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة، دورية أمنية في مدينة لودر بمحافظة أبين، وجرح في الحادث جنديان. وتعد محافظة أبين من أكثر المحافظات التي تشهد أوضاعا أمنية متردية، وهي التي من المقرر أن تستضيف ملاعبها بعض مباريات بطولة «خليجي 20» المقررة الشهر المقبل.

وخاضت قوات الأمن والجيش اليمنية، الشهرين الماضيين، مواجهات عنيفة ضد جماعات مسلحة تتهمها السلطات بالانتماء إلى «القاعدة»، في مدينتي لودر في ابين والحوطة في شبوة، وتقول السلطات إنها تمكنت من تطهير المدينتين من عناصر «القاعدة»، بعد تلك المعارك التي خلفت العشرات من القتلى والجرحى من الجانبين. وتقول السلطات اليمنية إن تنظيم القاعدة في جنوب اليمن يتحالف مع من تصفها بـ«قوى الحراك الانفصالي» المنادي بـ«فك الارتباط» بين شطري البلاد الشمالي والجنوبي، غير أن قوى الحراك تنفي هذه التهم وتؤكد أن نضالها «سلمي».