مبارك يدعو لتسوية قضايا السودان والصومال والبحيرات العظمى

القذافي: انفصال السودان عدوى ستمتد لدول عربية أخرى

الرئيس السنغالي عبدالله واد (يمين) يتحدث الى احد المسؤولين تحت لوحة ضخمة تمثل قارة افريقيا في اليوم الثاني من القمة العربية الافريقية في سرت بليبيا امس (ا.ب)
TT

دعا الرئيس المصري حسنى مبارك، القمة العربية - الأفريقية المنعقدة في مدينة سرت الليبية أمس لتسوية قضايا السودان والصومال والبحيرات العظمى، قبل أن يسلم رئاسة القمة للزعيم الليبي معمر القذافي، الذي حذر في كلمته من خطر انفصال جنوب السودان، على باقي دول القارة.

وأمضى القادة والزعماء العرب والأفارقة ساعات طويلة منذ توافد الطرفين إلى سرت في حوارات ثنائية ومشاورات جانبية تشير إلى أهمية التعاون العربي - الأفريقي في المرحلة الراهنة والتنسيق السياسي معا في المحافل الدولية، من أجل نصرة القضايا المصيرية، خاصة النزاعات ومواضيع الأمن والسلام.

وبدأ القادة والزعماء العرب والأفارقة اجتماعهم الرسمي ظهر أمس في لقاء يعد الأول من نوعه منذ 33 عاما، حيث انعقدت القمة العربية - الأفريقية الأولى في مصر عام 1977.

وافتتح مبارك أعمال القمة بكلمة وصف خلالها أهمية التعاون العربي - الأفريقي، وحذر من تحويل أي نزاع إلى صراع عربي - أفريقي، ودعا إلى تسوية قضايا السودان والصومال والبحيرات العظمى من خلال عمل مشترك لأمانة الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي.

وقال مبارك: «لقد شهد العالم تحولات كثيرة منذ انعقاد القمة العربية - الأفريقية الأولى في القاهرة... وتنعقد قمتنا اليوم وسط تحديات صعبة في عالم مغاير يموج بالأزمات»، معربا عن تطلعه إلى تطوير التعاون العربي – الأفريقي، ودعم آلياته ليصبح شراكة فاعلة وفقا لاستراتيجية شاملة وخطة عمل محددة وآليات للتنفيذ في إطار زمني متفق عليه.

واعتبر الرئيس المصري أن القضية الفلسطينية كانت «وسوف تظل نموذجا حيا للتضامن العربي - الأفريقي.. فلقد وقفت أفريقيا - ولا تزال - إلى جانب المواقف والحقوق الفلسطينية والعربية.. دعما للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة، بما في ذلك حقه في التخلص من الاحتلال، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».

وحذر مبارك من «محاولات تصوير أي نزاع على أنه نزاع عربي – أفريقي، بالتغاضي عن مسبباته ودوافعه الحقيقية، على نحو ما حدث في دارفور»، قائلا إن «تعزيز الشراكة الأفريقية - العربية هو طريقنا للتعامل مع قضايا السلم والأمن وقضايا التنمية».

وأضاف الرئيس المصري: «هنا في أفريقيا تتواصل جهودنا المشتركة لتسوية نزاعات مؤسفة.. تستنزف ثروات القارة وأرواح أبنائها في السودان والصومال وفي منطقة البحيرات العظمى وجزر القمر.. إنني أتوجه بالتحية للجهود المشتركة للاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية لاحتواء النزاعات التي تقع في أراض عربية - أفريقية»، مضيفا «نتطلع للمزيد من التشاور والتنسيق السياسي، دعما لمواقف بعضنا البعض في المحافل الإقليمية والدولية وللمزيد من التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة، وللمزيد من الاستثمار في قطاعات كثيرة.. مثل التعدين، والتنمية الزراعية والتصنيع الزراعي، ومشاريع الطاقة، وتطوير إدارة الموارد المائية، والرعاية الصحية، والتدريب وبناء الكوادر والقدرات، وغير ذلك من المجالات ذات الأولوية».

ومن جانبه أعرب القذافي عن أسفه لما سماه ممارسات العرب الأغنياء فيما يخص الرق في أفريقيا، قائلا في كلمته: «أقدم باسم العرب، خاصة الأغنياء منهم، اعتذارا شديدا على تصرفاتهم المخجلة تجاه الأفارقة، حيث اشتروا الأطفال واستعبدوهم وتاجروا بالرق بشكل مشين ونحن نخجل من هذه الممارسات»، وشدد على أن هذه التصرفات «لا بد أن نعترف بحصولها ونندد بها».

وحذر القذافي من أن انفصال جنوب السودان في حال حدوثه سيكون «حدثا خطيرا سيكون له تداعيات»، قائلا: «إن انفصال السودان سيتسبب في عدوى، وننبه إلى هذا الأمر الخطير والمفزع، الذي لن يكون النهاية، بل البداية وستمتد العدوى إلى دول عربية».

وقال القذافي إن تقسيم السودان سيؤدي إلى «بداية تصدع الخريطة الأفريقية خلال سنوات قليلة»، مشيرا إلى أن أفريقيا «عبارة عن فسيفساء من الأعراق والديانات، وفي حال مطالبتها جميعا بالاستقلال فستكون في الموضوع خطورة كبيرة».

وكان القادة العرب والأفارقة قد بحثوا القضايا والوثائق المطروحة على القمة، خاصة استراتيجية الشراكة الشاملة وخطة العمل التي تم تحديدها للتنفيذ في إطار زمني متفق عليه يحقق للجميع المصالح المشتركة ويعزز التعاون بين الجانبين في شتى المجالات».

ويستعرض إعلان «سرت» الأمور الكيفية التي تجعل الدول بمنأى عن التهديدات التي تشكلها الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، والأخطار الأخرى من إرهاب وجريمة منظمة في أشكالها المختلفة، كما يستعرض الإعلان ما يتعين على البلدان العربية والأفريقية القيام به، لمواجهة تحديات السلم والأمن والتصدي للمنازعات والاضطرابات التي يعاني منها الكثير من دول المنطقتين، وإيجاد السبل الكفيلة لحلها وتسويتها.