عفيفي ينفي أنه إرهابي

«إف بي آي» يضع جهاز تجسس في سيارة أميركي مسلم

TT

في حلقة أخرى من حلقات تجسس مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) على المسلمين والعرب في الولايات المتحدة، كشف ياسر عفيفي، طالب جامعي أميركي وُلد في أميركا ووالده مصري ووالدته أميركية، أن الـ«إف بي آي» وضعت جهاز «جي بي إس» (متابع بالأقمار الفضائية) في سيارته، وأنه اكتشف الجهاز عندما ذهب لتغيير زيت ماكينة سيارته.

في نفس الوقت نفى عفيفي أنه إرهابي أو يدعم الإرهاب أو له صلة بإرهابي. وقال تلفزيون «سي إن إن» إن عفيفي حظي بـ«شرف» زيارة شرطة الـ«إف بي آي» له في منزله، حيث اعترفوا بأن الجهاز تابع لهم، وطلبوا إعادته لهم. وكانوا نفوا ذلك قبل يوم واحد.

وكان زميل لعفيفي نشر صورة الجهاز في الإنترنت، وأثار النشر الكثير من التكهنات إذا كان الجهاز «حقيقيا»، وإذا كان عفيفي مستهدفا في تحقيق إرهابي، وما سيفعله الـ«إف بي آي» في هذا الأمر.

وقال مراقبون في واشنطن بعد أن تابعوا الخبر في الإنترنت، إن الإجابة على هذه التساؤلات لم تستغرق أكثر من يومين. تأكد أن الجهاز حقيقي بالفعل، وأن شرطة الـ«إف بي آي» كانت تتعقب عفيفي سرا، وأنها الآن تريد استرداد الجهاز الثمين. وكتب عفيفي نفسه ذلك في موقعه على الإنترنت، حيث كتب أن ستة من شرطة الـ«إف بي آي» زاروه في شقته في مجمع سكني في مدينة سانتا كلارا (ولاية كاليفورنيا)، وطلبوا استرداد الجهاز الثمين الخاص بهم، وأنه تعاون، بمحض إرادته، مع الشرطة. وقال إنه لم يفعل أي شيء ليستحق اهتمام الشرطة به.

وكشفت تصريحات بعض رجال الشرطة أن زيارتهم لمنزل عفيفي جاءت بعد مراقبة استغرقت ستة شهور تقريبا، لكن رفض متحدث باسم الـ«إف بي آي» الاعتراف بأن جهاز التعقب ملكهم أو ملك أي من رجال الشرطة الذين زاروا منزل عفيفي. وقال المتحدث، بيت لي، الذي يعمل في مقر الوكالة في سان فرانسيسكو (ولاية كاليفورنيا): «في الواقع لا يمكنني أن أقول الكثير في هذا الموضوع لأن التحقيق ما زال جاريا». وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن ياسر عفيفي هو ابن زعيم أميركي مسلم في ولاية كاليفورنيا، توفي قبل عام في مصر. ويدرس ياسر عفيفي التسويق التجاري في كلية ميشن بسانتا كلارا (ولاية كاليفورنيا).

وأشار المراقبون إلى أن اكتشاف الجهاز جاء بعد قرار من محكمة الاستئناف الفيدرالية في ولاية كاليفورنيا بالسماح لأجهزة الأمن بزرع أجهزة تعقب في سيارات المشتبه بهم من دون مذكرة قانونية، حتى وإن كانت السيارة تقف في موقف خاص.

وقال بريان ألسيث، من اتحاد الحريات المدنية الأميركي (اي سي ال يو)، إنه اتصل بعفيفي بعد رؤية صور الجهاز في الإنترنت، وأبلغه بأن الاتحاد سيستعمل الحادث لتحدي قرار المحكمة. وأضاف ألسيث: «تبدو زراعة الـ(إف بي آي) لجهاز تعقب سري في سيارة شاب أميركي في العشرين من عمره أمرا مخيفا للغاية. إنه لم يفعل شيئا أكثر من كونه نصف مصري».

وكما كتب عفيفي في موقع «ويرد دوت كوم»، اكتشف الجهاز في سيارته عندما أخذها إلى ورشة لتغيير زيت الماكينة. وعندما فتح صاحب ورشة «علي للعناية بالسيارات» غطاء السيارة، وهي من طراز «فورد لينكولن»، رأى عفيفي سلكا بالقرب من إطار السيارة الأمامي وعادم السيارة.

وأكد صاحب الورشة، مزهر خان، أميركي من أصل باكستاني، أنه رأى السلك، وأنه موصول ببطارية وجهاز إرسال مثبتين على السيارة بواسطة مغناطيس.

في وقت لاحق، بعد نشر صورة الجهاز في الإنترنت، قال مشاهد إن الجهاز اسمه «أوريون غارديان إس تي 820»، وصنعته شركة إلكترونيات اسمها «كوبهام» المتخصصة في بيع أجهزة التعقب للأجهزة الأمنية.

ونقل تلفزيون «إيه بي سي» على لسان عفيفي قوله: ««أنا وُلدت هنا في سانتا كلارا، وصار عمري عشرين سنة في أغسطس (آب) الماضي. وأنا مدير مبيعات في شركة لبيع أجهزة الكومبيوتر المحمولة. وأنا طالب جامعي أدرس بدوام كامل». وأضاف أنه نجل أحد أبرز قادة الجالية الإسلامية في ولاية كاليفورنيا، والذي توفي السنة الماضية في مصر، وأنه يسافر كثيرا إلى مصر والشرق الأوسط. ويقوم ببيع كومبيوترات في مصر والشرق الأوسط.