طهران تعتقل أجنبيين بتهمة «انتحال صفة صحافيين»

طرد صحافية إسبانية.. وحكومة مدريد تطالب إيران بالتراجع

TT

أعلنت طهران أمس أنها تحتجز رجلين أجنبيين بعد أن أجريا مقابلة مع نجل سيدة إيرانية كان الحكم بإعدامها رجما بتهمة الزنى قد أوقف في الآونة الأخيرة في أعقاب حملة استنكار دولية.

لكن التقرير الذي أوردته وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء، لم يشر إلى جنسية الرجلين، غير أن صحيفة «الغارديان» البريطانية أوضحت أنهما صحافيان ألمانيان من صحيفة «بيلد إم زونتاج» الأسبوعية الألمانية.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن غلام حسين محسني اجئي المدعي العام الإيراني قوله: «ألقي القبض على أجنبيين في إيران انتحلا شخصية صحافيين»، وأضاف: «تم إخطارنا بأن الاثنين كانا يعتزمان إجراء مقابلة مع أسرة سكينة (محمدي) أشتياني.. وكانا قد دخلا إيران بوصفهما سائحين وأجريا مقابلة مع نجلها».

وأدينت أشتياني بجريمة الزنى إلا أن السلطات الإيرانية أوقفت الحكم بإعدامها رجما بعد حملة إدانات من مختلف أرجاء العالم استمرت بضعة أسابيع. وكانت أشتياني أدينت بجريمة الزنى عام 2006 كما وجهت إليها اتهامات أيضا بالضلوع في قتل زوجها.

وقالت اللجنة الدولية لمناهضة عقوبة الرجم على موقعها الإلكتروني إن الألمانيين، وهما مراسل ومصور، اعتقلا ومعهما نجل أشتياني ومحاميها في أعقاب مداهمة مكتب المحامي أمس.

وقالت مينا اهادي، من اللجنة الدولية لمناهضة عقوبة الرجم لصحيفة «الغارديان»: «كنت على الهاتف مع أحد الصحافيين خلال المقابلة عندما داهمت مجموعة من المسؤولين المكتب على ما يبدو وانقطع اتصالنا في التو».

وعلى هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وسائل الإعلام الأجنبية بتلفيق الأنباء، قائلا إن أشتياني لم يحكم عليها بالموت رجما.

وقال اجئي، وهو متحدث باسم السلطة القضائية أيضا: «الرجلان قيد الاحتجاز»، إلا أنه لم يحدد مكانهما. ومضى يقول: «لم يبرز الرجلان وثائق تثبت أنهما صحافيان».

وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة «الباييس» الإسبانية في نسختها الإلكترونية أمس أن الحكومة الإسبانية طالبت إيران بالتراجع عن قرارها بطرد مراسلة الصحيفة في طهران.

وأوضحت أن وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنجيل موراتينوس استدعى السفير الإيراني لدى بلاده ويعتزم الاتصال بنظيره الإيراني في حين يجري دبلوماسيون آخرون اتصالات مع طهران.

وقالت الصحيفة إن طهران ألغت تصريح الإقامة الخاص بالصحافية أنخيليس إسبيونوسا وأمرتها بمغادرة البلاد في غضون أسبوعين من دون توضيح أي سبب.

وتعتقد إسبيونوسا أن السبب الرئيسي وراء قرار ترحيلها كان مقابلة أجرتها مع أحمد منتظري نجل المرجع الإيراني آية الله حسين علي منتظري الذي كان من منتقدي النظام.

وجرى اعتقال إسبيونوسا لفترة وجيزة في يوليو (تموز) الماضي بعد إجراء المقابلة.

وشنت «الباييس» أيضا حملة لصالح الإيرانية سكينة محمدي أشتياني التي أثيرت بشأنها ضجة بسبب الحكم عليها بالإعدام لاتهامها بالقتل وقد تواجه أيضا عقوبة الرجم لإدانتها بالزنى. وقالت إن طرد إسبيونوسا يعكس «عصبية النظام في التعامل مع أي نقد» مشيرة إلى ازدياد الرقابة على الصحافة منذ وصول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى رئاسة إيران عام 2005.